استنكر امام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس احداث التفجيرات التي وقعت في مدينة الرياض ووصفها بانها جريمة نكراء وفعلة شنعاء وعمل فظيع وجرم شنيع ولون من ألوان الافساد في الارض وصورة من صور المحاربة لله ورسوله وللمؤمنين والغدر مع المعاهدين والمستأمنين وهي سابقة خطيرة تحمل نذر سوء وتورث قلقا يخشى ان تمتد آثاره الى ابعاد خطيرة وشرور مستطيرة. وأكد فضيلته في كلمته لوكالة الانباء السعودية ان الشريعة الاسلامية قصدت الى حفظ الضرورات الخمس الدين والنفس والعقل والمال والعرض وحرمت الظلم والعدوان وازهاق الانفس المعصومة وجعلت عاقبة ذلك الغضب واللعنة والعذاب العظيم في الدنيا والآخرة مستشهدا بقوله تعالى (ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما). وبقوله تعالى (ولاتقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق). وقوله تعالى (من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا). وقوله صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة يوم القيامة). وقال امام وخطيب المسجد الحرام إن الواجب على المسلمين جميعا ان يتعاونوا في القضاء على هذه الظواهر المفزعة وتلك السوابق المفجعة واستئصال شأفتها وان يكونوا يدا واحدة وعينا ساهرة لحفظ دينهم وبلادهم ومنهجهم والابلاغ وعدم التستر على كل من اراد تعكير الأمن او السعي في الارض بالفساد والتبليغ عن كل مشترك في الجريمة سواء بجلب هذه المتفجرات او الاعانة على نقلها او التواطؤ في تهريبها او السكوت على أصحابها. ودعا فضيلته علماء الامة ودعاتها لفتح الصدور والنزول إلى ميدان التوجيه وسد الثغور واحتواء الجيل وفتح قنوات الحوار الهادىء الهادف بكل مصداقية وشفافية ووضوح وموضوعية وحسن اسلوب وجودة في الطرح وصدق الرؤى وعمق في الحجة. كما دعا المربين وأولياء أمور الشباب الى ضرورة تحصين الجيل وحماية الناشئة من كل فكر دخيل ومنهج هزيل مشيرا الى دور الابوين والاسرة والمدرسة ووسائل الاعلام في هذه المهمة العظيمة ودعوة الشباب الى ألا ينخدعوا بالافكار الهدامة والمناهج الضالة والا ينساقوا وراء حرب الشبهات التي يروجها من قل علمه وضل سعيه وان يحذروا ان يستجروا بدعوى الجهاد الموهوم الى مثل هذه الاعمال الشنيعة فالجهاد في الاسلام له مفهوم وشروط وضوابط لاتخفى على اهل العلم. ودعا امام وخطيب المسجد الحرام الشباب الى الالتحام مع ولاتهم وعلمائهم في هذه البلاد وان يحرصوا على التمسك بعرى القيادة الشرعية والعلمية والرجوع اليها لاسيما في النوازل كما قال سبحانه وتعالى (ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). وأن يسلكوا الرفق واللين في الدعوة الى الله وان تكون بالحكمة والموعظة الحسنة وانكار المنكر على مقتضى قواعد الشريعة ومقاصد الدين وآداب الاسلام واظهار الوجه المشرق وعكس الصورة الحسنة عن الاسلام والمسلمين. وحث الشيخ السديس مراكز البحث العلمى وقنوات الحوار المعرفي الى علاج هذه الظواهر الغريبة على مجتمعنا وبلادنا حتى لاتقابل الافعال بردود افعال والا ينظر الى النتائج في غفلة عن المقدمات وان يعالج الفكر بفكر أصوب.