ان الدولة العبرية تتلاعب بالمبادرات السلمية بأسلوب وآخر وفي آخر تلك المبادرات كانت قمة شرم الشيخ منعقدة وهي تتوغل في داخل المدن الفلسطينية وتقتل هذا وتعتقل ذاك انها وافقت على خارطة الطريق ولكن على طريقتها وبالكيفية التي تريدها مما يدخل هذه الخريطة في متاهات والى عدة خرائط وعدة طرق وبما يشعل فتيل العنف مرة اخرى وبهذا هي تعطي الشرعية للكفاح المسلح من جميع الفصائل الفلسطينية ولن يلوم احد تلك الفصائل لان الظلم والعدوان هنا واضحان والتلاعب بمشاعر العرب والمسلمين ليس خافيا كما تعتقد تل ابيب وكما تعتقد ايضا واشنطن.. ثم ماهي الضمانات التي تحد من غطرسة الدولة العبرية وعدوانها على الفلسطينيين هل ستحترم الدولة العبرية الضمانات الامريكية الهلامية؟! ان الدولة العبرية تسوف ولا تريد السلام انما تريد الوقت.. والايام القليلة القادمة سوف تثبت هذا وسوف تدفع تل ابيب ثمنا باهظا لن يحميها منه احد لأن الفلسطينيين سوف يتحدون في الرؤية والهدف وستزداد المقاومة بشكل اشد واعنف.. اما السياسة الامريكية فان كل متابع لها لا يختلط عليه الامر مهما ابدت واشنطن من تصريحات تبدو في ظاهرها ايجابية لكن حقيقة هذه السياسة هي عدائية للعرب فهي لاتتورع في الغاء نتائج سياساتها ذات الطابع الشاروني اذا ماحدث من عنف في بلد عربي على سلطات ذلك البلد وهي بهذا تتجاهل تصرفاتها وسياستها المتطرفة ضد العرب والمسلمين فبالرغم من موافقة الفلسطينيين على خارطة الطريق واجتماع ابو مازن مع السفاح شارون الا ان ذلك لم يثن الدولة العبرية عن توغلها في المدن الفلسطينية وارتكاب مذابح جماعية من بينهم اطفال ولا تتورع وهي في حالة المفاوضات عن هدم المنازل وهذا مايدعو للشك في النوايا الامريكية الراعية لهذا السلام الضائع والذي كنا نبحث عنه منذ فترة طويلة جدا وربما لا يخفى ايضا على احد ان الادارة الامريكية تدرس حاليا ابعادالسيد ياسر عرفات وهو الرئيس المنتخب من شعبه والذي لم يأت بحكم قاض وربما يتم ابعاده الى مصر او تونس فهل رحيل ابو عمار او ابعاده سينهي الكفاء المسلح الفلسطيني فقط العدالة الدولية واعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه الطبيعية هو الذي سيمهد لسلام شامل ودائم. ان الكفاح المسلح الفلسطيني سوف يستمر اذا ما استمر الظلم والصلف الامريكي في وقوفهما الاعمى مع الدولة العبرية. ان الولاياتالمتحدةالامريكية تعتبر الفصائل الفلسطينية فصائل ارهابية وتسمي المقاومة الشعبية في العراق ايضا بالارهابية فماذا عن احتلال العراق وتدميره باسلحة الدمار الشامل اليس هذا ارهابا.. هنا تبرز ازدواجية المعايير ويبرز منطق القوة والقوة فقط وهذا مالا يمكن ان يحقق السلام على الطريقة الامريكية ابدا.. د. عبدالإله بن صالح المحمود دكتوراة العلوم السياسية الجامعة الأمريكية