بدأ الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس الاحد أول زيارة دولة يقوم بها رئيس فرنسي الى الجزائر منذ استقلالها في عام 1962 وتستغرق ثلاثة ايام وستكرس المصالحة بين البلدين اللذين شهدت علاقاتهما مراحل مضطربة. وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في استقبال الرئيس الفرنسي الذي وصل الساعة 13.50 الى مطار هواري بومدين. وحيا شيراك مطولا الشخصيات التي جاءت لاستقباله. ونفذت فرق سلاحي البر والجو عرضا عسكريا امام الرئيسين الفرنسي والجزائري، في خطوة استثنائية. وتاريخيا، انتزعت الجزائر استقلالها انتزاعا من المحتل الفرنسي بعد حرب استمرت ثماني سنوات ووضعت حدا ل 132 سنة من الوجود الاستعماري. وترافق الرئيس الفرنسي زوجته برناديت، الى جانب وفد كبير مؤلف من وزراء وبرلمانيين وفنانين ورجال اعمال فرنسيين او من اصل جزائري. وتوجه شيراك وبوتفليقة بعد مراسم الاستقبال مباشرة الى وسط الجزائر التي تبعد عن المطار حوالى خمسة عشر كيلومترا. وزينت الطرق التي مر بها الموكب الرئاسي على الجانبين بأعلام البلدين وبصور عملاقة للرئيسين وبلافتات ترحيب علقت على اعمدة الكهرباء وعلى واجهات الأبنية المطلية حديثا. وقد وقف مئات الألوف من الجزائريين، بحسب تقديرات عناصر الأمن الفرنسي، على جانبي الطريق ليحيوا الرئيس الفرنسي. وقدرت الاجهزة الامنية الجزائرية عدد الحشود التي انتشرت على طول الطريق ب 1.5 مليون شخص تجمعوا على الأرصفة والشرفات، او حتى تسلقوا الاشجار واعمدة الكهرباء. واختلطت بالحشود فرق فنية فولكلورية جاءت من كل انحاء الجزائر للتعبير عن مشاعر الفرح بزيارة الرئيس الفرنسي. وتخطى جاك شيراك مرات عدة الحاجز الأمني ليقترب من الناس ويصافح الأيدي الممدودة. ولم تخل الحشود من عبارات المعارضة للحرب المرتقبة ضد العراق ودعوة فرنسا لاستخدام حق النقض ضد أي قرار امريكي يتجه اليها.