اشتقت القطيف اسمها من (القطف) الذي يعني لغويا قطع الثمار او قطفها كدلالة شفافة على طبيعتها الخضراء المستلقية على شريط ساحلي منذ آلاف السنين ويطلق اسم القطيف بتركيز اكثر على المدينة للأم بوصفها الامتداد التاريخي للمركز الاداري للقطيف كما يطلق ايضا على عامة المنطقة التي تحتضن المدن والقرى والهجر المتصلة بالمدينة جغرافيا واداريا. وفيما مضى من الزمن كانت القطيف واحدة من الحواضر الرئيسية الثلاث في بلاد البحرين القديمة (جزيرة اوال وهجر والخط) الممتدة من كاظمة شمالا حتى حدود عمان جنوبا وكان اسمها القديم هو (الخط) وفي تتبع المؤرخين للوجود الحضاري في منطقة الخليج العربي اشارة الى القطيف تقع في مقدمة الحواضر التي عرفتها منطقة الخليج العربي عامة. وقد وصفها ياقوت الحموي فيقول الخط ارض تنسب اليها الرماح الخطية ومن قرى الخط القطيف والعقير وقطر والخط خط عبدالقيس بالبحرين وهو كثير النخل وقد زارها ابن بطوطة وذكر انها مدينة ذات نخل كثير وقد شهدت ارض القطف حضارات عدة ومختلفة منها حضارات الجرهائيين والكلدانيين والكنعانيين والفينيقيين والدلمونيين حيث كانت القطيف حاضرة ذات شأن كبير. وتتكون القطيف جغرافيا من مجموعة واحات نخيل متقاربة وجزيرة واحدة بمحاذاة قوس بحري ينطلق من مدينة الدمام جنوبا حتى محافظة رأس تنورة شمالا بطول 18 ميلا وعرض يصل الى ثلاثة اميال في بعض اجزائه. ويبعد وسط مدينة القطيف عن وسط مدينة الدمام بحوالي عشرين كيلومترا على خط الطول 50 ودائرة العرض 26.32. وبحكم موقع القطيف على الساحل وبمحاذاة الصحراء ووسط غابات النخيل تشكلت شخصيتها الجغرافية من امتزاج هذه العناصر الثلاثة منذ سحيق الزمن ومع ان التنمية بسطت العمران في كل انحائها الا ان العناصر الثلاثة لاتزال هي الملامح الرئيسية لشخصية القطيف الجغرافية. وتصل المساحة العمرانية الى 2972 هكتارا وتشمل هذه المساحة 25 مدينة وقرية تأتي مدينة القطيف في المقدمة بمساحة تقدر ب856 هكتارا تليها مدينة سيهات بمساحة 561 هكتارا ثم مدينة صفوى بمساحة 336 هكتارا بينما تأتي قرية الزور في النهاية بمساحة 5 هكتارات فقط وقبلها قرية البحاري بمساحة 7 هكتارات وقبلهما قرية حلة محيش بمساحة 10 هكتارات فقط. ويشير المؤرخ محمد بن سعيد المسلم الى ماضي القطيف التاريخي بقوله : القطيف مدينة ساحلية وميناء مهم في الوقت نفسه فالميناء يستقطب النشاط التجاري والحضارات جميعها في الغالب تنشأ ضفاف الانهار وشواطئ البحار فأغلب المدن تؤسس على شواطئ البحار لاسيما اذا كانت على ملتقى الطرق التجارية حيث يستقطب النشاط التجاري وتتمازج ثقافتها وشعوبها مع الثقافات والشعوب التي تتصل بها فكانت منطقة الخليج تعد بوابة الشرق والغرب في الزمن القديم ولذلك استقطب الخليج حركة تجارية في شرق الجزيرة العربية وقد تدفقت عليها اجناس سامية كالسوماريين الذين انشأوا الحضارة الدلمونية وكانت مدينة القطيف عاصمة اقليم البحرين في ادوار مختلفة ففي القرن الاول والثالث والتاسع كانت عاصمته وأزهي مدنه. موقع القطيف الجغرافي ووفرة انتاجها الزراعي جعلا منها مركزا تجاريا مهما فكانت محط الانظار كمصدر للمواد الغذائية مما نشط حركة الاستيراد والتصدير فيها كما اشتهرت بالاضافة الى ذلك بتجارة التوابل والعطور التي كانت تصدر من موانئ القطيفوتاروت ودارين الى عدد كبير من دول العالم القديم والى هذا الاقليم كانت القوافل تتجه من قلب