هل تنجح القمة العربية في الارتفاع إلى مستوى مشاعر وآلام وآمال الشارع العربي في وقف الحرب المحتملة ضد العراق؟ وهل تستطيع القمة ان يكون لها صوت مسموع لدى امريكاوبريطانيا؟ ام ستكون قمة لإبراء الذمة ومناشدة الاطراف المعنية بالتحلي بالصبر وعدم اللجوء إلى الحل العسكري؟ هل اصبح لدى العرب القدرة على التأثير في القرار الامريكي البريطاني لوقف الحرب؟ وما الرسالة التي يجب ان تخرج بها القمة إلى القوى العظمى؟.... الخ اسئلة كثيرة وتساؤلات عديدة تتردد حالياً في الشارع العربي عشية انعقاد القمة العربية في شرم الشيخ والتي تناقش قضية الحرب على العراق والعمل على وقفها من خلال دعم الاتجاه العالمي الرامي لحل سلمي للازمة. وقد اجمع الخبراء على ان القمة تنجح في حالة واحدة وهي الاتفاق العام على ضرورة التوحد والاحساس بالخطر الداهم الذي يتهدد امن واستقرار الامة وان تمتلك القمة قدرة التغلب على خلافاتها والعمل باخلاص من اجل دعم الحل السلمي وابراز مدى خطورة الحرب على امن واستقرار المنطقة. توقيت حرج الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب المصري اكد ان انعقاد القمة بشرم الشيخ وفي هذا التوقيت يكتسب اهمية بالغة لانه يأتي في توقيت حرج تقترب فيه ساعة الصفر، مشيراً إلى ان القمة لن تنجح في وقف الحرب اذا ارادت الولاياتالمتحدة القيام بها، ولكن قد تنجح في توجيه رسالة واضحة للولايات المتحدةوبريطانيا من ان الحرب سوف تؤثر على امن واستقرار الوطن العربي والمنطقة بصفة عامة، واكد ان القادة العرب قادرون على اعلان معارضتهم لهذه الحرب كي تفهم الولاياتالمتحدة انها ستقوم بعمل ضد رغبة الشعوب العربية. رهان النجاح واوضح الفقي ان نجاح القمة العربية مرهون بمدى رغبة العرب الجماعية في اتخاذ موقف جماعي واضح ومحدد يوجه إلى الولاياتالمتحدة وكذلك إلى العراق بالمثول إلى قرارات الشرعية الدولية وعدم اللجوء إلى الحل العسكري . واكد ان المعطيات الحالية تشير إلى ان هناك مخاطر محدقة بالامة العربية وان الشارع العربي يرفض بشكل قاطع أي تدخل عسكري امريكي في العراق، وبالتالي فان القمة العربية مطالبة بالارتفاع إلى مستوى هذه المطالب الشعبية العربية، ورفض الحرب بشكل قاطع واتخاذ التدابير اللازمة. واكد ان معطيات المرحلة الراهنة والتي تمثل خطورة بالغة على الامن القومي العربي، تمثل فرصة كبيرة او عاملاً مساعداً في نجاح القمة للخروج بموقف موحد يرتفع إلى مستوى رغبة الشعوب العربية في مواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد كل الامة، وبالتالي فانه يمكن القول ان هناك تفاؤلاً حذراً في خروج القمة بموقف موحد وان كان هذا الموقف لا يوقف الحرب ولكن سوف يكون رسالة واضحة للولايات المتحدة من جهة وداعماً للاصوات الدولية التي تنادي بالحل السلمي للازمة من جهة اخرى. الحد الادنى ويقول صلاح الدين حافظ امين عام اتحاد الصحفيين العرب ان القمة العربية المرتقبة تستطيع ان تفعل الحد الادنى وهو على الاقل ابلاغ العالم بما فيهم امريكا بان الامة العربية ليست معها في الحرب على العراق، متسائلاً هل تستطيع في الوقت الراهن أي دولة عربية ان تبلغ الولاياتالمتحدة رفضها الحرب على العراق؟ لكن يمكن القول ان الموقف العربي من خلال القمة العربية اذا جاء غامضاً فانه سيعطي الولاياتالمتحدةالامريكية دفعة قوية للتحرك نحو العمل العسكري وينزع سلاحاً قوياً من العرب وهو الاجماع على الرفض، وبالتالي فان الموقف الدولي الرافض للعرب ايضاً سوف يتراجع باعتبار ان اصحاب الشأن لم يصل موقفهم إلى المستوى القاطع الرافض. تخاذل وضعف الدكتور جهاد عودة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يقول من الواضح انه حتى الآن يوجد شكل من عدم الاجماع العربي لان العالم العربي ممزق ومقسم مما يدل على الضعف والتخاذل ومن هنا فان القمة العربية بشرم الشيخ وما تسفر عنه لا يكون فاعلاً لانه لا يمثل اجماعاً ولن يستطيعوا ان يفعلوا شيئاً امام هذه الحرب الامريكية المرتقبة وكل ما يستطيعون ان يقدموه هو بعض الاجراءات الاحتياطية ضد الايام القادمة والمخططات الداخلة على المنطقة. جوهر القضية ومن جانبه اكد الخبير الاستراتيجي اللواء حسام سويلم ان نجاح القمة مرهون بقدرة الدول العربية على مواجهة معطيات الموقف بامانة وصدق ولا بد ان تتبنى سياسة اقناع صدام حسين بالرحيل وان يوجه خطاب للعراق بان يرحل صدام إلى أي دولة عربية وان يعطى الضمانات الكافية بألا يحاكم او يقدم للمحاكمة في أي دولة كمجرم حرب ويوجه خطاب إلى الولاياتالمتحدة بانه اذا حدثت الحرب على العراق ان تكون قصيرة المدى والا تخرج الا في اطار الاممالمتحدة وان تستبعد الولاياتالمتحدة ضرب بقايا البنية الاساسية وان تتجنب ضرب المدنيين العزل والا يكون هناك حكم عسكري لفترة طويلة وان تسند السلطة إلى الشعب العراقي فيختار من يحكمه كما لا بد ان يتضمن الخطاب لامريكا ضرورة حل المشكلة الفلسطينية في اطار الحقوق الفلسطينية واقامة الدولة المستقلة. النجاح صعب الدكتور عبد الله الاشعل استاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري للتخطيط السياسي قال من المتوقع ان تخرج قرارات القمة العربية اذا تم انعقادها خاصة في ظل هذه الاجواء الراهنة والملبدة بالتراجع في موقف بعض الدول وفي ظل هذه الاجواء اذا تم توحيد الصف وانعقدت القمة بأغلبية الاعضاء فانا اعتقد ان النجاح لهذه القمة خاصة بالظروف التي مرت بها قبل الانعقاد يكون صعباً ولكن هل ستسفر القمة عن قرارات فاعلة؟ من الممكن ولكن ستكون القرارات المفيدة والمعبرة عن آمال الشعوب عن طريق النص فقط بحيث يتم التأكيد على حل القضية العراقية في اطار الاممالمتحدة وضرورة متابعة الحل السلمي واذا ارتفعت اكثر فيخرج نص بان الولاياتالمتحدة ليست طرفاً في شيء اما على مستوى التنفيذ فهي مسألة مشكوك فيها. عربية/ امريكية ومن جانبه يرى عاطف النجمي رئيس جمعية الدفاع العربي ان القمة المرتقبة ضرورية ولا بد من تجمع الملوك والرؤساء وخروجهم بقرار موحد بعدم الموافقة على ضرب العراق واعمال القانون الدولي والالتزام بقرارات الاممالمتحدة ولا بد من اتخاذ قرارات للوصول إلى الشعب الامريكي للتأثير على صانع القرار في الولاياتالمتحدة وابتعادها عن استخدام الآلية العسكرية ومحاولة انهاء المشكلة العراقية في اطار سلمي ولا بد من صبغ القضية العراقية بانها عربية امريكية وليست عراقية امريكية ولا بد ان ترتبط القضية بالعرب. ويضيف النجمي ان هناك فرقا بين آمال الشعب العربي المعلقة التي لا تستند إلى معرفة مدى ما تملكه الامة من قوة وبين آمال الشعب على ارض الواقع بأن يكون هناك اتفاق بين الملوك والرؤساء لرفض هذه الضربة العسكرية وان يتم منع أي تحرك عسكري وهذا للاسف لا تملكه أي قوة عربية فاقصى ما يمكن ان تصل اليه القمة هو مناشدة الولاياتالمتحدة التريث في حربها ضد العراق ومناشدة العراق تسهيل عمل المفتشين الدوليين والالتزام بالقرارات الدولية. ويضيف ان هناك دولا تملك القرار والارادة اذا قالت نرفض الحرب وهناك دول لا تملك ذلك، فاذا رفضت على سبيل المثال مصر هذه المعركة ووقع خلاف فان المتوقع قيام حرب بين مصر واسرائيل وزمام الامان لهذا الاشتعال هو مصر والمملكة وسوريا ولهذا تدرك الولاياتالمتحدة اهمية التنسيق بينها وبين هذه الدول ومن هنا فلا بد ان