يعد حي السلمانية حلقة وصل بين مدينتي الهفوف والمبرز، ومن ناحية أخرى البوابة التي تربط الأحساء بمدينة الرياض، فالذاهب من الأحساء إلى الرياض سيكون المرور على هذا الحي إلزامياً عليه. ويحد الحي شمالا طريق الملك فهد وجنوباً طريق الرياض ومخطط الصيهد، وشرقاً شارع المحمدية، وغرباً طريق الملك فهد الموازي لحرم السكة الحديد. والسلمانية حي حديث نسبياً، وهو يضم قرابة 1150 قطعة أرض، من أصل 1300 قطعة. وهذه المنازل بحاجة ماسة إلى خدمات، وفر بعضها، ولم يوفر البعض الآخر، والبعض الذي وفر بحاجة ماسة إلى تطوير ومتابعة. من خلال هذه الجولة السريعة نرصد انطباعات سكان الحي الذين يقدرون ب 8500 نسمة، عن تلك الخدمات. طفح البيارات كانت البداية مع عمدة الحي عبدالهادي فهد العجمي، الذي قال: رغم وجود تمديدات لشبكة الصرف الصحي في السلمانية الشمالية (فئة ب)، إلا ان تكلفة إيصالها إلى المنازل يتحملها أصحابها، وبعضهم لا يملك القدرة المالية للدفع، ومن يملك المال فانه سيكون متضرراً، فبيارات جاره الذي لم تصل اليه الخدمة ستفيض، وتنتشر في شوارع الحي. إنارة ودوريات وتفحيط ليس الصرف فقط، بل هناك مشكلة إنارة شوارع الحي، فبعض الشوارع لا تتوافر فيها إنارة، وهذا أمر خطر، كما يؤكد العجمي. الذي يشير أيضاً إلى قلة توافر الدوريات الأمنية، مما حال دون السيطرة على بعض ممارسات الشباب الطائش، الذين يأتون إلى الحي لممارسة التفحيط والاستعراض بالسيارات، وهذا يشكل خطورة عليهم وعلى سكان الحي، الذين قد يتعرضون للدهس. رئة التنفس مفقودة ويتساءل ناصر راشد العجمي عن سبب خلو السلمانية من المسطحات الخضراء، التي ستكون رئة يتنفس منها سكان الحي الهواء النقي، ومكانا يذهب اليه أولادهم، الذين اما ان يضطروا للعب داخل المنزل أو في الشوارع، وهذا خطر. ورغم إشادته بوجود سوق الاثنين (الذي يقام عصراً)، إلا ان ناصر العجمي يقول: عدم وجود تنظيم للسوق حوله إلى مشكلة لأهالي الحي، سواءً في حركة السير أو في النظافة أو بيع مواد غذائية منتهية الصلاحية.. ويأمل في ان يكون هناك تواجد للدرويات الأمنية لتنظيم حركة السير خلال ساعات إقامة السوق. برك ومصائد للسيارات ويشير عبدالله سعود النعيم إلى ان بعض شوارع الحي تفتقد إلى السفلتة. وهذا أمر ضروري, خصوصاً في فصل الشتاء وموسم الأمطار، حيث تتحول الشوارع إلى برك ومستنقعات ومصائد للسيارات، التي تقع فيها دون ان يشعر السائق. كما يلقي باللوم في تشكيل المستنقعات على بعض سكان الحي، الذين يصرفون مياه التنظيف في منازلهم إلى الشارع بطريقة غير صحيحة. وإلى جانب ما سبق يطالب النعيم بإعادة النظر في وضع المخارج، المصممة بطريقة غير صحيحة، خاصة في الشارع الفاصل بين السلمانية والصيهد. وكذلك يطالب بإيجاد لوحات إرشادية عند مفترق الطرق أمام مداخل الشوارع الرئيسية، فهذا لا يخدم أهالي الحي، بل يخدم المارين به أيضاً من الذاهبين تجاه الرياض أو القادمين منها. مدارس غير كافية أما سالم عمر الشمري، فيذكر ان مدارس الحي غير كافية، علاوة على ان المدارس الموجودة هي في بيوت مستأجرة. مما يسبب إزعاجاً للطلاب الذين يتعلمون في جو غير ملائم للعملية التعليمية. وقد دفع هذا الامر أولياء الأمور إلى الإصرار على تسجيل أولادهم في مدرسة الإمام مسلم الابتدائية، التي لم تعد كافية للأعداد المتزايدة من الطلاب، وتعاني الضغط. علماً بأن المدرسة لا تقع في حي السلمانية، بل في حي المحمدية المجاور. ويطرح الشمري مشكلة أخرى لا يعانيها الحي فقط، بل كافة مدن الأحساء والمنطقة الشرقية، وهي ترقيم وتسمية الشوارع، وهي مشكلة على ما يبدو في طريقها إلى الحل العاجل. خزانات الكهرباء مشكلة ويبدي عبدالله عبدالرحمن الملحم استياءه من وجود خزانات للكهرباء من النوع الكبير، والتي تقع داخل حدود المنازل، فتشوهها، كما تأخذ حيزاً كبيراً من الأسوار. ويبدي الملحم استياءه كذلك من الغبار الذي تثيره قطارات السكة الحديد حين تمر بالحي، ويصل هذا الغبار إلى داخل المنازل، فضلاً عن ان صوتها يزعج الأهالي، خصوصاً في الليل. ويتساءل: الا يمكن نقل حرم القطار إلى خارج البلد، ليواكب التطور الذي تعيشه المملكة؟ ويكفينا صوت وغبار المصنع المجاور للحي، والذي سبب زيادة الإصابة بأمراض الصدر والحساسية الجلدية. خدمات أخرى ناقصة ويأمل عبدالله فيصل العتيبي في أن ينقل برج الاتصالات الذي يجاور المنازل، ومنزله تحديداً، يقول: أنا مصاب بمرض القلب، واخشى من الموجات الكهرومغناطيسية التي تصدر عن البرج. أما محمد ملحم الملحم فيأمل في نقل المركز الصحي إلى مبنى آخر، أكثر اتساعاً، ليخدم الأعداد الهائلة من سكان الحي، حيث تقدر الملفات فيها ب 1500 ملف (كل عائلة في ملف)، ويشيد الملحم بالخدمات التي يقدمها المركز للسكان، ولكنه يأمل في ان يتم إيجاد طبيب متخصص في أمراض الأطفال، لتتفرغ طبيبة النساء والولادة لمتابعة الحوامل. كما يأمل في توفير جهاز أشعة في المركز، لخدمة الحالات الطارئة. كما يؤكد الملحم على ضرورة إيجاد حل لمشكلة سوق المواشي، الذي يقع على بعد أمتار من منازل في الحي، وتنبعث من السوق روائح كريهة تزكم الأنوف، خصوصاً في فصل الصيف. قطار السكة الحديد يمر بجوار الحي مصنع طابوق يزعج سكان الحي