الجزيرة مارة بالدهناء تنقل شتى البضائع التي اشتهرت بها المنطقة كتمر هجر ومسك دارين وثياب الظهران ورماح الخط وغير ذلك من السلع التي كانت تنتجها او ترد عن طريقها. معالم تحتفظ محافظة القطيف بتراث قديم يمثل علامات معالم مهمة واثارا مميزة يقصدها اخصائيو الاثار والزوار من انحاء المملكة ودول الخليج وتتركز هذه المعالم في مناطق النشاط البشري في الواحة. ومن هذه المعالم والآثار: قلعة القطيف بدأت القطيف كموطن استيطاني صغير على شاطئ الخليج العربي ومع مرور الايام سورت حاضرتها (القلعة) بسور سمكه نحو مترين وارتفاعه نحو تسعة امتار وكانت له ابراج شاهقة مستديرة الشكل يبلغ عددها احد عشر برجا وقد شكل ذلك السور اول حي من احياء القطيف اطلق عليه اسم القلعة وتدل الكتابات التي كانت محفورة على اجزاء من حجارة على انه بني في القرن العاشر الهجري بينما يبدو انه اسس قبل هذا التاريخ بزمن بعيد. وكان للقلعة اربعة ابواب تفتح في النهار وتغلق في الليل وهي باب الشرق ويسمى (دروازة البحر) وباب الجنوب ويسمى (دروازة السوق) باب الغرب ويسمى (دروازة الشمال) وباب الشمال الذي يصلها بالكوت وهو الحصن الصغير. والقلعة بشكلها البيضاوي كانت تنقسم الى احياء يسمى الحي الواحد منها (فريق) اي حارة. وقد قامت بلدية محافظة القطيف بنزع ملكية بعض بيوت القلعة وسورتها استعدادا لتحويلها الى معلم ومتحف تراثي مفتوح. سوق الخميس يعد سوق الخميس الشعبي معلما من معالم مدينة القطيف حيث يقع غربي المدينة على شارع الملك فيصل ويتردد عليه كثير من مواطني المنطقة الشرقية, ومواطني مملكة البحرين خاصة بعد افتتاح جسر الملك فهد. وقد استمد السوق اسمه من اليوم الذي يقام فيه وهو من الاسواق القديمة حيث يجتمع عدد كبير من الباعة والتجار من داخل الواحة وخارجها لعرض اصناف متعددة من البضائع والسلع المصنعة محليا منها والمستوردة. وقد تكفلت البلدية برعاية نشاط هذا السوق وخصصت له موقعا تجاريا متميزا غربي المدينة بمحاذاة شارع الملك فيصل ونفذت مشروع تسوير وانشاء مظلات وارصفة ومباسط للباعة بهدف تنظيمه تنظيما متكاملا والرفع من مستوى الخدمة في هذا السوق الشعبي المميز. العيون الجوفية اشتهرت واحة القطيف بعيونها الجوفية الكثيرة حيث يقترب عدد هذه العيون من 200 عين تتوزع على مدن وقرى الواحة ومن العيون ما قل ماؤها ومنها مازال جاريا بشكل طبيعي وقد احتفظت هذه العيون باسماء خاصة بها تبعا للمواقع الموجودة فيها مثل عين الربيانة وعين المصونة عين المنصوري وعين الطيبة وعين المحارق وعين الديسمية وعين اللبنانية وعين الزارة وعين الخضيرة وعين الدبابية وعين الشويكة وعين ميالة وغيرها من العيون المنتشرة في انحاء الواحة. قلعة تاروت وقلعة دارين تعتبر قلعة تاروت اهم ما يميز الجزيرة حاليا وتقع القلعة في موقع اثري يعود الى الالف الثالث قبل الميلاد. وفي دارين معلم تراثي هو قصر الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني (احد تجار اللؤلؤ المشهورين في الخليج) ولعل الاهمية التاريخية لهذا المعلم التراثي لا تكمن في المبنى نفسه بل في التل الذي يحتضن المبنى حيث عثر بجانبه على مسكوكات فضية يعود تاريخها الى فترة فجر الاسلام. مقابر جاوان: عين الصدرية: عين الكعيبي: الكورنيش: القرى القديمة: تشير الاحصائيات الميدانية الدقيقة الى ان قطاع التشجير والتجميل قد شهد قفزات حقيقية في محافظة القطيف مدنها وقراها