استشهد سبعة فلسطينيين بينهم فتى في الثالثة عشرة من عمره وامرأة قتلوا وجرح 35 آخرون في توغل للجيش الإسرائيلي فجر أمس في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين. وأعلنت مصادر فلسطينية ان حوالي عشرين دبابة وعدد من سيارات الجيب العسكرية اتخذت مواقع قرب مداخل البلدة القديمة قبل ان يفرض العسكريون الاسرائيليون منع التجول على القطاع باطلاق عيارات تحذيرية. وذكر مصدر طبي فلسطيني ان اربعة من هؤلاء القتلى الفلسطينيين اصيبوا برصاص الجيش الاسرائيلي واستشهدوا بعد ان نزفوا لاكثر من ساعتين. واوضح انهم نقلوا الى عيادة طبية في مخيم البريج ولم تتمكن سيارات الاسعاف من الوصول اليهم لنقلهم الى المستشفى. اما القتلى الثلاثة الآخرون فهم فتى يبلغ من العمر (13 ) عاما وشاب اصيبا برصاصات قاتلة في البطن والرأس وامرأة قتلت داخل منزلها اثناء تدميره من قبل الجيش الاسرائيلي بينما جرح عدد من ابنائها وتم انتشالهم من تحت انقاض المنزل. وقالت المصادر نفسها ان 35 فلسطينيا جرحوا بينهم تسعة في حالة خطرة او حرجة جدا، موضحة ان سيارات الاسعاف لم تتمكن من نقل بعض الجرحى الى المشافي بسبب الاطلاق الكثيف للنار. واجتاحت القوات الإسرائيلية بغطاء من المروحيات العسكرية ووسط اطلاق نار كثيف مخيم البريج حيث تمركزت على المفترقات الرئيسية للطرق وفي بعض ازقة مخيم البريج. وقالت المصادر الفلسطينية ان عشرات الدبابات الاسرائيلية سيطرت على شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يصل شمال قطاع غزةبجنوبه بينما تحدث شهود عيان عن اشتباكات عنيفة بين مسلحين فلسطينيين والجنود الاسرائيليين خصوصا عند مفترق مخيم النصيرات شمال مخيم البريج. واكد احد هؤلاء الشهود ان الجنود الاسرائيليين داهموا عددا من المنازل واجبروا سكانها على الخروج تحت تهديد السلاح وعاثوا تخريبا وتدميرا في اثاث هذه المنازل. ودمرت القوات الاسرائيلية ثلاثة منازل في المخيم يعود احدها الى احد قياديي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الشيخ محمد طه (67 عاما) الذي اعتقلته مع اثنين من ابنائه. ويعود المنزلان الآخران لاسرتي ناشطين في حركة الجهاد الاسلامي. وشنت وحدات من الجيش من جهتها عمليات تفتيش واحتلت عددا من المباني. ولم تواجه القوات الاسرائيلية مقاومة ولم يجر اي تبادل لاطلاق النار. واكد مسؤول عسكري اسرائيلي للاذاعة الاسرائيلية العامة ان الجيش انهى صباح امس العملية التي شنها الليلة قبل الماضية في قطاع غزة. يذكر ان الجيش الاسرائيلي هدم منذ يونيو من العام الماضي اكثر من 150 منزلا تعود لفلسطينيين يؤكد انهم متورطون في عمليات ضد اسرائيل، مشددا على ان هذا الاجراء ردعي. وتنتقد منظمات الدفاع عن حقوق الانسان هدم المنازل معتبرة انها تندرج في اطار العقوبات الجماعية. واكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان عملية تجرى بدون ان يذكر اي تفاصيل اخرى، بينما ذكر شهود عيان ان الدبابات الاسرائيلية خرجت من وسط المخيم لكنها بقيت عند مدخله وعلى طريق صلاح الدين الرئيسي. وادانت منظمة أطباء العالم الإنسانية الفرنسية يوم امس الاول قيام الجيش الاسرائيلي باطلاق النار على مستشفى فلسطيني وسيارة اسعاف خلال توغل في خان يونس جنوب قطاع غزة. واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز لدى تفقده القوات