الى ما قبل سنوات الانترنت كانت علاقة كتاب اعمدة ومقالات الرأي بالجمهور شأنا خاصا من النادر حتى على المطبوعة تقدير ما الا في حالة مراسلة الجمهور للكاتب على عنوان المطبوعة او من خلال تفاعل القراء مع الموضوعات التي تعبر عن الرأي وتنشر في صفحات القراء الموجهة للتحرير.. ومع توسع الخدمة الالكترونية التي استقطبت اجيال الكمبيوتر ولحقت بهم جموع من اجيال الكتاب كالاباء والامهات ومن ورائهم اجيال الشاشة التليفزيونية.. ووجد الجميع ضالته في الشبكة العنكبوتية.. واصبحت قراءة الصحيفة المفضلة للقارئ متيسرة وسهلة المنال وكل ما نحتاجه لايتجاوز كتابة عنوانها والنقر عليها بفأرتك لتبحر في لحظات عبر صفحاتها وتنتقي ما تريد من موضوعات للاطلاع عليها لاحقا بحفظها في ملفات جهازك بعد تنزيلها من الشبكة.. بل حتى كاتبك المفضل بمقدورك التعليق على افكاره وتبادل وجهات النظر معه عبر بريده الالكتروني في نفس اللحظة, ولربما تركت له رأيك ضمن المساحة التي تخصصها الصحيفة للقراء للتفاعل مع كتاب الرأي.. المهم, عودا على العلاقة الخاصة بين الكاتب وجمهوره والتي لم تعد كذلك مع منتديات الكتاب الا في حالة التراسل الخاصة عبر البريد الالكتروني.. الشبكة العنكبوتية تعتبر بلا منازع امبراطور الاتصال غير المتوج هذه الايام بما توفره من رفاهية وتفاعلية بين الجمهور وصناع العمل الاعلامي في الاعلام التقليدي كما يقولون تميزا له عن الشبكة العنكبوتية العالمية والتي يطلق عليها الوسائط الاتصالية الجديدة.. اليوم مئات الصحف والمجلات المطبوعة تصدر بشكل الكتروني في العالم على مدار الاربع والعشرين ساعة حتى في الدول التي لاتتوفر فيها خدمة الانترنت لارتفاع كلفة تشغيلها.. او لضعف البنية الاتصالية التحتية, وذلك على الاقل للحفاظ على جمهورها الحالي والذي اصبح مشدودا للوسائط الالكترونية المغرية والتي توفر وقتا وجهدا كبيرين على المتصفحين مقارنة باسلوب اقتناء المطبوعة المعتاد كالاشتراك او الشراء اليومي من الاسواق.. هذه التفاعلية خدمت الصحافة التقليدية بتطوير مضمونها واساليب وقوالب عملها للتماشي مع تقانة الحواسيب وشروط النشر الالكتروني على الاقل الآن بكسب جمهور قراء وبالتعرف على زوار المواقع وشرائحهم وتفضيلاتهم خاصة ان اصدارات الشبكة مجانية ولاتكلف عدا الاتصال واشتراك مع مزود خدمة.. والأهم بطبيعة الحال, ان الصحيفة باصدارها الالكتروني تصنع قراراتها الادارية والتحريرية في صناعة الخبر والرأي من خلال ما يتم تداولة من موادها في المواقع الاخرى ومن كتاب الرأي لديها يحظى برواج بين قرائها.. حتى الان الانترنت قدمت خدمة العمر للصحافة التقليدية, السؤال هل تقضي الانترنت على الاشكال التقليدية للعلاقة, لا بالتأكيد على الاقل من ظروف محدودية انتشار وتمدد الانترنت في كافة شرائح المجتمع وبالاخص في العالم الثالث.