الكل يعلم أن صناعة البرمجيات تسير بسرعة كبيرة جدا، والتطورات فيها لا تنتهي على الإطلاق، حتى أثناء كتابة هذه السطور. والملفت حينما يتعلق الأمر بصناعة البرمجيات، أن هنالك اهتماماً كبيراً من قبل المطورين بأهمية النظام التشغيلي في عملية تطوير البرمجيات والتطبيقات. وتشكل التطبيقات التي يتم استخدامها ضمن بيئة النظام التشغيلي الأساس وحجر الزاوية بالنسبة للمستخدمين في المنزل أو بيئة العمل. أما بالنسبة للمطورين الذين يعكفون على تطوير التطبيقات وخدمات الويب الإلكترونية يشكل النظام الوسيط الجهاز الخادم الخاص بالتطبيقات، وأدلة البرمجيات المختلفة، وغيرها محور التركيز الأساسي في عملية التطوير، وليس النظام التشغيلي. وأما المسؤولون عن تقنية البيانات داخل المؤسسة والأشخاص المسؤولون عن إدارة الشبكة هم الذين ينبغي أن ينتبهوا إلى النظام التشغيلي ويقلقوا بشأنه، وهم الأشخاص الذين يتناولون قضايا توافرية النظام، ودرجة أمن البيانات فيه، وقدرته على الترقية إلى التطبيقات الجديدة، أي إمكانية نمو النظام دون أي تعقيدات. وعلى المطورين في الشرق الأوسط أن لا ينشغلوا كثيرا بالنظام التشغيلي، بل التركيز على ما هو أعلى واصطلح على تسميته ببيئة توليد الخدمات. ونتيجة لهذا التحول غير المسبوق من المنتجات البرمجية الجاهزة إلى الخدمات الإلكترونية المباشرة عبر الإنترنت، بدأت قوانين اللعبة تتخذ طريقا جديدا تماما. ففي السابق، كان المطورون يحاولون بيع الملايين من نسخ البرامج الجاهزة، والتي من الممكن استخدامها من قبل شخص واحد بوساطة كمبيوتر واحد فقط. أما الآن فقد اختلفت الصورة، إذ يكمن التحدي الذي يواجه المطورين في إمكانيتهم بتطوير جانب معين من تطبيق ما، ومن ثم طرحه لخدمة الملايين من المستخدمين عبر الإنترنت. من الشركات التي تقدم تقنيات ذات بيئة مفتوحة، يمكن للمطورين الاعتماد عليها، دون الحاجة للاعتماد على الملحقات البرمجية التي تتمتع بحماية الملكية التي قد يؤدي استخدامها إلى حدوث مشاكل وتعقيدات لا داعي لها إطلاقا.