عزيزي رئيس التحرير انتشرت في الآونة الأخيرة شائعات مغرضة ساهم في انتشارها انعدام الوعي لدى البعض وهذه الشائعات تساهم في بلبلة الافكار وانعدام الثقة في الأمن وغيره اردنا هنا وعبر (عزيزي رئيس التحرير) ان توضح بعض الامور حول الشائعات حتى يمكن للقارئ ان يستنير بها لمقاومة هذه الاكاذيب المغرضة. الاشاعات جزء حيوي من الحرب النفسية وهي مفتاح الى تغيير الاتجاهات وزعزعة الوحدة الفكرية والتماسك الاجتماعي. والهدف منها السيطرة على العقل والتفكير والقلب وبالتالي تحطيم الروح المعنوية التي هي مصدر القوة والثبات لدى اي مجتمع. فما هي الاشاعة؟ هي ظهور خبر من الاخبار يتسم بالاهمية والغموض وانتشاره وشيوعه بين قطاع من الناس.. فهو مهم كونه يلامس حياة الفرد سواء من النواحي الامنية او الاقتصادية او الاجتماعية وغامض لانه لا يدرى هل هو حقيقة ام خيال.. وفي القديم كانت اشهر وسيلة لترويجها هم اناس يعرفون بولعهم بتلقف غرائب الحكايات والنسج عليها وفي عصرنا وسائل الاعلام المختلفة تساهم مساهمة كبيرة في الترويج وللشائعات بقصد وبغير قصد والمتلقي غير الواعي اداة من ادواتها. وللشائعات اثارها النفسية على الفرد والمجتمع وتتلخص في: * تحطيم الروح المعنوية.. * اثارة البلبة في اوساط المجتمع وكثرة الهمس المريب.. * اشغال الاذهان عن التركيز على الاهتمامات اليومية مما يؤثر سلبا على مستوى التحصيل العلمي للابناء وعلى مستوى الانتاج العام بالنسبة لبقية قطاعات وشرائح المجتمع. والمسلم كائن متميز يمتلك عناصر الثبات وموازين مقياس الامور واساسها ميزان الكتاب والسنة، حيث يعرض المستجدات في حياته على هذين الميزانين ثم ينطلق في الحكم سلبا او ايجابا من هذه النقطة. والاشاعة كذب وفي كتاب الله (انما يفتري الكذب الذين لايؤمنون). وفي السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم (وإياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا) والاشاعة ظن وفي كتاب الله (ان بعض الظن اثم) والاشاعة تتصدرها كلمة يقولون وفي كتاب الله (كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الاكذبا). وعليه وجب على المسلم وجوبا ان لا ينقل الشائعة ولا يساهم في نشرها ولا يبني عليها حكما شرعيا فهي كالرؤيا التي من الشيطان يستعيذ بالله منها فانها لا تضره. ولكي ندفع الشائعات ونتغلب على آثارها علينا ان يكون لدينا: * الثقة بالله عز وجل والاعتماد عليه والاعتصام به والتوكل عليه في كل امر.. * تعميق الايمان بعقيدة القضاء والقدر في النفس وان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطاك لم يكن ليصيبك.. * عدم ترديد الاشاعة والانشغال بما هو اهم فان من حسن اسلام المرء تركة ما لا يعنيه. * التحرز من الوقوع تحت طائلة الاثم الشرعي الناتج عن نقل الاشاعة. * توعية افراد المجتمع بعضهم بعضا بان الاشاعة لا يلتفت اليها ولا يبني عليها نتيجة. * تطويق الاشاعة بالتماسك الاجتماعي والثقة المتبادلة وحسن الظن. * رصد الشائعات وتحويلها الى جهاز خاص.. لنتذكر جميعا ان سؤالنا لغير المختصين عن الاشاعة وسيلة من وسائل نشرها. * ان الخبر اذا لم يكن موثقا من جهة مختصة فهو اشاعة. * ان من الطمأنينة ان نحرر انفسنا من شرك الاشاعة والتعلق بها. * ان الصلة الوثيقة بين القمة والقاعدة تقطع الطريق على كل محاولات الدخول بين الطرفين. @ @ سعد بن عبدالله الحارثي الدمام