اعتقد اننا بحاجة الى الارتقاء بالوعي لدى شرائح المجتمع المختلفة التي تتعامل وتتعاطى مع شبكة الانترنت لنصل بهذه الشرائح والفئات المختلفة الى الاستخدام الامثل للانترنت. ولنكن صريحين وواقعيين هناك اكثر من 85% من المستخدمين للانترنت يسيئون الاستخدام او الاستفادة الحقيقية من هذه التكنولوجيا المتطورة والتي جعلت الانسانية والكون في غرفة واحدة. ولهذا مازال الكثيرون يجهلون التطبيقات العملية والعلمية المفيدة من الانترنت. وتختلف نظرة الناس الى شبكة الانترنت وكل ينظر اليها بمنظار فمن يراها حسنة يمتدحها ومن يراها سيئة يكيل الذم والنيل منها وهناك بين البين وبتمعن في قراءة الجميع نجد ان تقييم الجميع يخالف الواقع كون ان التقييم لم يكن مبنيا على معرفة ودراسة متعمقة وانما على كلام نظري وقيل وقال. فهذه الشبكة يمكن الاستفادة منها في تطبيقات متعددة تخدم الابعاد الدينية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية كما يمكن اساءة استخدامها فتستخدم لاغراض غير مشروعة وغير اخلاقية ومنافية للدين والعقيدة والاخلاق السوية والقويمة. وللتغلب على اساءة الاستخدام لابد من تأصيل الوعي والارتقاء بالفكر وتفعيل العقيدة السليمة ورفع الوازع الديني لدى الشرائح والفئات المستخدمة للانترنت ويمكن عمل التطبيقات النافعة والمرشدة عبر برامج ومواقع ونشرات ومطويات وتوجيه من خلال وسائل الاعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة ومن خلال المناهج الدراسية ومختلف مستويات التعليم العام والعالي ومن خلال المساجد والاندية والتجمعات السكانية. ولاشك في ان الانترنت قد احدث انقلابا وتفاعلا هائلا في حياة البشر وادى الى تغيير الحياة اليومية وانماط السلوك في حياة البشر كما اصبح سلاحا اعلاميا خطيرا جدا يفوق الاسلحة الحربية على مختلف انواعها واحجامها فكما ان الاسلحة تقتل النفوس وتدمر الارض فالانترنت يمكن ان يقضي على الفكر ويهدم الانسان ويزعزع الاستقرار ويقض المضاجع. واصبح المسؤولون في العالم ككل والتنفيذيون واصحاب الاعمال والمال والمشهورون يخشون الانترنت كثيرا على مستوى العالم خوفا من كشف الحقائق وما الى ذلك من امور. كما ان الاسر في المجتمعات اصبحت تخشى الانترنت على افرادها وابنائها في معظم المجتمعات خاصة المحافظة منها. ولهذا فهي تقنية وثورة هائلة في علم الاتصال والتواصل بين الشعوب والامم والافراد وحسن الاستخدام الامثل والاستفادة القصوى منها فيما ينفع ويفيد حياة البشر هو المأمول وسوء الاستخدام هو الواقع ولذا فالارتقاء بالوعي والفكر هو الهدف للوصول للمأمول ونبذ الواقع للاستخدام. ناصر بن عبدالله آل فرحان الرياض