يرتقي الجميع إلى مستوى المسئولية. ثمن التبعية اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي يؤكد ان القمة لن ترتقي نتائجها الى مستوى المسئولية لان العرب لا بد ان يدفعوا ثمن أو فاتورة 25 سنة من الاعتماد على الولاياتالمتحدة عسكرياً وتكنولوجياً واقتصادياً ومن الصعب على الحكام الآن ان يتخذوا قرارات تدين الممارسات الامريكية او الامتناع عن أي مساعدات للقوات الامريكية في الحرب ضد العراق وغاية ما تسفر عنه القمة هو القول برفض العدوان على العراق واستنكار الاعمال الصهيونية واستئناف مسيرة السلام ومن المفترض ان يطالبوا بحماية الشعب الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية ولكن هل سيقدر العرب على تنفيذ هذا الكلام؟ هذا يأتي في حالة واحدة اذا تم التعاون العربي في شتى المجالات تعاوناً حقيقياً وتفعيل الاتفاقيات المبرمة وان توجد الارادة الواعية لهذا التعاون الذي به تخرج الامة من عثراتها. تقليل الخسائر اللواء علي حفظي الخبير الاستراتيجي باكاديمية ناصر للعلوم العسكرية يرى ان هذه القمة لن تصل إلى المأمول ذلك ان التواجد الامريكي في العراق بات وشيكاً ولن يستطيع احد ان بمنعه وكل ما يمكن ان تخرج به قرارات القمة هو محاولة ايجاد الحلول العملية لتقليل الخسائر وتخفيف وطأة الحرب لان المناخ حالياً لا يبشر بخير للاسف وغاية ما هنالك ان تخرج القمة بقرارات عاطفية وليست فاعلة وتهدف إلى التقليل من حدة التأثير ومن الحقيقة ان نذكر انه ليس في يد الحكام العرب قرار يتخذونه فهل يملكون ان يقفوا امام التهديدات الامريكية؟ تحد مصيري ودعا الدكتور مصطفي كامل السيد رئيس مركز بحوث ودراسات الدول النامية بجامعة القاهرة القمة إلى عدم تقديم أي مساعدة من جانب أي دولة لتسهيل ضرب العراق وان يخاطبوا الإدارة الأمريكية مباشرة حول الآثار السلبية لمثل هذا العمل العسكري على المصالح الأمريكية نفسها ولا يكون ذلك من خلال بيان آخر ولكن من خلال وصول وفد من القمة العربية يضم عددا من رؤساء الدول العربية يصل إلى العراق لتبادل المشورة مع القادة العراقيين حول افضل السبل للتعامل مع المفتشين الدوليين.. وفي خطوة موازية ذهاب وفد من القادة العرب في اقرب وقت بعد القمة إلى الولاياتالمتحدة للقاء المسئولين الأمريكيين لتفصيل الآثار السلبية التي ستلحق بالمصالح الأمريكية في الوطن العربي وخارجه نتيجة قيام الولاياتالمتحدة بعمل عسكري ضد العراق. وأشار إلى انه يجب أن تحقق القمة ثلاثة أهداف الأول تأييد الاتجاه الأوروبي للحل السلمي ورفض خيار الحرب والثاني التأثير على الرأي العام الأوروبي والوقوف خلف القوى المعارضة للحرب والثالث امتصاص غضب الرأي العام العربي الذي يبدي استياء من نتيجة عدم التحرك العربي وترك الساحة لأوروبا. ويتحتم إيجاد حل سلمي للمشكلة العراقية والابتعاد عن أي حل عسكري قد يؤدي إلى تدمير شعب العراق ورد فعل مضاد من الشعوب العربية يؤثر على المنطقة لفترات طويلة كما يجب إعطاء الفرصة للمفتشين الدوليين للقيام بمهامهم من أجل تدمير أسلحة الدمار الشامل. ودعم لجنتي انموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية للقيام بدورها إضافة إلى التلويح بأن العالم العربي يرفض الحرب وأي حل عسكري إلا بقرار من مجلس الأمن وليس بقرار منفرد من بريطانيا وأمريكا مما يحدث هشاشة في الاممالمتحدة وان يكون للعراق دور فعال مع المفتشين الدوليين لاستكمال مهمتهم والتي تستغرق سنوات وسنوات وتنفيذ القرار1441. يجب التأكيد على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل دون استثناء بما فيها إسرائيل وتشكيل لجنة وإرسالها للعراق مهمتها