رحل الخميس الماضي البروفيسور عبدالله الطيب أحد أبرز العلماء في مجالات الشعر والدراسات الاسلامية والادبية. الذي توفي متأثرا باصابته بجلطة دماغية اقعدته عن الحركة منذ عام 2000. ولد الفقيد بقرية قرب مدينة الدامر بشمالي السودان في يونيو حزيران 1921 ونال دبلوم الآداب من كلية غوردون التذكارية بالخرطوم عام 1942 ثم البكالوريوس من جامعة لندن، ثم نال الدكتوراه في الدراسات الشرقية من جامعة لندن عام 1949. وعمل استاذا بكلية الآداب بجامعة الخرطوم وعين بالجامعة استاذا مدى الحياة عام 1979 كما شغل منصب مدير الجامعة واول مدير لجامعة جوبا عام 1975. وفي خارج السودان عمل الفقيد عميدا لكلية اللغة العربية بجامعة احمدو بيلو بنيجيريا عام 1964 وأسس هناك كلية باييرو بمدينة كانو التي صارت فيما بعد جامعة كاملة وعمل استاذا للغة العربية بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس بالمغرب واستاذا بجامعة الدار البيضاء عام 1978. وكان الفقيد عضوا بعدد من مجامع اللغة العربية والمؤسسات الادبية ابرزها مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وهو اول رئيس لمجمع اللغة العربية بالخرطوم. وقدم الطيب خمسة آلاف حلقة إذاعية بعنوان (دراسات في القرآن الكريم) أكمل فيها تفسير القرآن الكريم. ونال البروفيسور عبدالله الطيب تقدير واعتراف العديد من المنظمات والمؤسسات على المستوى الاقليمي والعالمي آخرها جائزة الملك فيصل للآداب عام 2000 والتي جاء في حيثياتها وصف بان الفقيد محيط بالشعر العربي وتاريخه وقضاياه إحاطة قبل ان تتوافر لكثير من الدارسين. ولعب الفقيد دورا رياديا في اعادة الاعتبار للثقافة والتراث العربيين، وكشف عن كثير من السرقات الادبية من الشعر العربي والتي قام بها في القرنين الرابع عشر والخامس عشر كبار الشعراء الاوروبيين. وللطيب عدة دواوين شعر منها (اصداء النيل) و(بانات رامة) و(سقط الزند الجديد) وعدة مؤلفات من اهمها (المرشد الى فهم أشعار العرب). والفقيد متزوج من غرزيلدا الطيب وهي فنانة تشكيلية بريطانية ولم يرزقا بأطفال.