من مظاهر النمو السريع في تعليم البنات في محافظة الأحساء هو بناء المدارس الحكومية , إضافة الى المدارس الحكومية التي تبنيها شركة أرامكو السعودية,.. كل ذلك بفضل من الله , ثم بفضل الجهود المبذولة من قبل المسؤولين في مديرية تعليم البنات بالأحساء , وبدعم من وزارة المعارف , التي تقف خلف هذا الإنجاز في ظل النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا الغالية. وبعد هذه المقدمة التي لابد منها عرفانا وشكرا للمسئولية الوطنية التي يتحملها المسؤولين في مديرية تعليم البنات بالأحساء .. لابد من الوقوف على بعض المشاكل التي تعانيها بعض المدن والقرى , خاصة فيما يتعلق بالمباني المدرسية التي تبنيها الحكومة , أو التي تبنيها شركة أرامكو السعودية , فمن الملاحظات التي لابد ان توضع في عين الاعتبار. بناء مدارس بمساحات كبيرة في مواقع غير مأهولة بالسكان , وبناء مدارس ذات حجم صغير في مواقع مأهولة بالسكان فتضطر المديرية للبحث عن مبنى للإيجار في هذا الموقع. ولنقف معا وقفة صادقة , خاصة فيما يتعلق بالمباني المدرسية الحكومية في بلدة الطرف, نأمل أن يصل صوتنا للمسئولين , لعل وعسى ان يكون لصوتنا صدى مسموع , فأرجو ان يكون الرد ايجابيا , لا من أجل الرد فقط لتبرئة الجهة المسئولة عن نقص المباني المدرسية في هذه البلدة التي تم افتتاح اول مدرسة ابتدائية للبنات فيها عام 1389 ه ونحن الآن في عام 1424 ه .. أي مضى 35 عاما .. وهذه المدرسة تنتقل من مبنى الى مبنى مستأجر آخر! فليس من المعقول أن تمر هذه السنوات وتم تنفيذ خطط خمسية على مستوى المملكة ولم يتم بناء أي مدرسة حكومية ابتدائية في الطرف !! فعناصر النمو السكاني والعمراني متوافرة , وتضم الطرف أكثر من 6 احياء هي : الطرف القديمة , الحي الجنوبي , وحي الراشدية , حي العبادية , وحي الخزان , والعدوة , إضافة الى المخططات الأخرى الجديدة الجاهزة للنمو العمراني .. فالكثافة السكانية متوافرة فيها ومصلحة الإحصاءات العامة بفرع الأحساء , وكذلك رئاسة بلدية الاحساء , والمجمع القروي بمدينة الجفر , كل هذه الجهات الحكومية تؤكد بالأرقام الاحصائية أن بلدة الطرف تمثل أكبر تجمع سكاني على مستوى مجمع مدينة الجفر في القرى الشرقية من حيث الكثافة السكانية والعمرانية. فليس من المعقول ان يكون حي مثل حي الراشدية بالطرف يحتوي على أكثر من 600 وحدة سكنية ولا توجد ومدرسة ابتدائية!! وليس من المعقول ان تتوجه الطالبات اللاتي يسكن في شمال وغرب الطرف الى جنوب وشرق البلدة فالمسافة بعيدا جدا , رغم توافر وسائل النقل إلا أنها غير مكيفة ؟ وأعطالها متكررة !! والطالبات يرثى لهن , وفي وضعية صعبة , فبعض الطالبات ينتظرن والدهن , فيجلسن بالقرب من المدرسة لمدة طويلة تلفحهن حرارة الشمس صيفا , وبرودة الجو شتاء , وبعض الطالبات يذهبن مشيا لازدحام الحافلة .. وهناك مواقف كثيرة ومؤلمة لا يشعر بها الا من عايشها .. فأرجو أن تكون الصورة قد اتضحت لمدير تعليم البنات بالأحساء .. فالطرف في عام 1424 ه تختلف عن الطرف عام 1389 ه .. فآمل ان تكون الرسالة قد وصلت. فهل بعد ذلك يحتاج الأمر الى لبس البشت والركش وراء المسئولين من دائرة الى دائرة على حساب المواطن الذي يحب ان يرى بلدته وقد تحقق لها ما أراد !! فهذا ما عايشه الأهالي في بلدة الطرف على مدى 35 عاما .. أنقله بأمانة فمدارس الطرف الابتدائية للبنات على مدى هذه السنوات تنتقل من مبنى مستأجر الى آخر , والمبنى المستأجر مهيأ للسكن , وليس للدراسة , فالجو الدراسي فيها غير مناسب والمشاكل كثيرة , فثلاث مدارس ابتدائية كلها مستأجرة .. وفي البداية الفصل الثاني من عام 1423 ه عاش الآباء مشكلة أخرى , عندما تحولت احدى مدارس البنات الابتدائية بالطرف الى الدراسة ما بعد الظهر .. ولمدة فصل دراسي كامل ولم تحل هذه المسألة الا بعد ان تم استئجار أحد مباني جمعية الطرف الخيرية , التي كان الاهالي يرغبون في هذا المبنى أن يكون متوسطة اخرى للبنات لفك الاختناق على متوسطة الطرف الأولى للبنات , واقتصارها على الطالبات اللاتي يسكن في شرق وجنوب الطرف..ولكن مكره أخاك لا بطل .. تم تأجيره لمديرية تعليم البنات بالأحساء , ليكون مدرسة ابتدائية للبنات , لحل مشكلة الطالبات اللاتي يدرسن بعد الظهر. لذا يجب على مديرية إدارة التعليم بالأحساء أن تحرص كل الحرص على ايجاد حل لمعاناة 35 عاما دراسيا لمدارس الطرف الابتدائية الثلاث التي تنقل من مبنى مستأجر الى آخر .. وأن تراع الكثافة السكانية للبلدة وهذه المدارس ليست مقتصرة على سكان الطرف بل توجد طالبات من قرى مجاورة يسكن أهاليهن في حي الراشدية بالطرف. ووزارة المعارف وغيرها من الدوائر الحكومية تستقبل الخطط المستقبلية لكل جهة حكومية لاعتمادها في الخطط الخمسية القادمة .. فهل المسئول يرضى لضميره ووطنيته أن يخدع المسئولين في الجهات العليا حينما لا يضع في خطط إدارته المسئول عنها كل احتياجات منطقته من باب الترشيد في النفقات على حساب احتياجات المواطن , ثم نقارن وضعنا التعليمي باليابان وغيرها من الدول المتقدمة في مختلف المجالات الأخرى!! لذا نأمل فإنه واجب والمسئولية تحتم على كل مسئول ان يتقبل الشكاوى من الأهالي بصدر رحب .. وكذلك بالنسبة للمواطن الذي يرى ان أي نقص في خدمته , أن يكون أمينا في نقل شكواه. عبد الله حمد المطلق