حتى وان تحولت اللجنة الهندسية الاستشارية الى هيئة هندسية (مهنية)، لايزال الشعور عند الكثير بان الهيئة سوف لن تقدم الكثير للمهندسين والفنيين وطلاب الهندسة وانها لن تلبي طموحات ورغبات الفئة المحسوبة على المجتمع طالما انها مرتبطة بجهة حكومية (وزارة التجارة). هموم المهنة كبيرة وربما معقدة بعض الشيء فالامر لايقتصر على دفع رسوم سنوية واجتياز امتحانات مهنية او دورات تأهيلية. للاسف نحن في مفترق طرق ومنعطف لم تحدد حساباته، فالصفوة من المهندسين (من الجيل السابق نوعا ما) قد يئست وملت من طبيعة الممارسات الهندسية الشائعة فيما مضى وقد تحول البعض منهم الى تجار عقار واصحاب منشآت تجارية، بعد ان فقد الامل في الهيئة وغير الهيئة! وجيل المهندسين الشباب صدم هو الآخر باشكالية الاحباط السائد لدى الآباء والاعمام والاقارب ان صح التعبير! هل الكليات والجامعات قامت بتوجيههم وحسب المتطلبات المتغيرة لسوق العمل وهل كان هناك تغير واضح في عقلية ومهارات مهندس اليوم عن زميلة الذي تخرج منذ 30 عاما سواء من جامعة الملك فهد (نبارك لها اليوبيل الفضذهبي) او جامعة الملك سعود. في رأيي يجب اعادة النظر في هيكلة التعليم والتدريب والتأهيل الهندسي من ناحية خلق وايجاد انتماء مهني وولاء حقيقي لمهنة الهندسة. وان كانت الهيئة السعودية للمهندسين ستدار بعقلية الادارة الحكومية التقليدية فاننا حتما سنواجهه المأزق نفسه وان لم يكن اكبر. التحديات كبيرة والكفاءات الهندسية المتميزة بدأت بالرحيل ومن منطلق.. الهندسة ما تأكل عيش... دور لك مهنة تنفعك.. وهكذا! ولا يبقى الا حرف (الميم) للذكرى وربما الذكرى والحسرة معا! والله الموفق.