عزيزي رئيس التحرير أتطرق هنا لعدة أسئلة وأتمنى الإجابة عليها من قبل المسئولين فهذه القضية التي أتطرق إليها يعاني منها الآلاف من الخريجات الجامعيات وغيرهن. وأبدأ هنا بسؤال هو: ما سبب التأخير في توظيف الخريجات والذي يمتد لسنوات قد تصل إلى العشر وأكثر؟ هل ذلك بسبب عدم وجود احصائيات وجداول تحدد المناطق السكنية للخريجات مما يدفع الفتيات إلى الغربة في أماكن بعيدة دون محارم مما يضطرهن أحيانا عدم القبول في انتظار فرصة أخرى. هل اكتفت المدارس بالتخصصات؟ من وجهة نظري أرى أن تأخير التوظيف بالنسبة لنا يعود لأسباب يعرفها الجميع ومنها الواسطة تلك التي تدفع لقرارات توظيف لمن يملكونها فيما تتأخر الباقيات. ومنها أيضا عدم اتخاذ القرار الحازم للمدارس الخاصة بتوظيف السعوديات بدلا من غير السعوديات لتطبيق قرار السعودة في الوظائف النسائية. ذلك القرار الذي نام في أدراج المسئولين الذين لا يعلمون عدد الخريجات قعيدات في منازلهن ينتظرن الوظيفة أية وظيفة؟ أيضا أين تطبيق قرار التقاعد المبكر لإعطاء المجال للخريجات ولماذا لم ينفذ ولماذا لا يكون إجباريا.. فماذا تفعل المعلمة بأكثر من (25) سنة عمل؟ فهل هناك مخزون لديها في العطاء والاستمرار؟ ماذا ستفعل الطالبة مع معلمة لثلاثة أرباع الحصة منهكة ومتعبة. أطالب أنا وجميع الخريجات بتطبيق هذه القرارات وأولها التقاعد المبكر الإجباري ثانيها السعودية للوظائف النسائية . عزيزي رئيس التحرير ماذا تفعل الخريجة حينما تتخرج وتجلس لأعوام؟ ماذا يحدث لمعلوماتها وثقافتها التي حصلت عليها أثناء الدراسة وأثناء التطبيق العملي الفعلي في المدارس.. هل يذهب ذلك أدراج الرياح ويكون هباء منثورا مثله كمثل التراب. أين الفائدة هنا؟. ولماذا تطوى فرحتنا بالتخرج؟ عزيزي رئيس التحرير أكتب إليكم هذه الرؤى وتلك الأسئلة لمعاناتي وأخواتي (أنا أكبرهن) فمنذ تخرجي وأنا أبحث في ارجاء الوطن عن وظيفة تحفظ ماء وجهي. .. مررت بعدة مدارس أهلية لكن دون جدوى.. دائما على قائمة الانتظار.. اتجهت لمكان آخر ألا وهو البنوك ذات الأقسام النسائية وفي كل بنك عملت المقابلات لكن دون جدوى.. وفي النهاية جاء الفرج وفتحت الأبواب لي حينما علمت أن هناك وظائف شاغرة في بنك حديث الإنشاء وقدمت الأوراق المطلوبة وبدئ الامتحان الشفهي والتحريري وبعد الانتهاء والمتابعة معهم بين الحين والآخر كنت رابع المتسابقات وبالفعل قبلت لكن جاءني اتصال من المدير يعتذر مني قائلا أن أي بنك يفخر بتوظيف إنسانة مثلك نشيطة وإن شاء الله لك مستقبل آخر في الأيام القادمة معنا أو مع بنك آخر. وختم عباراته (الجيات أكثر من الرايحات) وإن شاء الله يوفقك في عمل آخر بذلك الخبر صدمت صدمة كبيرة كيف؟ وحينما استعلمت عن ذلك علمت بأن من حصلت على الوظيفة لم تستمر في العمل إلا شهرين, وبعد ذلك بسنتين وجدت مرحلة أخرى قد تنقلني أنا وأخواتي وهي التسجيل لدى الرئاسة العامة لتعليم البنات بمنطقة الأحساء وذهبنا وحملنا الملفات في أيدينا وكتبنا خطابنا نلمس به أحساس المدير العام كان تسجيلا على بند محو الأمية وعند وضعناالملفات في قسم الرجال تفضل السكرتير لمكتب المدير بإعطائي رقما ليس رقما للملف بل رقم هاتف الرئاسة للمراجعة وبين الحين والآخر اتصل اونذهب أجد نفس الشيئ. نجده يطلق شعاراته إذا لم نخدم بنات الوطن من نخدم وأنت بدور ابنتي كل بنات الوطن بناتنا وبعد فترة طالت شهورا وأسابيع وذلك لسبب مرض أمي جعلنا ننسى الاتصال ولفترة ليست طويلة جدا المهم حاولت الاتصال مجددا لأرى النتائج ورد علي أحد الموجودين لا أعلم ما هية وظيفته وفاجأني بمفاجأة لا تسر أحدا أن ملفاتنا طلب المدير أن يتخلص منها هذا التصرف شلني عن التفكير كيف يفعل ذلك هل يستحق المنصب الإداري الذي هو فيه وهل تصدقوني أذا قلت لكم بأن الموظف العادي تأثر بالخطاب الموجود ولم يفعل كما أمره المدير وجعلها لديه عند المراجعة لكني علمت بأن لا مجال في الحصول على وظيفة وحتى أن كانت بسيطة الأجر مع العلم بوجود مدارس حكومية تستغيث وتئن من عدم وجود المعلمات ولدي عدد كبير منها بالأرقام والاسماء. وكلما سمعنا عن تسجيل تسارعنا لها ليس بالخطوات بل بالأقدام وآخر تسجيل كان في الخدمة المدنية بالمنطقة وكيف علمنا من خلال جريدتكم الغراء حينما وضع جدولا بذلك وعند ذهابنا في اليوم المحدد وجدنا العكس سحبت الجداول ووضعت بدلا منها عزيزي رئيس التحرير كل ما أتمناه أن يسمع استغاثتي أنا وأمي أوخواتي ولاة الأمر من المسئولين وينظرون في معاناتنا التي لا زالت قائمة وكل أملنا في رب العالمين سبحانه وتعالى الله الذي هو أكبر من الواسطة التي يلجأون لها في كثير من معاملاتهم.. هذه معاناتي وهناك معاناة أخرى لغير معاناة خريجة تخرجت وليس لديها فتات الخبز لكي يأكل أهل منزلها مع أن والدها كفيف من ينظر لحالها من يحس بها استغاثة وأرجو أن تغيثونا جميعا وليس على حزن. في الختام: نتمنى أنا وأخواتي الحصول على وظيفة في منطقة سكننا وتكون على السلم الوظيفي أي ليس بعد فترة بسيطة يستغنون عن خدماتنا ولا يهم وأملنا في الله وعزيزي رئيس التحرير الذي هو لنا الأخ والأستاذ الفاضل والأب المفقود وأناشدك وتناشد أخواتي بتبني هذه المعاناة وإيصالها لكل مسئول في البلاد والله يعلم بمدى الحاجة للوظيفة خلال هذه الأيام التي تأزمت بسبب صعوبات الحياة وقساوتها. لك الشكر والعرفان والامتنان.. @@ ابنتكم عبير أحمد بنت الأحساء (الواحة)