اختتم اصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس الاثنين في قصر المؤتمرات بجدة اجتماع المجلس الوزاري في دورته السابعة والثمانين برئاسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير خارجية دولة قطر وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي. وفي بيان صحفي، أوضح الامين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن بن حمد العطية أن المجلس استعرض مستجدات مسيرة العمل المشترك وما تحقق من انجازات في المجالات الاقتصادية والصحية والتعليم والبيئة والشئون العسكرية والامنية والاعلامية والقانونية معبرا عن ارتياحه لما تحقق. ولاحظ المجلس الوزاري بقلق شديد تزايد التمادي في التطرف وأعمال العنف والارهاب التي أصبحت تشكل هاجسا عالميا وفي هذا السياق أدان بشدة الاعمال الاجرامية الارهابية التي وقعت مؤخرا في الرياض والأراضي الحرم في مكةالمكرمة والمدينة المنورة وكذلك التي وقعت في الدار البيضاء. وأكد مجددا وقوفه الى جانب المملكة العربية السعودية وتأييدها الكامل لكافة الاجراءات التي تتخذها للقضاء على الارهاب ولتثبيت الامن والاستقرار وذلك انطلاقا من مبدأ وحدة المصير المشترك لدول المجلس وشمولية أمنها. كما اكد على ضرورة تعزيز وتكثيف الاتصالات والتنسيق والتعاون بين مختلف الاجهزة الامنية والاعلامية والتعليمية لحماية المجتمع الخليجي من تأثيرات تلك الظواهر الدخيلة على الاسلام وتعاليمه التى تدعو الى المحبة والتسامح ومجتمعاته الآمنة، داعيا المجتمع الدولي الى الاسراع من أجل عقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب ومعالجة أسبابه. وندد بشدة بما تكشف من حقائق ظهرت عن الممارسات المأساوية والجرائم التي ارتكبها النظام السابق في العراق والتي اتضحت من خلال اكتشاف المقابر الجماعية، معربا عن الأسى والحزن العميقين تجاهها لما فيها من انتهاك للمبادئ الانسانية والعربية والتعاليم الاسلامية. وحث الشعب العراقي الشقيق وسلطة الاحتلال والامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر لتكثيف البحث عن مصير اسرى الكويت وغيرهم من رعايا الدول الاخرى وحل هذه القضية الانسانية تمشيا مع القرارات الدولية ذات الصلة. كما عبر عن قلقه من استمرار حالة عدم الاستقرار في العراق ومعاناة شعبه، داعيا الى دور محوري للأمم المتحدة في الحفاظ على الامن والاستقرار هناك. كما دعا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المتخصصة للعمل على استعادة ما سلب من التراث التاريخي في العراق والاسراع في اقامة الحكم الوطني، مرحبا بقرار مجلس الامن رقم 1483 القاضي برفع العقوبات عن العراق. واستعرض المجلس مستجدات عملية السلام في الشرق الاوسط وعبر عن تأييده لحكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس وبما تم التوصل اليه في قمتي شرم الشيخ والعقبة، داعيا اسرائيل الى وقف العدوان والممارسات التي تعيق جهود السلام، ومنوها بالدور الشخصي لكل من صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي جورج بوش لدفع عملية السلام، ومشيرا الى أنه ينبغي الاسراع في تنفيذ خريطة الطريق لتحقيق التسوية النهائية بين كافة أطراف عملية السلام. وجدد المجلس الوزاري مطالبته المجتمع الدولي بالعمل على جعل منطقة الشرق الاوسط بما فيها منطقة الخليج خالية من كافة انواع اسلحة الدمار الشامل. وقد غادر أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية بدول التعاون جدة مساء أمس.