أمير منطقة جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    مركز التنمية الاجتماعية في جازان ينفذ ورشة عمل عن السلامة والصحة المهنية    بمشاركة أكثر من 46 متسابقاً ومتسابقة .. ختام بطولة المملكة للتجديف الساحلي الشاطئي السريع    وزير الخارجية يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن    بيئة عسير تنظم مسابقة صفر كربون ضمن فعاليات أسبوع البيئة    رؤى مصطفى تسرد تجربتها الصحفية المميزة في حوار الشريك الأدبي    فيصل بن مشعل يرعى مؤتمر "اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية"    رسمياً نادي نيوم بطلًا لدوري يلو    وزير الدولة للشؤون الخارجية يستقبل وزير خارجية البيرو    نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية مدير عام السجون بالمملكة    تدشين الهوية الجديدة لعيادة الأطفال لذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال التوحد    بعد تأهله للنهائي الآسيوي.. إشادة عالمية بفوز الأهلي على الهلال    محافظ الطائف يستقبل مدير فرع هيئة الهلال الأحمر بمنطقة مكة المكرمة    انطلاقة المعرض الهندسي الثالث للشراكة والتنمية في جامعة حائل    "مبادرة طريق مكة" تنطلق رحلتها الأولى من كراتشي    نائب أمير حائل يزور فعالية "أساريد" في قصر القشلة التاريخي    أمانة القصيم تحقق التميز في كفاءة الطاقة لثلاثة أعوام متتالية    آل جابر يزور ويشيد بجهود جمعيه "سلام"    العمليات العقلية    6 مطارات لخدمة الحجاج    "فلكية جدة": رصد هلال شهر ذي القعدة في سماء الوطن العربي بعد غروب شمس اليوم    انخفاض أسعار الذهب بنحو واحد بالمئة    قفزات استثنائية للرؤية السعودية (1 4)    هيكل ودليل تنظيمي محدّث لوزارة الاستثمار.. مجلس الوزراء: الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء    "الشورى" يطالب "التلفزيون" بتطوير المحتوى    المرور: تجاوز المركبات أبرز أسباب الحوادث المرورية    11.3 مليار ريال استهلاك.. والأطعمة تتصدر    تطوير التعاون الصناعي والتعديني مع الكويت    نائب أمير مكة يطلع على التقرير السنوي لمحافظة الطائف    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. إنتر المتراجع ضيفًا على برشلونة المتوهج    خلال لقائه مع أعضاء مجلس اللوردات.. الربيعة: السعودية قدمت 134 مليار دولار مساعدات ل 172 دولة حول العالم    حوار في ممرات الجامعة    هند الخطابي ورؤى الريمي.. إنجاز علمي لافت    ترامب وهارفارد والحرية الأكاديمية    هجوم على الفاشر ومجزرة في أم درمان وضربات للبنية التحتية.. الجيش السوداني يُحبط خطة شاملة لميليشيا الدعم السريع    سوريا.. ملاحقة المتورطين في أحداث جرمانا    الاحمدي يكتب.. الهلال سيعود ليُعانق البطولات    العلاقات السعودية الأميركية.. الفرص والتحديات    إسبانيا: الحكومة والقضاء يحققان في أسباب انقطاع الكهرباء    محمد بن ناصر يزف 8705 خريجين في جامعة جازان    أمير الشرقية يستقبل السفير البريطاني    أمانة الرياض توقع استضافة "مؤتمر التخطيط"    "هيئة العناية بالحرمين": (243) بابًا للمسجد الحرام منها (5) أبواب رئيسة    مسؤولو الجامعة الإسلامية بالمالديف: المملكة قدمت نموذجاً راسخاً في دعم التعليم والدعوة    بدء المسح الصحي العالمي 2025    "الداخلية" تحتفي باليوم العالمي للصحة المهنية    مستشفى الملك خالد بالخرج يدشن عيادة جراحة السمنة    فريق فعاليات المجتمع التطوعي ينظم فعالية بعنوان"المسؤولية الإجتماعية للأسرة في تعزيز الحماية الفكرية للأبناء"    الاتحاد السعودي للهجن يؤكد التزامه التام بتطبيق أعلى معايير العدالة وفق اللوائح والأنظمة    سان جيرمان يقترب من التأهل لنهائي "أبطال أوروبا" بفوز في معقل أرسنال    إيلون ماسك يقلق الأطباء بتفوق الروبوتات    أسباب الشعور بالرمل في العين    اختبار للعين يكشف انفصام الشخصية    قصف مستمر على غزة لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة الطوعية    نائب أمير منطقة مكة يستقبل محافظ الطائف ويطلع على عددًا من التقارير    تنوع جغرافي وفرص بيئية واعدة    للعام السابع.. استمرار تنفيذ مبادرة طريق مكة في 7 دول    أمير منطقة جازان يرعى حفل تخريج الدفعة ال20 من طلبة جامعة جازان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فقر الدم المنجلي.. شبح قائم والعلاج متعذر
نشر في اليوم يوم 25 - 05 - 2003

يعتبر مرض فقر الدم المنجلي احد الامراض الوراثية المستعصية، والتي تصيب 20 - 30 في المائة من سكان المنطقة الشرقية. هي داء لا يعرف له حتى هذه اللحظة اي علاج واقصى ما يتحدث عنه المختصون والاطباء هي الاعراض ونوبات الالم التي يتعرض لها المصاب كما يتحدثون عن عوامل انتشاره وهو التزاوج بين المصابين من الرجال والمصابات من النساء، والحلول التي تقدم هي مسكنة تخفف الالم (اعراض المرض)، ولا تضع حلا للمشكلة، بالتالي فإن مريض فقر الدم المنجلي هو بلا أمل!
