اتفق جميع النقاد والمحللين الرياضيين على هبوط مستوى الدوري السعودي وبشكل غير قابل للجدل بل ان تردي المستويات صاحب أيضا مسابقة الأمير فيصل بن فهد ومسابقة كأس سمو ولي العهد وتواصل هبوط المستوى حتى في المباريات التقليدية في جميع المناطق بخلاف ديربي الرياضوجدة ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تخطى ذلك الى احجام الجماهير عن حضور المباريات لدرجة أنه في العديد من المباريات كان عدد الأجهزة الفنية والادارية والتحكيمية أكثر من عدد الجماهير.. وهبوط المستوى له عدة عوامل من أبرزها تدني مستوى اللاعبين الأجانب وتأخر الرواتب الاحترافية واختفاء اللاعبين الهدافين المحليين حيث ان هذا الموسم هو الثالث على التوالي الذي يحقق فيه لاعب أجنبي لقب هداف الدوري السعودي.. كل هذه المحاور وغيرها سوف نبحثها مع عدد من المختصين في هذا التقرير. كأس الأمير فيصل وهبوط المستوى كانت تجربة كأس الأمير فيصل التي اقتصرت فيها المشاركة على اللاعبين تحت سن 23 سنة تجربة اكثر من ناجحة والتمس النقاد الرياضيون العذر لهبوط مستوى الفرق لكونها التجربة الاولى وان الفرق قد حققت فوائد اخرى غير البطولة والمنافسة على البطولة لذلك لم يكن تركيز الفرق خلال هذه المسابقة الا على أمر واحد هو اكتشاف المزيد من المواهب ومنح الفرصة امام عدد من اللاعبين لم يجدوا أفضل من تلك الفرصة لمشاركة فرقهم. في كأس ولي العهد يبحثون عن النتائج وفي مسابقة كأس سمو ولي العهد كانت الفرق تلهث وراء النتائج فقط لكون نظام المسابقة بطريقة خروج المغلوب من مرة واحدة لذلك اهتم المدربون بالتكتلات الدفاعية والبحث عن الفوز من أقصر الطرق وكان الحذر والحيطة يلازم الأداء بصفة عامة وهذا ماجرت عليه العادة في مثل تلك المسابقات لذلك قد يكون للفرق العذر في تدهور الأداء وعدم الخروج بالمظهر المعتاد على الرغم من قوة المباريات في الدور قبل النهائي والدور النهائي. بداية ضعيفة جدا كانت بداية الدوري وهو المسابقة الأهم والأكبر والأقوى والأكثر شهرة ومكانة وتسمى المسابقة الأم, كانت البداية ضعيفة جدا وتوقع الجميع ان يرتفع المستوى تدريجيا لكن الأمور بقيت على ما هي عليه هبوط في المستوى وتقلبات في النتائج واحجام جماهيري عن حضور معظم المباريات. التحكيم وأخطاء التحكيم يرى عدد كبير من مسئولي الفرق ومدربيها بل وشريحة عريضة من اللاعبين ان هبوط المستوى التحكيمي وتكرار اخطاء الحكام من أبرز عوامل هبوط مستوى الدوري بصفة عامة وشاهدنا كيف كانت ردود الأفعال حول التحكيم خاصة عبر القنوات الفضائية وتعرض أكثر من لاعب واداري الى عقوبات صارمة بسبب الهجوم على التحكيم وأبرزهم لاعب الأهلي حسين عبدالغني في الوقت الذي ترى فيه لجنة الحكام الرئيسية ان حكامها لم يرتكبوا أخطاء اثرت بشكل مباشر على نتائج المباريات واطلقت على هذه الأخطاء مسميات أخف من سوء تقدير أو هفوات. هل من دليل قاطع حول تردي مستوى الحكام وتكرار أخطائهم في المباريات تحدث الحكم الدولي عمر المهنا عضو لجنة الحكام الرئيسية حيث سألناه عن هذه النقطة فرد ضاحكا.. لا يوجد لدى من يقول ذلك دليل قاطع على صحته وكل ما يروج عن التحكيم وأخطاء الحكام ما هو الا اجتهادات من جانب مسئولي الأندية الذين لا يجدون أمامهم سوى عامل التحكيم لتعليق الأخطاء الادارية والفنية عليه. الأخطاء غير مؤثرة واسترسل المهنا في حديثه قائلا: من الصعب ان نسميها أخطاء ولكن هي سوء تقديرات من بعض الحكام وهذا الامر وارد في جميع المسابقات ودول العالم ولكن لا يمكن ان نربط بين هبوط مستوى الفرق في الدوري وبين العامل التحكيمي الذي يعتبر اسهل الطرق لاخفاء حقائق الاخفاقات. اتركوا التحكيم جانبا وطالب المهنا