تحت عنوان (القصة وأثرها على الطفل) اقيمت مؤخرا حلقة تنشيطية بقسم رياض الاطفال بمكتب الاشراف التربوي بالخبر بحضور عدد كبير من مديرات ومعلمات رياض الاطفال الحكومي والاهلي والمشرفات التربويات من مختلف محافظات المنطقة الشرقية وذلك ايمانا منهن بان مرحلة رياض الاطفال تحوي اثمن ما تملكه الامة وهم الثروة البشرية رجال الغد وجيل المستقبل، بل هم ثروة تتضاءل امامها كنوز الارض، وقد ذكرت هدى العرفج المشرفة التربوية بقسم رياض الاطفال (من حق الاطفال علينا نحن الكبار ان يتذوقوا الادب فالادب تعبير عن حكمة الانسانية ورغبتها وشكوكها واخطائها في صورة كلمات ورموز وهو تراث يغترف من معينه كل من يهمه ان يرد ذلك النبع الزاخر، وما من شك ان اطفالنا على موعد مع عالم الغد، ففي اي عالم سيعيشون؟ واي حياة هيأناها لهم؟! واوضحت العرفج انه في عام 1419ه تم اعداد مشروع قصص الاطفال وكان من بين اهدافه اعداد وتصنيع قصص للاطفال من قبل معلمات الروضات الحكومية والاهلية وتبادل الخبرات بينهن، ومازال المشروع قائما الى يومنا هذا وروضاتنا مستمرة في الاعداد والتصنيع، وكان من ثمرات المشروع شريط مصور يشمل كل ما تحتاجه معلمة رياض الاطفال في اعداد وتصنيع القصة بناء على طلب من الوكيل المساعد للاشراف التربوي بالرياض الدكتورة موضي النعيم لتوزيعه على رياض الاطفال حيث قامت باعداده المشرفة التربوية لقسم التعليم الاهلي الاستاذة سلطانة العلي والاستاذة نورة السويل ومدارس الفيصلية الاسلامية ومدارس الظهران الاهلية وبمشاركة جميع المدارس الاهلية والروضات الحكومية. واشارت العرفج ان الحلقة تناولت التعريف بالقصة واهميتها للطفل من تقديم المشرفة نورة السويل كما اوضحت اهداف القصة قريبة وبعيدة المدى كالاجابة على الاسئلة المطروحة ووضع عنوان للقصة ووضع نهاية جديدة وتأليف قصة مشابهة بالاضافة الى تنمية التخيل والثروة اللغوية والذاكرة والترتيب واكتشاف الثقافة. طريقة تقديم القصة خطوات قبل اعداد القصة من تقديم المعلمة الاولى بروضة التحلية الحكومية سلوى الدوسري حيث اوضحت طريق سرد القصة والخامات المستخدمة. من جهة اخرى فقد قدمت المشرفة التربوية مها السلمي موضوعا عن (رواية القصة والانشطة اللاحقة بها) بالتعاون مع المشرفتين التربويتين حنان السدحان ومنى المانع. ثم تناولت المشرفة هدى العرفج الحديث عن كتابة قصة الطفل وخصائص النمو فبينما كان الاعتقاد السائد ان 70% من خصائص الطفل موروثة و30% مكتسبة فقد اكتشف العلماء مؤخرا ان 90% من خصائص الطفل مكتسبة بينما 10% فقط موروثة. واوضحت العرفج ان لجنة من (اليونيسيف) درست كتب الاطفال الموجودة في الساحة حاليا وتوصلت الى تقسيمها الى اربعة اقسام هي: * كتب (قصص) لا تمس الواقع نهائيا وقد تم سحبها من اسواق الدول التي الفت فيها بينما لاتزال موجودة في مكتباتنا. * قصص بعيدة عن مرحلة الطفولة المبكرة وقد تصلح للطفولة المتأخرة. وقد وجد ان 35% من قصص الاطفال المتوفرة تصلح لسن المراهقة بينما لم يكتب لمرحلة الطفولة المبكرة سوى 0.5% فقط. كما قسمت مرحلة الطفولة الى: * مرحلة (الواقعية والخيال المحدود) ما بين الثالثة والخامسة من عمر الطفل. * مرحلة (الخيال المنطلق) ما بين السادسة والثامنة. * مرحلة (البطولة) ما بين الثامن والثانية عشرة. * مرحلة (المثالية) ما بين الثانية عشرة الى الخامسة عشرة. * العناصر الاساسية في القصة: * المضمون: سواء كان علميا او عن القيم والاخلاق او يلبي الحاجات الاساسية للطفل. * الحبكة: وهي بنا القصة بطريقة منطقية مقنعة بحيث تتنامى الاحداث ويتأجج الصراع حتى القمة ثم يبدأ الحل الذي هو نهاية الاحداث وتأتي لحظة التنوير. وأكدت المشرفة التربوية ان سؤال المشاعر الذي تلقيه المعلمة على الطفل (هو استمتعت بالقصة) يهدف كما يقول علماء النفس الى التمهيد للطفل حتى ينتقد القصة فاذا كبر استطاع انتقاد اي قيمة خارجية تدخل على ديننا. كما ان من عناصر القصة الناجحة الاسلوب. حيث يجب ان يكون الكاتب أديبا يقرأ بكثرة ويلم بخصائص نمو الاطفال. وقد اشارت المشرفة التربوية بمكتب الاشراف التربوي بالدمام رقية الشريف ان جميع الشعوب في العالم تكتب بنفس اللغة التي تتكلم بها سواء الانجليزية او الفرنسية بينما نحن العرب نكتب باللغة العربية الفصحى ولا نتحدث بها بل باللهجات العامية وعندما نقرأ اي كتاب يستغرق العقل وقتا اطول ليستوعب الكلمات بعد ترجمتها الى اللهجة المحلية ولذلك فالذين يهتفون بالعودة الى اللهجات المحلية هم في الواقع دعاة الى تأخرنا العقلي في الفهم والاستيعاب وقد توصل علماء النفس الى انه اذا اندثرت اللغة اندثر التراث. طفلة في مكتبة لها