وتجاوزت مشكلة هذا المرض اطارها الصحي، وحدود المشافي والمراكز الصحية، لتصبح مشكلة اجتماعية واقتصادية، فهناك عدد لا بأس به من المواطنين (سكان المنطقة الشرقية). أحيلوا الى التقاعد المبكر، او تم تسريحهم من اعمالهم، لكثرة غيابهم، بداعي المرض مما يعني ان نسبة لا بأس بها من قوى العمل معطلة، بلا انتاجية، او ان انتاجيتها قليلة، متقطعة، تتأثر حسب المعلومات الطبية لاي طارئ منافي.
وتفيد المعلومات المتعلقة بهذا المرض العضال ان عددا من المواطنين فقدوا حياتهم (ماتوا) بسبب نوبات هذا المرض، وان بعض الاسر فقدت عددا من ابنائها، وهم في سن الشباب، مما كان له اثار سلبية نفسية واجتماعية، على الاباء والامهات.
والمصاب بهذا الداء يتعرض الى بعض الآلام النفسية، التي تبقى معه لمدة طويلة، تكون حادة ومصاحبة للآلام البدنية الناجمة اصلا من المرض، وهذه الآلام النفسية تأتي نتيجة عدم قبوله للعمل في بعض المرافق، التي ربما كان يتطلع للالتحاق بها، او عدم قبوله عند الزواج، بداعي المرض، لان انتشار المرض جاء كما يقول المختصون عن طريق الزواج خصوصا الزواج من الاقارب.
وتزداد ازمة المواطن السعودي المصاب بهذا الداء اذا سافر الى الخارج، وعاودته نوبات المرض، فمعظم الدول العربية، ليس لديها الاستعدادات اللازمة لاسعاف مثل هذه الحالات، لان المرض غير موجود عندها والامر نفسه بالنسبة لبعض الدول الاوروبية، حيث يتم التوصل الى المرض بعد فحوصات طويلة، يكون فيها المريض في وضع لا يحسد عليه.
نوبات الألم
تقول د. شيخة العريض اخصائية أمراض وراثية من مملكة البحرين إن مرض الانيميا المنجلية قد يؤثر على كل عضو من اعضاء الجسم، ويؤدي الى اعراض مرضية متنوعة ومختلفة، وتختلف هذه الامراض في نوعها وشدتها ودرجة تكرارها وتأثيرها من شخص الى آخر، ومن منطقة الى اخرى.. ففي حين ان اغلب المرضى في افريقيا تكون اصابتهم شديدة، ويقضي المرض على الاطفال قبل وصولهم للسنة الثانية من العمر نجد ان نفس المرض في مناطق اخرى مثل منطقتنا خفيفا نسبيا، حيث قد يصل الشخص المصاب الى سن العشرين ولا يكون قد اشتكى من اي عارض، كما ان الكثير من الفتيات لا يعرفن انهن مريضات الا اثناء الحمل الاول.
