الدول الخليجية ومن باب حرصها على تماسك ووحدة الدول العربية كانت ومازالت قراراتها تخدم هذا الهدف الذي لا يريد بعض حكام الدول العربية له أن يتحقق, الانجازات التي قامت بها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال العقود السابقة على المستوى المحلي لكل دولة، وعلى المستوى الاقليمي، والعربي والعالمي، لا شك أنها أغاظت ممثل النظام العراقي في القمة الإسلامية السابقة, وهذا الذي دفعه للتعدي والتلفظ بألفاظ نابية خارجة عن أدبيات الخطاب السياسي اللائق والمعمول به بين ممثلي الدول, فلم يعهد مؤتمر القمة الاسلامي أن يتم التبادل في مثل هذه الألفاظ بين رؤساء الدول أو ممثليهم، وهذه سابقة لمن يئس وقد دنت منيته. الدول العربية الخليجية لا شك في أنها صغيرة في حجمها، وهي حقيقة ليست مدعاة للسخرية أو الانتقاص حيث ان المساحة صغيرة، لكن السخرية هي ان تكون تلك الدول مجاورة لدولة (العراق) كبيرة في المساحة لكنها صغيرة باحترام الغير، صغيرة بانجازاتها، صغيرة في الدور المناط بها في الساحة العربية والاسلامية أو العالمية, فبدلا من ان تكون عمقا وملاذا ومخزونا استراتيجيا للدول العربية والاسلامية (وهي تملك مقومات ذلك) نجدها تصبح بفضل قيادتها وبفضل صدام والدوري والمجيد شوكة للأمة العربية والاسلامية ومعولا من معاول الهدم ولقد نجحوا نجاحا باهرا في ذلك, الدول العربية الخليجية الصغيرة تبني ومازالت مستمرة في هذا الجانب, وتعتبر مصدرا من مصادر التنمية للدول العربية والاسلامية وخيراتها تعم تلك الدول، والعراق يهدم ويخرب ويجر الويلات بعد الويلات على هذه الأمة, حتى في عدوانه على ايران والذي صوره باستخدام شعار القومية بأنه دفاع عن البوابة الشرقية للأمة العربية، وجدناه في ليلة واحدة يخدع هذه الأمة وارجع الامور كما كانت. أزهق ملايين الأرواح العربية والاسلامية سدى دون حساب، وخلف ملايين الجرحى والمعاقين واهدر مليارات الدولارات التي نزفت من تلك الدول الخليجية (التي يسميها الآن صغيرة) والتي استقطعت هذه الأموال من شعوبها لكي يقاتل هو بها ويصمد وإلا لسحقته ايران ولدخلت بغداد. الجائزة الكبيرة لهذه الدول العربية الخليجية هي ان يغزو دولة الكويت أكبر حليف له ويحتلها ويحتل منطقة الخفجي (في المملكة العربية السعودية) في طريقه إلى المنطقة الشرقية ثم الامارات وهكذا. بعد هذا كله ومن منبر الدول الاسلامية (إن كان هذا المنبر ديموقراطيا) من حق دول مجلس تعاون الخليج العربي ان تطرح بأسلوب ديموقراطي ما تراه مناسبا حفاظا للأمة العربية والاسلامية فهم مجتمعون لهذا الغرض: وهو ايجاد حل سلمي تفاديا للتغيير العسكري بأداة أميركية، فلِمَ لا تكون الأداة إسلامية دون اراقة دماء؟ ومن هو صدام والدوري والمجيد وحنا عزيز وغيرهم؟ فهل بتنحيهم من الحكم ستقوم القيامة؟ سوف يعلم صدام والدوري وباقي العصابة حجم الجريمة التي سيقدمون عليها للمرة الثالثة على التوالي، إن لم يقوموا باتباع النصيحة التي أسديت لهم من دول مجلس التعاون الخليجي بلسان دولة الإمارات مرة، وبلسان دولة الكويت مرة أخرى, في ذلك الحين ستهرب القرود بحثا عن ملاذ لها فوق الأشجار أو تحت الأرض، وسيتم حينها كشف الأقنعة عن خونة هذه الأمة، حينها سوف لا يعرف الدوري ما يفعل بشاربه!!! الرأي العام الكويتية