الضغط وتنفيذ القرار1441 والتأكد على النقاط السلبية التي جاءت في قرار هانز بليكس وأخيرا إرسال رسالة واضحة إلى الرأي العام الأوروبي والأمريكي تؤكد إن العالم العربي يرفض العمل العسكري. تكلفة الاوهام أما رؤية الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام عما يمكن ان تقرره القمة القادمة في شرم الشيخ فتم بناؤها على مقدمات وهى انه في خلال الأيام الماضية ساد في سماء المنطقة نوعان من الأوهام أولهما يعود إلى العالم العربي ويتوهم أننا إزاء أمة واحدة قد توحدت تحت قيادة مركزية وسياسية واحدة قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة وحشد وتعبئة موارد الأمة من أجل حماية أمنها القومي وتحقيق أهدافها في الاستقلال والتحرر والرفعة. وثانيهما أن أوربا قد تحررت فجأة من الهيمنة الأمريكية وصارت قطبا مناوئا يسير على التقاليد التي سار عليها الاتحاد السوفيتي, وبات من الممكن اللعب على الحبال الأوروبية وتعضيدها من وقت لآخر بالحبال الروسية والصينية, حتى بل يظن أحد أننا أسرى بنوعية واحدة من الحبال, وبينما يعود النوع الأول من الأوهام إلى تقاليد تاريخية عربية نقية قادرة على خداع الذات, فإن النوع الثاني جاء من إساءة بالغة لقراءة الحال في أوروبا وأمريكا أيضا. ويقول محمود امين العالم ان قمة شرم الشيخ يعول عليها بالكثير للخروج بقرارات واضحة ترضي الشارع العربي في ظل الازمة التي يعيشها العراق الآن والسعي الامريكي الدؤوب لتهميش قضية العرب الاولى فلسطين ولفت انظار العالم إلى العراق لذلك يجب على القمة العربية ان تهتم كذلك بالوضع الراهن في الاراضي الفلسطينية ومناقشة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وازالة المستوطنات الاسرائيلية واحترام قرارات مجلس الامن في هذا السياق. ويضيف أنه على الدول العربية ان تتوحد حول القمة من خلال مشاركة كل رؤساء الدول العربية في فاعلياتها واتخاذهم موقفاً واضحاً يرفض توجيه أي ضربة عسكرية ضد العراق والا تقدم الدول العربية على اتخاذ اية قرارات خاصة بالتفاوض مع اسرائيل قبل تنفيذ قرار مجلس الامن الخاص بالانسحاب والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعلى اسس الشرعية الدولية. فتح كل الملفات ومن ناحيته يرى السفير نبيل العرابي مساعد وزير الخارجية المصري ان الدول العربية لن تسمح لاسرائيل بالتمادي في استكمال سيناريو الحرب الشاملة ضد الفلسطينيين مستفيدة في ذلك من تحول انظار العالم نحو العراق لذلك يجب فتح كل الملفات المسكوت عنها على مائدة القمة وان تكون اشكالية الوضع بين العراق والكويت محتلة مكانة متقدمة في جدول اعمال قمة القاهرة لايجاد صيغة عربية للمصالحة تنهي حالة الخلاف التي استمرت ما يزيد على عشر سنوات وبالتالي اضرت كثيراً بكل محاولات الوحدة العربية ومن المنتظر كذلك ان يتطرق جدول اعمال القمة لمشروع تطوير الجامعة العربية مع الوضع في الاعتبار ان الشارع العربي ينتظر من القادة العرب موقفاً سياسياً واضحاً ضد السياسة الامريكية والاسرائيلية ومنع حدوث ضربة عسكرية للعراق وكذا وضع القضية الفلسطينية على مسارها الصحيح. أضعف الإيمان ويقول السفير الدكتور جمال البيومي ان اهم مطلب من القمة ان يخرج اجتماع القادة العرب باتفاق على ان تعقد القمة العربية مرتين في العام اسوة بالقمة الاوروبية التي تضم خمسة عشر دولة اوروبية التي تجتمع مرتين كل سنة واحياناً يعقدوا قمما استثنائية. واشار البيومي إلى انه لن يطلب من القمة ان تصدر بياناً تسب فيه الولاياتالمتحدةالامريكية ولكن مجرد ان يجتمع القادة العرب وهو الحد الادنى من النجاح، موضحاً انه ليس من الحكمة ان