عندما تفتح المملكة قلبها وذراعيها أمام ضيوف الرحمن الذين جاءوا من كل فج عميق ليؤدوا فريضة الحج ، فإنها بذلك تقوم بواجبها الديني الذي شرفها المولى عز وجل بأدائه ، وهيأها قيادة وحكومة وشعبا وأرضا للسهر على راحة حجاج بيت الله وأمنهم وسلامتهم. المملكة بهذا الدور التاريخي ، إنما تنطلق من ذلك الشرف الكبير ، الذي اختارت أن تؤديه بكل حب ، وتقوم عليه بكل أمانة ، وتبذل من أجله كل غالٍ .. لا ترجو إلا أن تكون على مستوى التشريف بأقدس مقدسات الإسلام باعتبارها أرض الرسالة الخالدة وموئلها الذي ينشر ضياه لكل بقاع الأرض. والمملكة، التي تأسست على التوحيد والعمل بشرع الله منذ وحدها المؤسس الملك عبد العزيز يرحمه الله وسار على نهجه أبناؤه الميامين من بعده ، حتى عهد قائدها الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله الذي آثر التشرف بخدمة الحرمين الشريفين ليكون لقباً بديلا عن أي لقب دنيوي آخر .. ليكون ذلك أبلغ تعبير عن أهمية الرسالة النبيلة التي تحملها هذه البلاد دعوةً ومنهجاً وتطبيقاً ليس فيه أي متاجرة بشعار أو استغلال في غير موضعه، كسياسة تتبعها القيادة باستمرار في مختلف الأزمنة والأصعدة. من يشاهد تلك الخدمات الهائلة .. ومن يرى هذا الحرص الكامل على راحة ضيوف الرحمن حتى يقيموا شعائرهم في يسر وراحة واطمئنان بغض النظر عن من أين أتوا وانتماءاتهم .. المعيار الوحيد هو الحرص على شعائر الله وتأديتها دون إقحام للسياسة فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ... الآية. لذا، كان المستمع للأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وهو يتفقد التجهيزات والاستعدادات لموسم هذا العام وهو يؤكد بوضوح أن مسئوليتنا "أن نتعامل مع المسلمين بشكل متوازن ولا يوجد تفضيل لأحد على آخر، وعلينا أن نمكن أي حاج من الوصول بسلام" ربما لم نجد أفضل من ذلك لنختتم. اليوم