يقول د. ابراهيم الدبوس في دراسة حول المرض بعنوان (فقر الدم المنجلي) انه ونظرا لانتشار مرض فقر الدم المنجلي في المملكة بنسبة (20 - 30% من سكان المنطقة الشرقية، اي ان جين هذا المرض موجود في واحد من كل اربعة افراد. ومعاناة المصابين به من آلام نوباته، وعدم اكتشاف الدواء الناجح في شفاء هذا الداء، فان الحاجة تدعونا الى معرفة العوامل المسببة للمرض، والظروف المهيئة لحدوث نوباته..).
ويقول د. الدبوس: ان فقر الدم المنجلي هو مرض وراثي، ينشأ عنه تحول كريات الدم الحمراء من شكلها الكروي الى شكلها المنجلي المعروف، وذلك في الظروف القاسية التي يتعرض لها المصاب، كالاجهاد او نقص الاوكسجين، وتسمى هذه الكريات بالخلايا المنجلية، وهذه الخلايا لها قابلية الالتصاق ببعضها، فاذا ما حدث هذا الالتصاق في الاوعية الدموية الدقيقة في اي جزء من اجزاء الجسم، انغلقت جزئيا، او كليا وادى ذلك الى حدوث اعراض المرض المختلفة.
واشار الدبوس الى ان هذا المرض لا ينتقل بالعدوى، فمن ولد سليما لا يمكن ان يصاب به لاي عامل كان، كما ان المصاب بهذا المرض لا يمكن ان ينتقل منه الى شخص آخر باي طريقة من طرق العدوى المعروفة.
ويحدث فقد الدم المنجلي حسب د. الدبوس نتيجة وجود الهيموغلوبين غير العادي، والمسمى ب (هيموغلوبين س) بدلا من الهيموغلوبين الطبيعي والمسمى ب (هيموغلوبين أ)، حيث تلعب نسبة وجود الهيموغلوبين في الدم دورا في ظهور اعراض المرض، فاذا كانت اقل من 45% كان الشخص حاملا للمرض فقط، ولا تظهر عليه اي اعراض له الا تحت الظروف القاسية جدا، بينما اذا كانت النسبة اكثر من 45% فان الشخص يكون مصابا، ويكون معرضا للاصابة بنوبات المرض الشديدة.
الانتقال
اما كيفية الاصابة بالمرض فيقول د. الدبوس: ان فقر الدم المنجلي مرض وراثي، اي انه يأتي نتيجة تزاوج المصابين بالمرض، او الحاملين له، فاذا تزوج رجل مصاب بامرأة مصابة، فسيكون اولادهما مصابين، فاذا تزوج رجل سليم بامرأة مصابة، او العكس، فلن يصاب اي من اولادهما بالمرض اصلا، ولكنهم يكونون باجمعهم حاملين للمرض. اما اذا تزوج رجل حامل للمرض بامرأة حاملة له ايضا، فان نسبة احتمال انجاب طفل مصاب بالمرض ستكون 25%، بينما ترتفع نسبة احتمال انجاب طفل حامل للمرض الى 50% في حال تزوج رجل سليم بامرأة حاملة للمرض او بالعكس، فلن يصاب اي من ابنائهما بالمرض، ولكن نسبة احتمال طفل للمرض ستكون 50%.
أعراض المرض
يذكر د. ابراهيم الدبوس ان اعراض مرض فقر الدم المنجلي تظهر عادة بعد الشهر السادس من عمره، وتنشأ هذه الاعراض من انسداد الاوعية الدموية الدقيقة بالخلايا المنجلية، او نتيجة للتكسر السريع الذي يصيب هذه الخلايا، او بسبب تجمع الدم في الطحال.
واهم هذه الاعراض ما يلي:
* شحوب في لون الجسم.
* الحمى.
* انتفاخ اليدين والقدمين خصوصا خلال السنة الاولى من العمر.
* آلام العظام والمفاصل المبرحة.
* آلام البطن الشديدة
* قلة الشهية.
* الاعياء العام.
* اليرقان (صفرة اللون).
* تغير لون البول الى لون الشاي تقريبا.
* انتفاخ مفاجئ في البطن.
ويشير الدكتور الدبوس الى ان الشخص الحامل للمرض يعيش حالة طبيعية كغيره من الاصحاء، ولكن يتحمل ظهور بعض اعراض المرض تحت الظروف القاسية مثل التدريبات الشاقة.
وهناك كثير من العوامل التي تساعد على حدوث نوبات المرض واهمها: قلة الاوكسجين، البرودة الشديدة، الالتهابات، قلة شرب السوائل، الاجهاد الشديد، تردي الحالة النفسية، الحمل والولادة،... الخ..
