في صبيحة كل يوم تطل علينا الصحف بمجزرة ارتكبها احد المتهورين، ضحاياها احيانا عائلة، واحياناً شباب في عمر الورد، خصوصاً هذه الايام ايام العطلة التي يجب ان تكون ايام سعادة وفرح ومتعة. سبب هذه المجازر رعونة البعض وتهوره وهو يتبختر بمركبته ويقودها بسرعة جنونية، ضارباً بعرض الحائط كل القوانين والاعراف. ولا شك في ان هناك اسبابا دعت الى هذه الرعونة والاستهتار، ويجب الوقوف عندها ومعالجتها بشفافية، واهم هذه الاسباب الاسرة التي اهملت دورها في تربية الابناء واوكلته الى الخادمة والشارع ورفاق السوء، في الوقت الذي يجب ان يكون للاب وللام دور في توجيه طاقة هذا الشاب لما فيه الخير لدينه ولمجتمعه ولنفسه، وتربيته على تحمل المسؤولية، والغريب هو ان هذه الاسرة تسمع عن الذين يرحلون عن الدنيا وهم في ريعان شبابهم بسبب طيشهم ورعونتهم ومع هذا لا يحركون ساكناً! ونسمعهم يرددون: عيال هذا الوقت من يقدر عليهم!! هذا هو التهرب من المسؤولية وهو احد اسباب كل المشاكل التي يعيشها شبابنا وشاباتنا. انها المسؤولية، وانها الامانة التي تسلمناها.. رفقاً بهؤلاء الابناء.. حافظوا عليهم، وتحملوا مسؤوليتهم، كما تحملكم الآباء والاجداد. ثم ان للحكومة دورا في ايقاف هذه الحرب التي يقودها البعض ضدهم، وما اكثر القوانين في بلدنا، وما اكثر المخالفين، فالقوانين ما لم ترتبط بالتطبيق، فهي لا شيء، وقد قيل: من امن العقوبة اساء الادب، الكاميرات الصماء اتخمت خزينة الداخلية، فانتفخ كرشها، ولكنها لم تحل المشكلة، ومن جملة المقترحات التي قد تساعد في ايقاف هذا النزف، تشكيل فرق عمل، لدراسة الاسباب اولاً ثم وضع العلاج والطرق الكفيلة لحل هذه المشكلة الحقيقية، انتشار الدوريات امر مهم خصوصاً على الطرق السريعة، قفل الباب وبشدة امام الواسطات، خصوصاً لمن يتحرك لأولئك الذين يتسببون بقتل الناس، تجريم بعض الحوادث بعقوبات قصوى كالقتل المتعمد مثلاً لمن يكسر الاشارة الحمراء او يسير بسرعة جنونية يتسبب في ازهاق ارواح الابرياء، زيادة جرعات التوعية المرورية، الاستفادة من القنوات الاعلامية المختلفة، والاتصال بالناس مباشرة للوقوف على اسباب هذه الحوادث وبيان مخاطرها، الاستفادة من خبرات بعض الدول التي مرت بهذه التجربة المريرة. واخيراً كان عشمنا ان يشعر اعضاء مجلس الامة بهذه الحوادث، التي تستنزف ثروة الوطن الحقيقية، والتي ربما كان للبعض منهم تجارب في التوسط لاحد ابناء دائرته الذين انتهكوا القانون، ولربما ساعد البعض في زيادة هذه الحوادث حينما صوت على قانون المرور بالتخفيف عن بعض العقوبات، لقد تحدثوا كثيراً عن الهدر في المال العام وعن الواسطات وعن كل شيء، الا عن شبابنا... عن جيل المستقبل.. عن كيفية وقايتهم من مخاطر المستقبل.. كيف يواجهون التحديات القاسية المقبلة.. عن شبابنا وشاباتنا.. عن ثروة الوطن الحقيقية وكيف يحافظون عليها...؟ الوطن الكويتية