كان الملك خالد رحمه الله حريصا على معرفة أحوال الناس واحتياجاتهم محبا للبذل والعطاء, وكان كرمه سجية وطبعا اصيلا في نفسه وليس تصنعا او تطبعا. كان يسأل مستشاريه عن أحوال الناس وكان بعضهم يذكر له ان الجميع بخير, وان الفقراء اصبحوا قلة. وفي شهر رمضان من عام 1400ه وأثناء اقامته بمكة أمر بصرف مبلغ خمسة ملايين ريال كصدقة للفقراء في أحياء مكة وبعد ثلاثة أيام سأل الذين تولوا الإنفاق عما فعلوا, وكان رحمه الله يتوقع ان تكفي الفلوس لفترة اطول فقالوا: ان الفلوس خلصت وانه لو كان معهم ضعفها لما كفت, فالتفت رحمه الله الى بعض مستشاريه, وقال: اما أنكم تكذبون او ان هؤلاء حرامية. ثم أمر رحمه الله بصرف مبلغ خمسة ملايين أخرى ولكنه أوصى ابنته الأميرة الجوهرة بأن تشرف على صرفها لمستحقيها. ان أهم جانب في حياة الملك خالد هو جانب حسن التوكل على الله وصدق الإيمان أذكر انه عندما أجريت له عملية في القلب في مستشفى كليفلاند أوهايو عام 1972م كانت أسرته قبل العملية حوله وتدعو له, وكان يقول لهم: (لماذا أنتم خائفون؟ ان لكل أجل كتابا ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا, عليكم بالدعاء والله يتولانا جميعا). كان رحمه الله يقول هذا الكلام والابتسامة تعلو شفتيه بالرغم من ان العملية ستجرى له بعد دقائق. وبعد العملية كانت أسئلته رحمه الله تدور عن الصلاة والقبلة والتيمم كان رحمه الله ينتمي لفئة المؤمنين الصادقين. هذا الجانب العظيم هو الذي جعل محبته تحتل مكانة كبيرة في قلوب شعبه, فعندما قدم من رحلته العلاجية في بريطانيا في عام 1976م استقبله الناس اسقبالا عظيما وأذكر أنني في ليلة الاحتفال كنت واقفا عند إشارة المرور وصدمني شاب صدمة شديدة جعلت سيارتي شبه معدومة ونزل السائق مذعورا واجتمع الناس حول الحادث وقال احدهم لي: يا أخ سامحه الليلة عيد وقدوم الملك سعيد, وتعالت الأصوات فضحكت ولم اتعجب من طيبة وصدق مشاعر هذا الشعب العظيم ومحبته لملك مثل خالد. طبعا سامحت السائق ولكن مازال الحادث ذكرى طيبة في نفسي.