تتخرج فتياتنا من الكليات والجامعات وكلهن طموح في الحصول على وظيفة مناسبة.. تتوج تعبهن المضني ومجهوداتهن المتعبة طوال سنواتهن التعليمية على مقاعدهن الدراسية ليفاجأن بعكس ذلك.. فأنياب المدارس الأهلية وجفاف وظائف التعليم الحكومي بديوان الخدمة المدنية.. هي أول عقبات الخريجة التي تواجهها بعد تخرجها.. جزء من الكثير من هموم وآلام الخريجات ناقشناها مع إحداهن تعريف في البداية عرفت عن نفسها فقالت: أنا نوف عبد الله.. خريجة كلية الآداب بالدمام قسم اللغة العربية منذ أربعة أعوام ومعلمة (مقهورة) حاليا بإحدى المدارس الأهلية الخاصة بالدمام. قهر سألناها : تقولين معلمة (مقهورة) فكيف تربطين هذه المهنة السامية بالقهر؟ فقالت: نعم من يمارس التدريس في المدارس الأهلية يعاني ليس القهر فقط وإنما الذل أيضا فلا شكر ولا تقدير... فنحن (ربوتات) آلية مبرمجة حسب رغبة أصحاب المدارس وإداراتها لإرضاء أهالي الطالبات الذين دفعوا ما دفعوا من أقساط مالية لراحة بناتهن ونجاحهن المجاني...؟ قوانين ألا تشتكين من معاناتكن للرئاسة العامة لتعليم البنات؟ لاتوجد قوانين لحماية الخريجات المواطنات من المدارس الأهلية وأصحابها.. فنحن على كفة عفريت بها.. وفي أية لحظة يمكن الاستغناء عنا (مزاجيا) حسب ما تقتضيه فقرة من شروط عقد العمل تنص على أن من حق الطرف الأول (صاحب المدرسة أو الإدارة) الاستغناء عن الطرف الثاني بدون إبداء أسباب أو مبررات؟!! فهل يعقل ذلك؟!! فكم من صديقة لي قهرت وفصلت ولم تجد من ينصفها - حسبنا الله ونعم الوكيل - وأنا ومن معي في المدارس الأهلية في بانتظار دورنا لنطرد في أية لحظة.. وعذرهم الوحيد أمام الرئاسة العامة لتعليم البنات.. أن المتضررة وقعت على شروط العقد بإرادتها.. وسؤالي هو: ما البديل إذا كانت جميع المدارس الأهلية متفقة على صيغة واحدة للعقود؟!! حين سألناها عن وظائف التعليم الحكومية في ديوان الخدمة المدنية؟ أخذت تضحك وقالت: هي كالسمكة لآلاف الجياع فأقل من ثلاثة آلاف وظيفة تطرح سنويا لأكثر من 60 ألف خريجة في أنحاء المملكة.. هذه معادلة مستحيلة الحل وخريجات كلية الآداب بالدمام واقع علينا الظلم أكثر من غيرنا حيث تنتفي الأولوية في التوظيف عندنا لأن شروط وزارة الخدمة المدنية تصر على أحقية ذوات المؤهلات التربوية بالتوظيف دون غيرهن ومن المعروف أن آداب الدمام كلية غير تربوية لذا ومع قلة الوظائف كنا في آخر القائمة أي أن نسبة توظيفنا ضئيلة جدا إلا في الحالات النادرة والاستثنائية؟!! وهذا الأمر يضحك ويبكي فكأن الدراسة التربوية عرضت علينا أثناء دراستنا بالكلية ورفضناها!! لذا عوقبنا بأن جعلنا دون الأولولية. @ ماطموحاتك المستقبلية؟ أتمنى من عميق قلبي أن ينظر في موضوع وظائف الخريجات تعليمية كانت أم غير تعليمية وأن تنسق الخريطة التوظيفية ليكون تعيين كل خريجة في منطقتها أو قريبة منها فنظريات التركيبات السكانية حول العالم تقر بنزوح سكان القرى إلى المدن الآهلة والعواصم بحثا عن العمل ونحن قد عكسنا القاعدة وأصبحنا ننزح من مدننا وعاصمتنا إلى قرانا والهجر!! @ وماذا عن المدارس الأهلية.. ألا تطمحين إليها بشيء؟ * لا أحلم لها سوى بالهداية وتحقيق العدل.. @ نداء لمن توجهينه؟ * إلى ديوان الخدمة خاصة بعد نزول الوظائف التعليمية النسائية المختصرة جدا.. في الأسبوعين الماضيين وأقول له: أين وظائفنا الحكومية يا ديوان الخدمة المدنية.. هل تبخرت وتلاشت أم سقطت سهوا؟! 2كلمة أخيرة قبل الختام؟ أشكر لك ولجريدة "اليوم" مشاركتها لنا همومنا وإتاحة مثل هذه الفرصة.