قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس أن الشعب العراقي سيكون الفائز الاكبر اذا ما طرد صدام حسين من السلطة في العراق ، مؤكدا ان العراقيين يعانون منذ استولى صدام على السلطة بالقوة في العراق منذ اكثر من 20 سنة . وأضاف ان صدام كان معتديا متهورا واعتاد الغزو واطلاق الصواريخ والشعب العراقي الذي عانى من يده اكثر حيث استعمل الاسلحة الكيماوية ضدهم بالاضافة الى ايران ،وقتل مئات الالوف ، وعذب ، وسجن هذا النظام البربري الالاف، وهجرهم من بيوتهم وهناك اربعة ملايين من شعبه في المنفى. وأكد ان كل هذا يحدث في بلد كانت قبل صدام غنية كالبرتغال أو ماليزيا الا أن الابرياء يموتون كل يوم على يدي صدام ويجب ألا ننسى ذلك والشعب العراقي العادي سيكون الفائز الاكبر اذا طرد صدام من السلطة. جاء ذلك في أحد ردود بلير عن الاسئلة التي قدمتها اليه صحيفة اندبندنت البريطانية والتي تلقتها من العشرات من قرائها. وذكر نحن لم نضمن نزع أسلحة صدام واذا لم ندافع عن سلطة الاممالمتحدة فان النتيجة لن تكون السلام وانما اراقة دماء وخراب أكثر ليس فقط للشعب العراقي ولكن في المدى الاطول لكل الدول المجاورة والعالم الاوسع ومن ضمن هذه البلاد بريطانيا. وأجاب رئيس الوزراء البريطاني على سؤال أخر حول كيف سيبرر حالة استخدام الولاياتالمتحدةوبريطانيا اسلحة دمار شامل ضد بلد ذي سيادة لغرض نزع سلاحه ذي الدمار الشامل؟ قائلا ان صدام هو من استخدم هذه الاسلحة ضد شعبه وجيرانه وليس لدي أدنى شك بانه سوف لن يتردد في استخدامها ثانية اذا ما تمكن من التملص من تدميرها. مبينا لهذا قررت الاممالمتحدة قبل 12 سنة بأنه لابد من نزع أسلحته، وهو ما أعاد مجلس الامن تأكيده بالاجماع في نوفمبر الماضي عبر قراره رقم 1441. وأكد أن بريطانيا لاتمتلك أسلحة كيميائية أو بيولوجية ولكن عندنا أسلحة نووية لم نستعملها وليست لدينا خطط لاستعمالها. وردا على سؤال حول قلقه فيما اذا كانت بلاده ستكون عرضة مستقبلا لتهديدات اعظم بهجمات من منظمات ارهابية كالقاعدة اذا ما هاجمت بلدا اسلاميا. قال بلير ان ذلك احد الاسباب الرئيسية لنزع أسلحة صدام ذات الدمار الشامل والذي من شأنه أن يخفض مثل هذا التهديد. وأضاف ان الارهابيين يحاولون بأقصى ما يمكن أن يضعوا أيديهم على مثل هذه الاسلحة والكابوس الحقيقي هو أن تصبح تلك التهديدات باستخدام اسلحة الدمار الشامل . وأشار الى أن المليوني شخص وأكثر الذين فقدوا حياتهم بسبب صدام كانوا كلهم من المسلمين تقريبا ، كما هو الحال مع أولئك الذين يواجهون تهديدا أكثر بالموت من شعبه وجيرانه المسلمين اذا ما سمح له بالابقاء على أسلحة دماره الشامل. وردا على سؤال اخر حول الضغط من زعماء كنائس حول العالم لتجنب الحرب أكد بلير على اهمية اعتقاداته المسيحية ، وقال انا ابدا لا اذهب الى الحرب اذا اعتقدت بانها كانت خطأ أخلاقيا، أو اذا اعتقدت بانها لن تكون تحقيقا للمصالح العليا لهذه البلاد.مضيفا أنا أبدا ما ادعيت بانني أحتكر الحكمة كما انني لا اشكك في اخلاص أولئك الذين يعارضون عملا عسكريا وأتمنى بانهم سيفهمون على حد سواء بانني أعتقد وبحزم بان المجتمع الدولي لايستطيع ترك صدام يستمر في المواجهة. الا انه استدرك انا امل حتى الان بان نتمكن من تجنب عمل عسكري ولقد خرجنا عن طريقنا لاعطاء صدام فرصة أخيرة لنزع سلاحه بسلام ولو كان هذا يعني بأنه سيبقى في السلطة والامر عائد اليه فيما اذا كان سينتهز هذه الفرصة أو سيهدرها. وحول الكيفية التي ستبرر بها بريطانياوالولاياتالمتحدة الهجوم على العراق اذا رفضت الاممالمتحدة أن تمنحهما تخويلا بشن الحرب . اكد قلنا على طول الخط بان الاممالمتحدة يجب أن تمضي في طريق مواجهة أسلحة صدام للدمار الشامل وليس في طريق تجنبه. وأضاف اتمنى حتى في هذه المرحلة المتأخرة في أن نتمكن من تجنب تلك الحرب وأنا حقا امل ان يستغل صدام الفرصة التي هو عرضها لنزع سلاحه بسلام وأعتقد أيضا انه اذا ثبت بانه ضروري فاننا نبنبي لدعم العمل العسكري. وقال أعتقد أن ما سيفسح المجال أمام العالم ليكون أكثر خطورة هو أن نواصل ترك صدام يتحدى سلطة الاممالمتحدة ويحتفظ بأسلحة دماره الشامل لان التاريخ سيرينا بأنه سيستعملها ثانية لاخافة أو لمهاجمة جيرانه.