@ كلنا يعلم ان الانسان على قدر ما هو محاط بالاصدقاء محاط باعداء أكثر مما يظن ويتصور.. وليس البشر هم من نقصده في حديثنا وانما التكنولوجيا وادواتها التي اساء الكثيرون استخدامها حتى وجدوا أنفسهم امام نذير الخطر وخطورة الخطر؟! ولقد واجه الانسان في هذا العصر شرورا وضعته في حيرة.. واجه معها الضياع وقصر النظر والضعف والكدر.. وكل هذه وغيرها كانت من الخطر الذي جره الانسان لنفسه!! ذلك ان الانسان اغتر في عصرنا الحالي بالورد ليوخز بشوكه الذي أدمن عليه فيما بعد..!! فعندما انتشرت وسائل التكنولوجيا الحديثة صفق لها الكثيرون وكلنا معهم دون ان نعلم ما وراءها من سموم تنفث لتعبث في عقول شبابنا المغرر به من قبل نفسه والشيطان.. فما يحدث الان على صفحات الانترنت من دردشات أو كما يطلق عليها (شاتات) يدل صدق الدلالة على ما يعانيه شبابنا من تسطح وهامشية وما وصل اليه من تجرد القيم وفقدان العاطفة الروحية التي دفعت بأحد (المدردشين) ان يدعو نفسه ب(شارون!!) وبآخر ان يفخر بانه (عاشق الانحلال!!) ناهيك عن بعض الاسماء الخادشة للحياء والاحاديث المتراوحة بين التفاهة حينا والبذاءة حينا آخر؟!! فخليط هائل من الشباب المراهق يصدح ويمرح في تلك الدردشات الموبوءة بلا رقيب ولا حسيب؟! فكيف يمكننا ان نفسر حالة شاب في احدى الدردشات يتشرف بان يكون اسمه المستعار (حمار!!) وبين كل حديث وآخر يطلق ما يشبه صوته أي الحمار كتابة!! متناسيا ان الله كرم بني آدم.. وان انكر الاصوات لصوت الحمير..؟ حقا انها ظاهرة مؤسفة وخطيرة جدا لاتقل في خطورتها عن الوباء الذي ينتشر ليقضي على أرواح الناس اضافة الى انه يقضي هنا على مبادئهم وقيمهم الاخلاقية والانسانية.. ان شبابنا اليوم بحاجة ماسة الى حمايتهم من هذه السموم التي زعزعت انفسهم واصابتهم بوباء (فساد الأخلاق وفقدان الشيم) التي طالما عرف بها الرجل العربي وبالاخص الخليجي.. وليس معنى هذا ان نحرم شبابنا من الدردشة وتبادل الآراء والتعارف وانما حماية اخلاقهم من انفسهم المستعمرة من قبل اهوائهم والشيطان بتهذيب مواقع الدردشات ورسم اهدافها مثلا بعرض مشكلة هامة من صميم مشاكل الشباب ومناقشتها والتصويت على اراء المشاركين بحلها ورصد الجوائز والهدايا القيمة للفائزين.. كما ويجب وضع رقابة صارمة على اختيار الاسماء المستعارة حتى لا يتحول الأمر لضرر اجتماعي هادم لعقول شبابنا ومخرب لأخلاقهم لحاجتنا اليهم في هذه الفترة العصيبة.. فدعوة لكل شاب أدمن على (أفيون العصر) الدردشات والشاتات الى التعقل والسعي لعلاج واصلاح ما افسدته هذه الدردشات من مبادئ وما استباحته من قيم رجولية يفخر بها كل رجل خليجي وعربي عاقل.. والله معكم