منذ القرن التاسع عشر وتحت تأثير الفلسفات الغربية نمت فكرة الانتماء الغربي للعلوم وقع ضحية هذه الفكرة عدد من كبار العلماء ولايزال تأثيرها ملموسا الى الآن وقد تأثر علماء وفلاسفة المسلمين بالآراء العلمية من الحضارات السابقة ولم يعرف الغرب هذه الأفكار والآراء وظلت أوروبا في ظلام دامس لا تعرف التفكير العلمي طيلة قرون وتأثرت بعد ذلك بأفكار العرب والمسلمين وهم في عصر نهضتهم الكبرى وازدهارها مما يشكل علينا نحن المسلمين ان نعيد مجد نهضتنا العلمية واعادة الهوية العربية والاسلامية للعلوم عن طريق المؤسسات العلمية والتربوية التي تبحث في تاريخ العلوم فعلى الصعيد العلمي الباحث في تاريخ العلوم العربية الاسلامية يجد نفسه مدفوعا لأن يكون ملما بالمادة العلمية التي يبحث في تاريخها ويستوعب التطورات الأساسية لهذه المادة وعلى الصعيد التربوي فتدريس أي مقرر يكون عملية تلقين جافة اذا لم يفهم اصل المادة التي هو بصدد تعلمها وكيف تطورت النظريات والدوافع التي أدت اليه على الشكل العصري اما على الصعيد الثقافي العربي فان دراسة تطور الفكر الرياضي والبحث في المخطوطات والنصوص الأصلية تساعد على استعادة القاموس العلمي الأصيل وهو قاموس غني واكثر تعبيرا ودلالة من القاموس المترجم كما تساعد على اعادة الاعتبار الى العلم كجزء من تاريخ هذه الأمة العظيمة ومن خلال المراكز المتخصصة نصل إلى الإسهام في جمع ودراسة ونشر تراثنا العلمي ودراسة مصادره وانعكاساته العالمية.