مضاعفات أخرى
ويورد د. الدبوس ان المصاب بهذا المرض قد يتعرض الى عدة مضاعفات, كالتعرض الى الالتهابات, وفقر الدم الشديد, امراض المفاصل, تضخم الطحال, امراض رئوية, نوبات كبدية, هبوط في القلب, امراض كلوية, تشنجات عضلية, حالات نفسية متردية, صداع شديد, فقد البصر, سكتة دماغية, تخلف عقلي, تخلف في النمو الجسمي, الاصابة بحصى المرارة.
وبالنسبة للمرأة الحامل المصابة بمرض فقر الدم المنجلي فانها تتعرض لمضاعفات مختلفة اهمها: نوبات الالم المبرحة لاسيما خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة من الحمل, نوبات رئوية شديدة, الاجهاض, الاملاص (ولادة الجنين ميتا) او تخلف في نمو الجنين, الولادة المبكرة, هبوط في القلب.
حلول وقتية
يقول د. علي حسن ال جامع استشاري الامراض الباطنية ورئيس اقسام الباطنة بمستشفى القطيف المركزي ان نوبات الالم اهم واكثر المضاعفات حدوثا في المصابين بمرض فقر الدم المنجلي, وتتفاوت شدة الالم بين مرض وآخر, كما تتفاوت ايضا من حين الى آخر في نفس الشخص. ويحدث الالم في اي جزء من اجزاء الجسم, ولكن اكثر اجزاء الجسم اصابة بهذه النوبات هي اليدان والرجلان والظهر والبطن.
ويمكن التقليل من حدوث وشدة نوبات الالم باتباع التعليمات التالية:
* الاكثار من تناول السوائل يوميا, حيث ان انخفاض نسبتها في الجسم يساعد على حدوث نوبات الالم.
* تنويع الغذاء بحيث يكون شاملا للعناصر الاساسية.
* الحرص على تنظيف الاسنان ومراجعة طبيب الاسنان بانتظام.
* التأكد من تنظيف الجروح عند حدوثها وزيارة الطبيب للتأكد من اخذ العناية الطبية الكافية.
* تجنب لبس الملابس الضيقة والمطاطية في فصل الصيف.
* حفظ الجسم دافئا اثناء فصل الشتاء، والمداومة على لبس الجورب والحذاء, والملابس الداخلية الواقية من البرد.
* أخذ قسط كاف من النوم ليلا.
* تجنب الاجهاد الجسمي والعقلي المفرط.
* تجنب الاماكن التي تكون نسبة الاوكسجين بها منخفضة مثل المرتفعات والاماكن المزدحمة.
* ممارسة التمارين الرياضية البسيطة بانتظام.
* استشارة الطبيب عند حدوث التهابات او حمى, حتى لو كانت خفيفة.
مصدر غير معروف
وفي دراسة لادارة الخدمات الطبية بارامكو السعودية جاء فيها ان المصدر الحقيقي لمرض فقر الدم المنجلي غير معروف, ولكن يشتبه في انه نشأ في افريقيا او آسيا منذ الاف السنين, ويرجح ان تكون خاصية المرض قد ساعدت في حماية الناس من مرض الملاريا. فالناس في هجرتهم الى مختلف ارجاء العالم كانوا يحملون معهم خاصية الهيموغلوبين المنجلي, الذي يوجد في الوقت الحاضر في عدة اجزاء من افريقيا وامريكا الشمالية والجنوبية وامريكا الوسطى وجزر الهند الغربية والهند وبلدان البحر الابيض المتوسط, بالاضافة الى المملكة العربية السعودية لكن تقع غالبية السكان العظمى المصابة بالهيموغلوبين المنجلي في افريقيا.
وتضيف الدراسة ان مرض الكريات المنجلية يعد من المشاكل الصحية الرئيسية او الشائعة في العديد من انحاء المملكة العربية السعودية. ففي المنطقة الشرقية تتراوح نسبة انتشار خاصية الكريات المنجلية من 20 الى 30% من الناس بينما تتراوح نسبة انتشار مرض الكريات المنجلية من 5ر1 الى 75ر1%.
