هل يمكن لاعراض الشيخوخة ان تخفي مؤشرات الاكتئاب مما يجعل من الصعب تشخيص ومعالجة ملايين الاشخاص المسنين الذين يعانون من الاكتئاب؟ اوضح عدد من الاطباء ان العجائز لايظهرون العلامات الكلاسيكية للاكتئاب خلال زيارتهم للاطباء, بل يشكون من مختلف الاوجاع والآلام التي يقول الدكتور برادلي دانير انها قد تكون ذات صلة بالاكتئاب. ويقول دانير, طبيب الامراض النفسية المتخصص بمعالجة المسنين ان احد اكبر العاملات هو ان تكون لديهم أعراض دون اسباب واضحة, في حين ما يعانونه في الحقيقة هو الاكتئاب. وبالنظر الى ان الاطباء والمرضى مهيئون لتوقع حالات معينة عند المسنين كخسارة الوزن والاجهاد وسوء التركيز والنسيان يهمل بعض الاطباء امكان وجود الاكتئاب فيما يهمل بعض المرضى طلب العون. والجانبان, ببساطة يعتبران تلك الحالات كآثار جانبية حتمية للتقدم بالسن. ويقول الدكتور مارك ميللر استاذ الامراض النفسية في جامعة بيتسبرغ: الناس كانوا يفتكرون: اذا كنت هرما ومريضا فانت مكتئب ايضا. اننا لم نعد نقبل هذه المقولة. كثيرون انطباع ان الاكتئاب هو نقطة ضعف, وواقع الامر ليس كذلك ان الاعتراف بانك مصاب باكتئاب ليس عيبا. ويضيف ميللر, وهو مؤلف كتاب حول كيفية العيش سنوات طويلة دون التعرض للاكتئاب ان معظم الناس يعتقدون ان الاكتئاب هو شيء يستطيعون التغلب عليه, الا انه مرض مرهق ومقض. فهو اذا استحوذ عليك يمكن ان يصبح فتاكا مثل التهاب الشعب الرئوية. وقد تبدو طبيعيا من الناحية البدنية ولكنه ليس شيئا تستطيع ان تنشل نفسك منه. وقد اكتشف دراسات حديثة في مجال الامراض العقلية, ان الاكتئاب هو مؤشر مهم للنزعة الانتحارية عند المتقدمين بالسن الذين تقول المنظمة انهم اكثر احتمالا بكثير من فئات الاعمار الأخرى للاقدام على قتل انفسهم. وقال ميللر ان 98 في المائة من كافة حالات الانتحار في كل فئات الاعمار سببها الاكتئاب, ولكن يمكن منع حدوثها واضاف ميللر: اذا عالجت الاكتئاب بصورة كافية وفي مرحلة مبكرة فهو قابل للوقاية. اذا ازيل الاكتئاب فان المواقف والقدرة على التكييف تتغير. ويجري داينر تجارب سريرية لفحص آثار عقار جديد يأمل ان يؤمن معالجة اكبر للمسنين وعيادته في ليتل روك هي احد 50 موقعا في الولاياتالمتحدة يقوم بتدنيد اشخاص من عمر 62 سنة وما فوق للمشاركة في الدراسة الاختبارية. وتشير الدكتورة هيلين لافرتسكي, الباحثة بأمور اكتئاب المسنين في جامعة كاليفورنيا بلوس انجيلوس ان المسنين لايرتاحون الى الاقرار بانهم مصابون بالاكتئاب, فهم يعتبرون الاكتئاب وصمة عار وشيئا محرجا ولعل بعض اطباء العناية الاولية لا يرتاحون الى سؤال مرضاهم ما اذا كانوا يشعرون مكتئبين وببساطة الاطباء القدامى لم يتلقوا تدريبا بهذا الشأن. وقد شارك الدكتور ريتشارد سميث, رئيس قسم الامراض النفسية في جامعة اركنساه للعلوم الطبية في وضع استمارة استبيان جديدة لمساعدة اطباء العناية الاولية على تشخيص ومعالجة المرضى بصورة افضل. وبعض الاسئلة تسعى الى معرفة ما اذا كان المريض يشعر بالحزن والنعاس والذنب وتشتت الافكار والميل الى الانتحار وقال الدكتور سميث ان خمسة من كل عشرة اشخاص يعانون من الاكتئاب تلقوا العلاج. ومن هؤلاء الخمسة يتلقى مريض واحد فقط العناية الصحيحة, وانه لن يكون هناك عدد كاف من اطباء الامراض النفسية في الولاياتالمتحدة لمعالجة حالات الاكتئاب.