نحمل القادة والزعماء العرب بان يأتوا بالاسد من ذيله لان ذلك هراء. ولذلك فليس من المعقول ان نحمل القمة باعباء اكثر من طاقتها، لان القمة ما هي الا تعبير عن ارادة الاعضاء. واضاف البيومي ان الاعتقاد في وقف عجلة التطورات الراهنة بمنطقة الشرق الاوسط سيكون صعباً بسبب وجود قوة كبرى في العالم تنوي القيام بعمل عسكري في الوقت الذي لا توجد فيه قوة تملك حق التصدي لها، ومن ثم فالذي نملكه هو تغيير القرار من خلال محاولة اسماع صوتنا للادارة الامريكية، ولذلك فالاجتماع يحاول التأثير على قرار القوة العظمى فاما ان ينجح واما ان يكون على الاقل حال دون ان يقف مكتوف الايدي. ويرى الدكتور حسين أحمد امين مدير مركز ادهم للصحافة بالجامعة الامريكيةبالقاهرة، ان القمة القادمة في اضعف الايمان لا بد ان يكون لها موقف عربي موحد عن طريق طرح كل الخلافات العربية البينية جانباً في محاولة لدرء الحرب عن العراق الشقيق. اما الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، فقال ان المطلوب من القمة العربية بشرم الشيخ ان تلعب دوراً من اجل منع الحرب التي لن يقتصر تأثيرها على العراق وحده ولكنها ستؤثر على النظام العربي بأكمله. وقال ان القادة العرب مطالبون باعلان رفضهم للادارة الامريكية بعدم قبول أي ضربة عسكرية توجه للعراق.. وان التعامل مع الازمة العراقية لا بد ان يتم من خلال مجلس الامن، وان أي تصرف خارج عن هذا الاطار سيكون خروجاً على الشرعية الدولية.وأضاف الدكتور نافعة أن الدول العربية مطلوب منها في القمة ان تؤكد رفضها القاطع تقديم أي تسهيلات او تعاون من أي نوع للقوات الامريكية التي تنوي شن هجوم عسكري على العراق. اما اذا صدر بيان اقل من ذلك فانه لن يكون معبراً عن الارادة الحقيقية للشعوب العربية ولن يستطيع ان يقنع الجماهير العربية بل سوف يكون غير متفق مع قرارات قمة بيروت التي جعلت أي اعتداء على أي دولة عربية هو اعتداء على جميع الدول العربية. أنواع أربعة ويحدد الدكتور صفوت العالم.. الاكاديمي الاعلامي.. رؤيته.. توقعاته حول نتائج القمة في عدد من النقاط.. اولاً.. ان المقدمات التي سبقت القمة.. وتلك المحاولات.. والفرضيات التي سبقت تحديد ميعادها.. ومكانها ايضاً ستلقى بكل تأكيد بظلال كئيبة على طبيعة المناقشات.. والحوارات التي ستتم.. في حال انعقادها. ثانياً.. القمة القادمة تواجه تحديا وازمة من نوع ما.. خاصة انها تعقد وكل العيون والقلوب العربية عليها.. تعقد.. وينتظر ملايين العرب.. ان يخرج الزعماء العرب منها.. بمظلة.. سياسية عربية توحد افكارنا.. مظلة تتسم بالشفافية.. والتأكيد على ان العالم العربي.. يواجه لحظة تاريخية تؤثر حتماً في صنع التاريخ.. وهذا السيناريو المسبق والذي يدور في فكر كل مواطن ومتابع عربي.. للقمة القادمة.. هو مشكلة في حد ذاتها.. اذ من يقرأ الاعلام العربي.. وقنواته المتعددة.. يجد ان هناك صراعات استراتيجية واختلافا في الرؤية بينهم.. فهناك من يقول.. ان خلافا من الزعماء العرب.. ليس هو الاجماع العربي. وهناك بلدان اخرى.. لديها مصالح امريكية قوية.. تفرض نفسها على طبيعة الصراع الحالي.. بغض النظر عن المصالح الحربية العربية التي تربطها مع البلدان العربية.. وهناك حزمة ثالثة.. من الدول العربية ايضاً تأخذ موقفا عدائيا.. للولايات المتحدةالامريكية.. ومساندة للعراق.. ليس حباً في العراق.. او لقيادته انما.. للعداء لامريكا في حد ذاته.. وهذه الصورة.. تجعلني متفائلا بنتائج القمة القادمة.. وغير مستعد.. لان اقف في طابور انتظار نتائجها.. فالكتاب وكما يقولون يقرأ من عنوانه. د. عبدالمنعم سعيد - د. حسين احمد امين الجامعة العربيه