أعلنت وزارة الداخلية الروسية حالة الاستنفار فى كافة الاجهزة الامنية فى الدائرة الفيدرالية الجنوبية من روسيا- التى تضم الشيشان وغيرها من الاقاليم الاخرى - وذلك تحسبا لوقوع أعمال انتقامية فى الذكرى السنوية ال59 التى صادفت أمس الأحد لترحيل الشيشانيين الى المناطق الشرقية من الاتحاد السوفيتى بناء على اوامر من الزعيم السوفييتى حينذاك ستالين. وطبقا لما ذكرته عناصر أمنية روسية فقد جرى تشديد الحراسة على الاماكن الاكثر كثافة بالسكان والمنشآت العامة فى المدن والقرى وتقاطعات الطرق. كما شددت الحراسة على الحدود الادارية التى تفصل الشيشان عن بقية الاراضى الروسية الاخرى. وفي هذه المناسبة الأليمة عبر الرئيس الشيشاني المنفي اصلان مسخادوف عن مواساته للشعب الشيشاني في رسالة مسجلة على شريط فيديو لمناسبة ذكرى ابعاده على يد ستالين في عام 1944 الى آسيا الوسطى. وفي بقية مناطق روسيا احتفل أمس الاحد بيوم المدافع عن الوطن الذي كان يعرف في السابق بيوم الجيش الروسي، ذكرى تأسيس الجيش الاحمر في عام 1918. وقال مسخادوف في هذه الرسالة: نحن نتذكر وسنتذكر ولن ننسى ابدا ان شعبنا قد عانى، وقارن بين عملية الترحيل التي اوقعت عشرات آلاف القتلى وعملية الابادة التي يتعرض لها شعبنا اليوم . وتابع الرئيس الشيشاني: لكننا لم نعد كما كنا قبل 59 عاما. فلن نسمح لاي كان بتعذيب شعبنا بلا عقاب. فباسم جميع مقاتلينا وقادتنا اقدم مواساتي لشعبنا في يوم الحداد الوطني هذا. يشار الى ان الانغوشيين والشيشانيين كانوا في عداد الشعوب المعاقبة على غرار التتار في القرم والكلموك الذين اتهمهم ستالين بالتعاون مع الغازي النازي خلال الحرب العالمية الثانية. ولم يتمكن الشيشانيون من العودة الى ديارهم الا اعتبارا من بدء نيكيتا خروتشوف في عام 1956 بعملية محو آثار سياسة ستالين. ويتخذ الجيش الروسي الذي عاد الى الشيشان منذ اكتوبر 1999 بعد اول نزاع (1994 الى 1996) تدابير احترازية خاصة كل 23 فبراير تخوفا من هجمات للمقاتلين. وتحرص موسكو هذه السنة على اتخاذ تدابير امنية مشددة في الجمهورية الثائرة من أجل الاستقلال حيث يتوقع اجراء استفتاء دستوري في 23 مارس بهدف ترسيخ الشيشان داخل اتحاد روسيا، والذي ستتبعه انتخابات تشريعية ورئاسية.