المسئولين ولاعبي الفرق ترك الحكام والتحكيم للمسئولين عنه والتفرغ لتطوير مستوى فرقهم وعلى المسئولين في الأندية عدم الاسترسال في الحديث عن التحكيم حتى لا يوهموا لاعبيهم بأن التحكيم هو من يتسبب في هزيمتهم ويتركوا الجوانب الأهم وهي الجوانب الاعدادية واللياقية والفنية والنفسية لخوض المباريات. غياب الجماهير وأثره على المباريات تردي مستوى الاثارة والندية في المباريات كان بسبب قلة عدد الحضور الجماهيري ولكي نعالج هذا الجانب لابد من البحث عن الأسباب التي أبعدت الجماهير عن المباريات.. عن هذا الجانب يتحدث المعلق الرياضي المعروف يحيى اليامي ويقول: ان من أهم اسباب تردي مستوى المباريات في الدوري ومن ابرز اسباب غياب الجماهير النقل الفضائي للمباريات وتعدد المحللين الرياضيين في القنوات الفضائية. الملعب أكثر متعة وشدد اليامي على ان مشاهدة المباريات في الملعب اكثر متعة من مشاهدتهاعبر جهاز التليفزيون حيث اللقطات الحرة والرؤية تكون اكثر وضوحا ولكي نضمن تواجد عدد أكبر من الجماهير يجب ان نستحدث فقرات مشوقة في استراحة بين الشوطين من عروض ومسابقات وغيرها. هل يتم جلب حكام أجانب؟ مجموعة من كبار المسئولين بالأندية السعودية طالبوا ومنذ فترة بعيدة بجلب حكام أجانب لإدارة المباريات في الدوري السعودي. حول هذه النقطة الحساسة بالذات تحدث رئيس لجنة الحكام السعودية عمر الشقير الذي قال ان مطالبة البعض بجلب الحكام الأجانب يعرفون تمام المعرفة انهم (أي الحكام الأجانب) ليسوا بأفضل من الحكام السعوديين بل ان الحكم السعودي مطلوب خارجيا لتمتعه بالنزاهة والتميز ولأن المسئولين في رعاية الشباب وعلى رأسهم سمو الرئيس العام وسمو نائبه يولون كل اهتمام برفع كفاءة وتطوير الحكم السعودي من خلال اقامة الدورات المكثفة واستقطاب الخبراء واقامة المعسكرات الخارجية وتكفي الحكم السعودي اشادة خبراء التحكيم العالميون والاتحادات القارية والاتحاد الدولي. خطورة التشفير وعن تشفير المباريات لضمان تواجد الجماهير قال اليامي التشفير سلاح ذو حدين فقد يجبر الجماهير على الحضور لكنه في الجانب الاخر خطر على بعض الشباب من الذهاب لاماكن لاينبغي الذهاب اليها من مقاه وغيره ومن الصعب ان اعالج موضوعا بطريقة اكثر خطورة ودرء المفاسد مقدم على جلب المنافع. البث العاجل هو الحل الأمثل وقال اليامي ان هناك حلا امثل لقضية التشفير وهي طريقة البث العاجل بمعنى انه يتم تشفير المباراة ويتم عرضها بعد نهايتها مباشرة وبذلك نضمن حضور الجماهير ومتابعة المباريات. ملاعب الأندية ومباريات الدوري وعن مدى الاستفادة من ملاعب الاندية وفاعلية ذلك في الحضور الجماهيري قال اليامي لا اعتقد ان ذلك سيكون مجديا بل قد تحدث حساسية اكبر والملاعب الرئيسية هي الافضل والاكبر ووسائل المواصلات متوفرة لدى الجميع. غياب الهدافين له أثر وهناك من وضع عدم وجود الهدافين المحليين في الدوري السعودي في مقدمه العوامل التي ساهمت في هبوط مستوى الدوري. وتجدر الاشارة هنا الى ان لقب هداف الدوري احتكره اللاعبون الاجانب خلال السنوات الثلاث الاخيرة حيث حصل على اللقب هذا الموسم كارلوس تونيريو والموسم الماضي سيرجيو ريكارد والموسم قبل الماضي احمد بهجا فهل لهذا اثر سلبي على هبوط مستوى الدوري؟ المقارنات غير واقعية يقول عميد الهدافين العرب وكبير هدافي الدوري السعودي ماجد احمد عبدالله عن هذه النقطة ان الفرق بحاجة الى اللاعب الهداف المتخصص والمشكلة التي تعترض وجود الهداف المتخصص هي المقارنة غير الواقعية في وسائل الاعلام بين المهاجمين لذلك عندما يبزغ نجم يمنحه الاعلام صورة غير واقعية ثم يختفي بسبب ذلك ويضيف ماجد بقوله على اللاعبين الاستفادة من تجارب اللاعبين الذين سبقوهم والاهتمام بتطوير مستوياتهم وعدم الاهتمام بما يكتب عنهم وخاصة الامور السلبية. تفعيل الاحتراف الخارجي لاعب المنتخب السعودي وهداف النادي الاهلي طلال المشعل له رأي آخر حول هذه النقطة وهي مطالبته بتفعيل الاحتراف الخارجي وان هذه الخطوة ستطور مستوى اللاعب السعودي وترفع مهاراته وخبراته من خلال الاحتكاك المباشر بلاعبين عالميين وحمل المشعل مسئولية غياب الهداف السعودي لعدة عوامل اهمها محدودية مشاركته مع النادي وطرق المدربين وغياب صانع الالعاب في بعض الفرق. والمراقبة الشرسة من المدافعين. تواضع مستوى اللاعبين الاجانب عدد كبير من المحللين الرياضيين وضع عامل تواضع مستوى الاجانب في الدوري السعودي من أهم اسباب هبوط المستوى وتأكيدا على ذلك الكم الهائل من اللاعبين الاجانب الذين جلبتهم الاندية وترحيلهم قبل منتصف الموسم ولن يساهم اللاعبون الاجانب بحق في رفع درجة حرارة المباريات باستثناء عدد قليل منهم كان له تاثير في تحقيق نتائج ايجابية في عدد من الفرق. طريقة الاختيار مهمة حول اللاعبين الاجانب وتواضع مستوياتهم في الدوري السعودي يقول اللاعب الدولي السابق محمد عبدالجواد لاعب النادي الاهلي والمنتخب السعودي ان ذلك يعود الطريقة الاختيار ونوعية اللاعبين فالطريقة التي سيتم بها اختيار اللاعب الاجنبي تكون عشوائية من خلال الاهتمام باسم اللاعب وتاريخه بعيدا عن حاجة الفريق اليه اما ما يتعلق بالنوعية فيكون لاعبا عالميا ومتقدما في السن ويحمل فوق طاقته او يكون لاعبا موهوبا ولديه امكانيات عالية ولكنه يحتاج الى وقت للانسجام والتعود على الاجواء ويكون الحكم عليه متسرع فيتم ترحيله. خطط المدربين حتمية بعض المتابعين حمل الخطط الفنية العقيمة للمدربين مسئولية تدهور المستوى العام للفرق وحول هذه النقطة يقول مدرب النادي الاهلي ايليا المدرب يرسم الطريقة الفنية لفريقه وفق الامكانيات الموجودة امامه اذ ليس من المنطق ان يضع اي مدرب خطة دفاعية وهو بحاجة الى الفوز او يضع طريقة يقتل بها موهبة لاعبيه ولكن الظروف احيانا تحتم على المدرب بطريقة تضمن له تحقيق الفوز. تأخير الرواتب الاحترافية دفاعا عن انفسهم أكد عدد من لاعبي الفرق السعودية وفي مناسبات مختلفة ان تأخير الرواتب الاحترافية من أهم العوامل التي ساهمت ومازالت تساهم في هبوط المستوى العام للدوري فتأخير الرواتب يؤجج الصراع النفسي للاعب ويجعله مشلول التفكير والتركيز لذلك يهبط مستواه ويحوله الى مجسم داخل الملعب. فاندرليم يشيد بالمواهب ولكن مدرب المنتخب السعودي قال ان الملاعب السعودية مليئة بالمواهب ولكن اللاعب السعودي يحتاج الى تنمية الفكر الكروي لديه بصورة اعم واشمل ولكي يتطور مستوى اللاعب السعودي لابد وان يعرف معنى الاحتراف حرفيا وبطبقة بدقة داخل الملعب من خلال الاهتمام بالاداء والدقة في المواعيد وخارج الملعب من خلال المحافظة على صحته والتقيد بالانظمة واللوائح والتعليمات العامة التي تجعله يستمر فترة اطول في الملاعب. نظام الدوري هل هو صحيح؟ البعض طالب بتغيير النظام المتبع لمسابقة الدوري على وجه الخصوص وهناك من دعا الى العودة للنظام السابق وهو اللعب بطريقة الذهاب والعودة وتحديد البطل وهناك من طالب باستمرار طريقة المربع لان فيها فرصة اكبر للمنافسة.. للحديث عن هذه النقطة يقول المحلل الرياضي العربي المعروف احمد حمادة ان النظام الحالي المعمول به نظام مثالي وإن اردنا ادخال تعديلات عليه فليكن على نظام المربع الذهبي الذي يجب ان يكون بطريقة الدوري من دورين بين الفرق الاربعة المتأهلة هنا سنضمن مباريات قوية وتقليدية اكثر ونضمن تكافؤ الفرص بين الفرق. طلال المشعل فاندرليام مدرب المنتخب