وتعرف الدراسة مسألة خاصية الكريات المنجلية وهي ان يكون لدى الاشخاص المصابين جين واحد للهيموغلوبين المنجلي, ويحتوي دمهم على كل من الهيموغلوبين الطبيعي (أ) والهيموغلوبين الشاذ (س), ولكن لا يمكن اعتبار هؤلاء الاشخاص مرضى او مصابين بفقر الدم المنجلي, اذ يتمتع هؤلاء بالصحة عادة, ويندر جدا تعرضهم لاية صعوبات. لكن في حالات نادرة, قد يظهر دم في البول اذا قلت كمية الاوكسجين التي يتنفسها هؤلاء الاشخاص, فقد تتحول بعض كريات دمهم الحمراء الى كريات منجلية, وتسبب الالم. ربما يحدث هذا اثناء العمل على ارتفاعات شاهقة او السفر في طائرات غير متزنة الضغط, او الغطس الى اعماق البحار او خلال الحالات الطبيعية الطارئة المصاحبة للحوادث والعمليات الجراحية.
علاج بلا أمل
وتقول الدراسة التي اصدرتها ادارة الخدمات الطبية بشركة ارامكو السعودية ان نوبات الالم التي تأتي عن طريق الكريات المنجلية تعالج باعطاء كميات كبيرة من السوائل عن طريق الفم او الوريد والادوية المهدئة. وفي حالة وجود الم في البطن او تقيؤ, فيجب اعطاء السوائل عن طريق الوريد. وتشمل الادوية المهدئة التيلينول او الاسبرين او احد العقاقير المخدرة مثل الكودين او الديمرول. اما عند وجود عدوى ما فيجب معالجة المريض بالمضادات الحيوية, وقد يتم نقل دم للمريض اذا كان فقر الدم شديدا, او اذا لم يعد هناك ما يمكن فصله لتخليص المريض من آلامه المبرحة وقد يفيد استخدام الاوكسجين مع المرضى الذين يعانون العدوى او النوبات التي تصيب الرئة, ويجب على المريض الى ان تزول عنه النوبة.
وتؤكد الدراسة على عدم وجود علاج لهذا المرض في الوقت الحاضر. لكن الابحاث مستمرة في جميع انحاء العام لايجاد طرق اكثر فاعلية لمعالجة هذه النوبات او الوقاية منها. كما لا تزال الابحاث تجري على احتمالات الشفاء التام.
وحول المعالجة بالحديد والفيتامينات تقول الدراسة لاتقي المعالجة بالحديد من فقر الدم المنجلي او تحسن منه, ولا يعتبر علاج الحديد ضروريا الا في بعض الظروف الخاصة جدا, ويمكن اعطاء الفيتامينات مرة في اليوم اذا كانت شهية المريض ضعيفة او كان يشد بالمرض لفترات متكررة. ويعطى حامض الفوليك وهو فيتامين خاص للوقاية من بعض المضاعفات, وبما ان كريات دم هؤلاء المرضى تتلف بصورة اسرع من كريات دم الاشخاص العاديين فان استخدام حامض الفوليك يصبح امرا ضروريا لتعزيز تكوين الدم.
وصفة أمريكية
الجمعية الامريكية للسيطرة على الالم ناقشت مرض فقر الدم المنجلي في دراسة موسعة صدرت عام 1999م ذكرت فيها مجموعة معوقات تقف حائلا امام تقييم وتشخيص المرض والسيطرة عليه ابرزها محدودية المعرفة السريرية بالمرض والالم النتاج عنه, وكيفية التحكم فيه وطبيعة الالم الذي يتسم بخاصية الشدة وعدم التصديق والاقتناع السريري بحجم الالم الذي يرويه المصاب, وبالتالي عدم تحديد العلاج المطلوب بالاضافة الى تنوع وعدم المقدرة على التنبؤ بنوبات الالم الحادة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والاثنية والعرفية التي تؤثر على التعامل بين المعالج والمرض. ومحدودية او عدم حصول المريض على العلاج المناسب.
وتقول الجمعية ان مرض فقر الدم المنجلي مازال مرضا متعذر العلاج, الا بنقل نخاع العظام في بعض الحالات, ولكن يمكن السيطرة على الالم لدى معظم المرضى بمجموعة اساليب متبعة حاليا, اذا طبقت بشكل صحيح ومتصل بل انه ومع تطور العلاج لن تكون السيطرة على الالم والاعراض القلبية المصاحبة للمرضى مشكلة كبيرة.
المرض والادمان
وتبدي الدراسة تخوفا من الظواهر الادمانية نتيجة الاستخدام المستمر للابيويد (OPIOID) واحتمال تعاطيه لاسباب اخرى, غير الرغبة في تخفيف الالم.. ومن الظواهر الادمانية (فقدان السيطرة على استخدام الدواء, والاكراه على تناوله, واستمرار العلاج رغم ما يسببه من ضرر).
