كرمت مؤسّسة الفكر العربي، في ختام الدورة الثانية عشرة لمؤتمر»فكر» الذي انعقد في دبي بين 4 و5 ديسمبر 2013، الفائزين في الدورة السابعة ل»جائزة الإبداع العربي»، والدورة الرابعة ل «جائزة أهمّ كتاب عربي»، للعام 2013، بحضور الأمير خالد الفيصل، رئيس المؤسّسة، وعددٍ كبيرٍ من المفكرين والمثقفين والإعلاميين والمشاركين في الدورة الحاليّة لمؤتمر «فكر»، الذي حمل عنوان «تحدّي سوق العمل في الوطن العربي: 80 مليون فرصة عمل بحلول 2020». وسلّم الأمير خالد الفيصل الجوائز للفائزين، وجاءت على الشكل الآتي: جائزة الإبداع الأدبي للروائي الجزائري واسيني الأعرج (الجزائر)، عن روايته «أصابع لوليتا»، وجائزة الإبداع الإعلامي لحبيب حداد عن مشروع «ومضة» من (لبنان)، وجائزة الإبداع الفني لفرقة الثلاثي جبران (فلسطين)، وجائزة الإبداع العلمي للعالم شريف الصفتي (مصر)، عن بحث «استشعار وإزالة المواد السامة والمشعّة من الماء والهواء والتربة بواسطة تقنيات نانو تكنولوجيا»، وجائزة الإبداع المجتمعي لمؤسّسة «النيزك» للتعليم المساند من (فلسطين). وأما جائزة «أهم كتاب عربي 2013»، فقد نالها الأكاديمي والباحث اللبناني نادر سراج، عن الدراسة اللسانية الاجتماعية «الشباب ولغة العصر». وقال الامير بندر بن خالد الفيصل بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة مؤسّسة الفكر العربي في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة: «يُسعدنا ويُسعد مؤسّسة الفكر العربي ورئيسها صاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل وأعضاء مجلس الأمناء، أن نحتفيَ معكم بجائزة الإبداع العربي بدورتها السابعة لهذا العام، وجائزة أهم كتاب عربي، جائزتان وضعتهُما مؤسّسة الفكر العربي تحفيزًا لمناخ الإبداع وتشجيعًا للمبدعين، وإسهاماً منها في نشر أهم الكتب العربية». وبين أن مؤسّسة الفكر العربي وضعت هدفاً كبيراً لها، ألا وهو النهوض بالأمّة العربيّة، ولا تنهضُ أمّةٌ لا تكرِّمُ مبدعيها، فالإبداعُ لم يعُدْ ترَفاً، بل بات شرْطاً أساسيّاً من شروط بناء وتنمية المجتمع. وقال الأمير بندر: «إننا إذ نُبارك للفائزين معنا اليوم، الذين بإنجازاتهم وإبداعاتهم نقوّي إيمانَنا بوجود نسغٍ إبداعيّ عربيّ...نأمل منكم.. ونعوّل عليكم.. لتُكْمِلوا معَنا المسيرة وتحملوا رسالة مؤسّسة الفكر العربي.. فأنتم الأمل.. وأنتم الغد.. هنيئاً لكم بجائزة الإبداع العربي وهنيئاً لنا بإبداعاتكم». وفي كلمته قال عبدالعزيز الحبيب مدير عام شركة «سابك»: «وضعت مؤسّسة الفكر العربي، لنفسها العديد من الأهداف، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، العناية بمختلف المعارف والعلوم، وتعميق الاهتمام بالدراسات المستقبليّة، والاستغلال الأمثل للتقنيّات، والموضوع الذي تم تداوله هذا العام تمحور حول إيجاد فرص العمل، وأهمية الابتكار بوصفه أداة مهمة لإيجاد الوظائف، وهو موضوع بالغ الأهميّة. وبين أن (سابك) وضعت هذا التحدّي في صميم القضايا التي تسعى جاهدة لحلها في المملكة وفي الوطن العربي، منوهاً إلى أن الابتكار وروح المبادرة يجب ألا تكون مجرد كلمات نرددها في أحاديثنا، بل علينا أن ننظر إليها كأمور حاسمة بالنسبة لمستقبل اقتصاداتنا، فالاقتصادات الكبيرة تُبنى على المشاريع المنظمة، وتحافظ على رخائها من خلال نجاح مشاريعها الصغيرة والمتوسطة. وتوجّه حمد بن عبدالله العمّاري، الأمين العام المساعد لمؤسّسة الفكر العربي، بالشكر لشركة «سابك»، التي تعدّ واحدة من كبريات الشركات العالمية العاملة في مجال البتروكيماويات لرعايتها الحصرية للجائزة، وأكد أن هذه الجائزة، أصبحت تمثّل سمة بارزة لجهود مؤسّسة الفكر العربي، الهادفة إلى استنهاض همم المبدعين العرب، لتقديم أعمال فيها ابتكار، وتحفيز مناخ الإبداع في المجالات العلميّة والأدبيّة والفنيّة وغيرها، ونشر هذه الثقافة في المجتمعات العربيّة. وثمًن نادر سراج الفائز ب»جائزة أهمّ كتاب عربي»، ودور مؤسّسة الفكر العربي الرّائد في الارتقاء بالفكر واللغة والثقافة في الوطن العربي، معتبراً أنها تكرّم روح البحث المتجدّد، وهي بذلك تنهض بواحد من أهدافها الساميّة، من خلال احتضان علوم العصر، والارتقاء بالفكر اللغوي المتجدّد، معتبراً أن اختيار كتاب «الشّباب ولغة العصر» اعتراف مشكور بأنموذج حيّ للدراسات اللسانيّة التّطبيقيّة. وتقدّم العالم المصري شريف الصفتي، الفائز بجائزة الإبداع العلمي، بالشكر والتقدير الكبيرين لمؤسّسة الفكر العربى والقائمين على هذا العمل، مؤكداً أن لهذه الجائزة وقعا خاصا في نفسه، وهو يهديها بدوره إلى بلده الأم مصر. وعبّر واسيني الأعرج الحائز على جائزة الإبداع الأدبي، عن سعادته بهذا الإنجاز، مثنياً على دور مؤسّسة الفكر العربي في تشجيع الإبداع والمواهب في العالم العربي، وتقديرها على النحو الأمثل. وأكدت شيرين الحسيني، من مؤسّسة «النيزك»، أنه شرف عظيم أن تتسلّم جائزة الإبداع المجتمعي من مؤسّسة الفكر العربي، بعد مسيرة تحكيم واختيارات علميّة ومهنيّة فائقة الدقّة والشفافيّة، لم نشهد مثيلاّ لها في الوطن العربي من قبل، وأكدت أن هذا التكريم أسهم في إمدادنا بالمزيد من القوّة والطاقة والتصميم المضاعف، على المضيّ قدماً في مسيرة الإبداع العلمي والهندسي والتكنولوجي ورعاية المواهب العلميّة في فلسطين. وشهد الحفل عزفاً مميزاً لفرقة «ماكادي نحاس»، والتي افتتحت الحفل بقصيدة من كلمات الأمير خالد الفيصل حول الإبداع، كما أعرب الفائزون بالجوائز عن فخرهم لتكريمهم من مؤسّسة الفكر العربي، ودعوا إلى دعم الإبداع والمبدعين من أجل تحقيق تقدّم ورفعة العالم العربي.