وتؤكد الارقام التي تتطور عاما بعد عام ان الجهود التي تبذلها الامانة ممثلة في بلدية محافظة القطيف تؤتي ثمارها المرجوة في شوارع وميادين وحدائق المحافظة بصورة عامة مما جعل القطيف من اجمل مدن المملكة بصورة عامة. لقد تحملت البلدية مسئولية الوصول الى نتائج ميدانية تليق بمحافظة ذات عمق زراعي متميز وكثفت جهودها لتشغل المسطحات الخضراء والاشجار حيزا مهما من المناطق العمرانية وليس فقط المحاذية للرقعة الزراعية. اولا: المسطحات الخضراء وعلى هذا الاساس تطورت مساحات المسطحات الخضراء في مدن المحافظة وقراها ووصل عام 1422ه الى تسعمائة واربعين الف متر مربع بعد ان كان عام 1410ه مائة وخمسة وسبعين الف متر مربع فقط. ثانيا: الاشجار والشجيرات خلال السنوات الماضية تم تشجير معظم المخططات الجديدة بالاشجار والشجيرات حتى بلغ عددها عام 1422ه في جميع المحافظة 79800 شجرة وهو مايعادل ستة اضعاف العدد عام 1410ه الذي كان 13780 شجرة فقط كما بلغ اجمالي اطوال الشوارع في عام 1422ه 51.000 م.ط. ثالثا: شبكات الري نتيجة لزيادة الرقعة الخضراء وزيادة عدد الاشجار بكامل المدينة فقد تم تجهيز المسطحات والاشجار بشبكات ري حديثة اتوماتيكية ونصف اوتوماتيكية باطول تزيد على 11 كم طوليا حتى عام 1422ه وعلى سبيل المثال هناك شارع القدس وشارع الرياض وشارع الملك فيصل وشارع احد وشارع الخليج العربي.. الخ. بينما كانت تلك المسطحات والاشجار في عام 1410ه تروى عن طريق (التناكر) والبعض عن طريق شبكات ري عادية. رابعا: الحدائق والميادين العامة نتيجة للتوسع العمراني الذي تشهده المحافظة فقد تم انشاء حدائق جديدة بالمحافظة حتى بلغ اجمالي عدد الحدائق عام 1422ه 63 حديقة كما تم انشاء معظم تلك الحدائق خلال السنوات الاربع الماضية وعلى مساحات مناسبة وكان معظمها في المخططات الجديدة التي كانت بحاجة الى تلك الحدائق للترفيه عن سكانها ومن امثلتها : حديقتان في مخطط 19 وحديقتان في المنطقة الخامسة وحديقة المنتزه وحدائق ارامكو وحديقة القدس بينما كان عدد الحدائق في عام 1410ه 20 حديقة فقط وعلى مساحات صغيرة ويجري العمل حاليا على زراعة 6 حدائق في عدد من مدن المحافظة. خامسا: الآبار نتيجة ايضا لزيادة الرقعة الخضراء والاشجار والميادين العامة بالمحافظة فقد عمدت البلدية لحفر آبار تلك المواقع حيث بلغ عدد الآبار 29 بئرا حتى عام 1422ه بينما في عام 1410ه لم يتجاوز عدد الآبار 10 آبار فقط وتم حاليا حفر 6 آبار ارتوازية حديثة. سادسا: النخيل البلدي خلال السنوات الاخيرة اعتمدت امانة مدينة الدمام خطة لزراعة النخيل البلدية في كافة المواقع الرئيسية والحدائق والميادين وبلغ اجمالي عدد النخيل 1700 نخلة حتى عام 1422ه بينما لم يصل عدد النخيل في عام 1410ه الى 80 نخلة. سابعا: الاسيجة نتيجة لزيادة الرقعة الخضراء والحدائق والتشجير فقد تمت زراعة الاسيجة بجميع المواقع المناسبة مثل الحدائق والشوارع الرئيسية والكورنيش حاليا حتى بلغ اجمالي اطوال الاسيجة 40.000م.ط حتى عام 1422ه بينما لم تتجاوز اطوال الاسيجة 10.000م.ط في عام 1410ه. ثامنا: الزهور المعمرة والحولية عمدت بلدية محافظة القطيف الى زراعة الزهور المعمرة والحولية بمشتلها الخاص لتوفير جميع احتياجاتها من الزهور للشوارع والميادين العامة والحدائق حتى بلغ اجمالي الزهور الحولية في عام 1422ه 900.000 شتلة بينما لم يتجاوز عدد الشتلات 400.000 في عام 1410ه.