الاسرائيلية في نابلس شمال الضفة الغربية يوم امس الاول ان الجيش سيكثف الضغط على المنظمات المسلحة الفلسطينية وخصوصا حركة حماس. وقال نريد التحرك بحيث نضع المنظمات الارهابية في موقع دفاعي، نجعلها تدرك انها مطاردة، لخفض قدرتها على الحاق الضرر. كما اعلن مصدر امني فلسطيني ان الجيش الاسرائيلي شن صباح امس عملية كبيرة في البلدة القديمة في نابلس شمال الضفة الغربية. واتخذت حوالي عشرين دبابة وعدد من سيارات الجيب العسكرية مواقع قرب مداخل البلدة القديمة قبل ان يفرض العسكريون الاسرائيليون منع التجول على القطاع باطلاق عيارات تحذيرية. وقال قائد قوة جيفاتي الخاصة التي شنت عملية التوغل ان العملية التي اطلقت في قطاع غزة انتهت وحققنا اهدافنا. واكدانني على علم بمقتل امرأة وطفل واعرف اننا قتلنا ارهابيين مسلحين في معركة تواصلت طوال الليل مشيرا الى اصابة جنديين اسرائيليين بجروح طفيفة بشظايا قنابل يدوية. وأكدت مصادر فلسطينية أن خمسة من بين الجرحى في حالة بالغة الخطورة وان عدد الشهداء مرشح للزيادة خلال الساعات القادمة. وقال شهود عيان إن عشرات من المسلحين الفلسطينيين خرجوا إلى الشوارع واخذوا مواقع محصنة لمواجهة القوات الاسرائيلية المتوغلة، بعد دعوات وجهت لهم عبر مكبرات الصوت من المساجد ودور العبادة للتصدي للقوات الغازية. وقالت مصادر أمنية وشهود عيان أن اشتباكات عنيفة دارت بين المسلحين الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين، فيما تسمع بين الحين والاخر انفجارات عنيفة في أرجاء المنطقة. وشرعت قوات الجيش بحملة اعتقالات في حي القصبة كما هدمت في منطقة أخرى منزلين تابعين للسائق الذي قاد بسيارته المخرب مرتكب الاعتداء الانتحاري في فندق بارك بمدينة ناتانيا ليلة عيد الفصح (اليهودي) في العام الماضي. وذكر صوت إسرائيل أيضا أن أعيرة نارية أطلقت الليلة الماضية تجاه جيلو في جنوبالقدس الغربية دون أن تقع إصابات أو أضرار مضيفا أنه يبدو أن النار أطلقت من جهة بيت جالا أو بيت لحم. وأضاف أن قوة من حرس الحدود ترابط في موقع محاز للحي رصدا لاطلاق النار باتجاه مصادر الرمي. ويعتبر هذا الحادث الاول من نوعه بعد الهدوء الذي ساد منطقة جيلو منذ شهور عديدة. وقال مسؤولو أمن فلسطينيون أن الجيش الاسرائيلي دمر عشرة منازل حتى الان خمسة منها بشكل كلي في مخيم البريج والنصيرات والمغازي تعود أربعة منها لنشطاء فلسطينيين. وحمل احد قادة حماس اسماعيل هنية اسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة طه والمعتقلين الاخرين وهدم المنازل وعمليات القتل. وبعد تأكيده ان ارادة حماس والشعب الفلسطيني لن تنكسر مهما كانت العربدة والإرهاب الصهيوني دعا الأمة العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها لدعم شعبنا وصموده في وجه هذه الحرب الشرسة. فيما أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) مسئوليتها عن تدمير دبابة إسرائيلية رابعة خلال عملية توغل الدبابات الاسرائيلية في ثلاث مخيمات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة . وقالت الكتائب في بيان لها إنه في تمام الساعة الثالثة من فجر يوم الاثنين (امس) تم تفجير دبابة إسرائيلية رابعة بعبوة شديدة الانفجار تزن 80 كيلو جراما وذلك شرق مخيم البريج واشتعلت فيها النيران. قوات الاحتلال تواصل حملات الاعتقالات