غدا تبدأ قمة عربية في شرم الشيخ للبحث في الأزمة العراقية بعد ان اكتمل النصاب القانوني لعقدها وتستهدف في مضمونها التباحث في أنجح السبل وأقصرها لتجنيب العراق مغبة العدوان عليه وتبدو أهم نتائج القمة قبل انعقادها فيما أكده فخامة الرئيس المصري أنها (ستخرج برسالة إلى العالم تقول ان الخيار العسكري ستكون له آثار وخيمة وعلينا ان نتجنبه).. ويبدو الوقت ملائما نظير ماتعيشه الأزمة العراقية من خطورة لعقد هذا المؤتمر.. فالظروف العصيبة الخطيرة الحالية تستدعي ان يعمل العرب بجدية لتجنب الخلافات والانقسامات في المواقف تجاه الأزمة, فلا بد من الخروج من هذا المؤتمر بصوت عربي واحد يحدد الموقف النهائي للأمة العربية من هذه الأزمة وكيفية الخروج منها بسلام, ويتطلع العرب جميعا إلى شرم الشيخ غدا في انتظار ماسوف تسفر عنه القمة المرتقبة, فالظرف دقيق للغاية, والأخطار المحدقة جراء حرب محتملة لاتطال العراق فحسب بل كافة دول المنطقة بما يستدعي تضافر الجهود للخروج بكلمة واحدة تقول للعالم بصراحة متناهية ان لتلك الحرب آثارها المدمرة على المنطقة بأسرها وان الحكمة لابد ان تسود لمنع هذه الكارثة والحيلولة دون وقوعها, فالخطورة في هذه الحرب لاتكمن في فقدان التوازن العسكري بين المتحاربين ولكنها تكمن في افرازات قد لاتكون موضوعة في الحسبان من جانب الولاياتالمتحدة, فالحرب ان اندلعت لها آثارها الوخيمة على الولاياتالمتحدة وحلفائها, فثمة احتمالات لايمكن استبعادها حول ظهور بؤر توتر في بقاع كثيرة من العالم لضرب مصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها في مقتل وسوف تجد واشنطن نفسها أمام مهمات عصيبة جديدة لاحتواء تلك البؤر وإخمادها, وهي مهمات تضاف إلى مهمات تزعمها للحملة العالمية لمكافحة الإرهاب والإرهابيين, وهي في غنى عن ايجاد تلك البؤر وازاء ذلك فان من مصلحة الولاياتالمتحدة وحلفائها قبل العراق التفكير جديا قبل خوض الحرب فالدخول في معمعتها يشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين ويشكل خطرا على الولاياتالمتحدة وحلفائها وعلى دول منطقة الشرق الأوسط دون استثناء فهل تخرج القمة العربية غدا بصوت موحد قد يساهم في نزع فتائل الحرب؟