ورغم ان استخدام الابيويدات (حسب الدراسة) لتخفيف الالم لا يعتبر ادمانا, ايا كانت الكمية والفترة الزمنية التي يستغرقها. والادمان حالة بالغة التعقيد, لها جذور نفسية واجتماعية لا تحدث الا نادرا نتيجة استخدام الابيويدات لتخفيف الالم, مع ملاحظة ان اعطاء كمية علاجية غير كافية من الابيويد لتخفيف الالم, و لم يتم خفضه مع استمرار العلاج يمكن ان يؤدي الى ظهور حالة شبيهة بالادمان, على المرضى. خاصة اذا اظهر المريض الحاحا لاخذ جرعة لتخفيف الالم, والتي قد تفسر من قبل المعالجين بانها حالة ادمان.
وتضيف الدراسة ان مرضى الخلايا المنجلية اكثر الناس معرفة بالادوية التي يأخذونها, وبحجم الجرعة التي خفضت المهم في المرة السابقة ولا ينبغي تفسير طلبهم هذا النوع من الدواء بالاسم والجرعة على انه سلوك ادماني. اضف الى ذلك ان الذين يتعرضون لنوبات ألم حادة غالبا ما يتصرفون بطريقة معينة من تجارب سابقة.
علاجات مساعدة
تقول الجمعية الامريكية للسيطرة على الالم الناتج عن المرض انه وللسيطرة على الالم الناتج عن مرض الخلايا المنجلية تستخدم علاجات مساعدة تساهم في زيادة فاعلية الابيويدات على تخفيف الالم, وخفض التأثيرات الجانبية الناتجة عن الادوية التي تعطى لتخفيف الالم والسيطرة على اعراض اخرى مصاحبة للالم كالقلق مثلا.
وتقدم الدراسة وصفا تفصيليا لحجم كل جرعة حسب الحالات, من حيث بدايتها, زيادتها او خفضها حسب كل حالة مع حساب المخاطر المصاحبة والجرعات الاضافية.. وتقول الدراسة انه وبعد الاستخدام على مدى خمسة او سبعة ايام او اكثر ينبغي خفض الجرعات لتجنيب الاعراض النفسية والتي تشمل القلق وعدم الارتياح والاسهال والاحتقان الانفي والقىء والتعرق والنوبات الصرعية.
وتؤكد الدراسة ان افضل جرعة يمكن اعتمادها كبداية هي تلك التي خففت الالم في المرة السابقة.
وتقول الدراسة ان المريض يحتاج الى تدخل علاجي نفسي وسلوكي وعضوي للسيطرة على الالم ولابد - في هذا المجال - من تثقيف المريض وتعريفه بمرضه وكذلك اسرته لتوفير الدعم العاطفي وتبادل المعلومات بينهم من جانب والمعالجين من جانب آخر.
وتشير الدراسة الى ان الالم المصاحب لمرضى الخلايا المنجلية يأتي حسب المراحل العمرية ابتداء من الرضع والمواليد في مراحلهم الاولى, ثم مرحلة ما قبل المدرسة وخلالها, وفي سن المراهقة وبعدها.. وتورد الدراسة شرحا مفصلا لكل مرحلة.
وتخلص الدراسة الامريكية الى ان الالم الحاد هو السمة المميزة لمرض الخلايا المنجلية, وان نوبات الالم الحادة متفاوتة في كثافتها ومرات حدوثها من مريض لآخر من ضعيفة الى جادة جدا.
وتؤكد على ان السيطرة على الالم ممكنة اذا تم اتباع الاساليب العلاجية وبطريقة معقولة ومتصلة وتدعو الى تثقيف المرضى واسرهم بالمرض وكيفية التعامل معه.
وقالت الدراسة ان مرض الخلايات المنجلية لا علاج له حتى اليوم الا بنقل نخاع العظام لبعض المرضى, بان هناك دواء واحدا هو هايدروكسيوريا (Hydrox gurea) الذي يمكنه المساعدة في تباعد نوبات الالم الحادة لدى بعض المرضى.
وتدعو الدراسة كافة المعنيين على الرعاية الصحية بطمأنة المرضى بانهم سيفعلون كل ما بوسعهم لتخفيف الالم.
أجهزة حديثة لفحص الدم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.