الحج من الشرائع القديمة .. كالعمرة فما من نبي من الأنبياء أو رسول من الرسل، إلا حج البيت الحرام، الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً عبادة الله وتقرباً إليه. والحج من أفضل الاعمال واقرب القربات، التي يؤديها المسلم لخالقه بعد الصلاة، فيجب أن يكون بمال حلال، والمؤدي له غير مطالب بدين وعليه أن يخلص النية لله عز وجل، وأن يكون مستطيعاً، يملك الزاد والراحلة، ويترك لأهله نفقتهم حتى يعود .. فالحج على (من استطاع إليه سبيلا) وحينئذ يكون حجه مبروراً بإذن الله يكفر عنه جميع ذنوبه فيخرج منها كيوم ولدته أمه. بلا ذنب كما يخرج الطفل بالولادة قال صلى الله عليه وسلم من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) متفق عليه. ومعنى لم يرفث: أي لم يخاطب زوجته فيما يتعلق بالجماع ومعنى لم يفسق: أي لم يات بسيئة ولا معصية . والحج فرض عين على كل مسلم ومسلمة، (متى ما توفرت الشروط المطلوبة) لا خلاف في ذلك بين المسلمين جميعاً ويجب في العمر، مرة واحدة لما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(يا أيها الناس إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو قلت نعم لو جبت، ولما استطعتم) ثم قال (ذروني ما تركتكم) وإن المسلم الذي اكتملت في حقه شروط الحج، يجب عليه الاتيان بهذه الفريضة فوراً، وليس له التأخير، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (من أراد فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة، وتعرض الحاجة) رواه ابن ماجه. وقال عليه الصلاة والسلام :(تعجلوا إلى الحج، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) فعلى أولئك القادرين على اداء هذه الفريضة ولم يسبق لهم أداءها .. عليهم التعجل في الحج وأسأل الله أن يجعله حجاً مبروراً.