إن الله سبحانه وتعالى لا يأمر بتأدية أي فرض عبادي من فروضه إلا وله فائدته سواء الروحية أو الطبية أو العضويه بالاضافة إلى ثوابه في الآخرة وجزائه في الجنه والرضوان. ومن تلك الفرائض الحج فهو علاج روحي لتعليم وتقويم النفس والأخلاق. وكبت جماح النفس وتنظيف الجسم من شوائب السيئات لصفاء العقل والروح وإعلان ميلاد جديد لإنسان جديد ولحياة جديدة كما ولدته أمه. فالإنسان في هذة الدنيا يتعرض لضغوط كثيرة دنيوية وشيطانية وذلك بالركض وراء هذه الحياة الفانية لجمع الأموال والشهرة والحصول على المراكز وغيرها ولتحقيقها لا تخلو من بعض التصرفات التي تؤثر على النفس مثل الغضب والحسد وقطع صلة الرحم ونكران الجميل والظلم أحيانا مما تعكس على حياته وجسمه وروحه وتؤدي الى أمراض نفسية ربما تتحول الى عضوية. لذا جاء الإسلام بحلول إلهية ناجعة وأوجد دواء لكل داء لم يكتشفه أو يصنعه البشر بل هو من الله سبحانه وتعالى. لذا فهو علاج ناجح وفعال اذا التزمنا به واتبعناه كما أمرنا الله سبحانه وهذه الأدويه هي الصلاة وقراءة القرءان والدعاء والصوم والحج الذي عشنا أيامه في الايام القليلة الماضية.فطوبى لمن وفق الى اداء مناسك الحج بنية صادقة خالصة لله تعالى. ومن أمثلة العلاج الروحي المستفاد من الحج ما يلي : 1- الكفاح: إن الفرد الذي يعمل طوال العام بجد واجتهاد ليوفر لقمة العيش له ولأولاده ومن ثم المال الذي يعينه على حج بيت الله الحرام فإن هذا تعليم لمبدأ العمل والمشقة والكفاح وليعرف أن الرزق الحلال لا يأتي إلا بالعرق. 2- الصبر: لو اتبع الإنسان أعمال ومناسك الحج لوجدته أنه يحتاج الى صبر كبير جدا وخاصة بعد الإحرام الذي تترتب عليه بعض القيود والنسك التي على الحاج الالتزام بها لذا فإنها ترويض النفس على التحمل والصبر وعدم التوتر والقلق. 3- الرياضة: جميع أعمال الحج بها حركة جسمية متناسقة منها المشي والجري والهرولة وحركة المفاصل وغيرها لذا فهذه رياضة طبية تؤدي الى قوة العضلات والعظام والمفاصل وتنشيط الدورة الدموية وغيرها. 4- التأمل: من أهم الصلات بين العبد وربه التأمل في معجزات الله سبحانه وتعالى ومخلوقاته وبالتالي تقوي إيمانه .لذا نرى الكثير من الحجاج يجهشون بالدعاء وقراءة القرآن والتوجه بعقله وروحه وبقلبه إلى الله ليغفر له ويكفر عن خطاياه. من فوائد الحج ايضا علاج الغضب والكذب والحسد والكبر وخلف الوعد والمراء والجدل وشح الانفس وغيرها من الصفات. فكل هذة صفات سلوكية ربما تكون فردية أو جماعية وداء روحي وأمراض خطيرة تخرج المرء من استقامته وعن رشده وصوابه ويفقد فكره وادراكه فيختل المزاج وانها من أعراض الرذائل كالغش والنفاق والمداهنة والغدر والخيانة والرياء ومن ثم يؤدي إلى الشقاق والدمار أو الكبر فهو داء عضال في النفوس يصعب علاجه وخلف الوعد يحرم ثقة الناس فهو داء اجتماعي خطير فللبيئة والتربيه المحيطة الأثر البليغ في أحداثها. اذا فإن الاسلام عالجها بإرشاداته القيمه ونصائحه الدينية وبأعماله العبادية وهذه أخف العلاجات وأنجحها والذي بعضها لم يفلح الحكماء والفلاسفة والأطباء والعلماء بعلاجها بسبب إبتعاد الفرد عن منهج الاسلام وضعف الوازع الديني. الدكتور ابراهيم عبدالوهاب الصحاف اختصاصي علاج الآلام والطب الشرقي والوخز بالإبر الصينية