بدأت الولاياتالمتحدة في هدوء ولكن بمثابرة في بناء تحالف عسكري دولي لمواجهة الرئيس العراقي صدام حسين حيث انضم إليها في الأسابيع الأخيرة حلفاء كانوا مترددين في الماضي. فعلى سبيل المثال فان كندا التي عبرت قبل بضعة شهور عن شكوكها إزاء الاشتراك في حرب تقودها الولاياتالمتحدة ضد العراق، غيرت رأيها بعد صدور قرار بالإجماع عن مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي يأمر الرئيس العراقي بنزع أسلحته. وفي الوقت الذي يقوم فيه مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة بمواصلة اعمالهم لأول مرة منذ أربع سنوات، بدأ المزيد من الدول في التحدث علنا عن دعمهم لعمل عسكري ضد العراق في حال فشل مهمة التفتيش. فبالإضافة إلى الحلفاء الأوفياء كبريطانيا وأستراليا فإن اللائحة الدولية التي وافقت على تقديم مساعدة للحملة العسكرية ضد العراق توسعت الآن لتشمل تركيا، جارة العراق الشمالية، إيطاليا، إسبانيا، الدانمارك والبرتغال ودولاً عربية . ويقول مايكل دونوفان، المحلل في المركز الخاص للمعلومات الدفاعية لوكالة الاسيوشيتد برس، عندما استثمرت إدارة بوش في عمليات التفتيش وقررت اللجوء إلى الأممالمتحدة، كان هذا ما أحبت سماعه مثل هذه الدول. وأضاف، لم تكن هذه الدول تشعر بالضرورة أن صدام يستحق فرصة أخرى، بل إن عمليات التفتيش كانت غطاءً سياسياً احتاجوا إليه لتقديم الدعم لعملية كهذه ولكن في هدوء. وتبدو بعض الدول الطامحة في عضوية حلف شمالي الأطلسي (الناتو) مثل رومانيا وبلغاريا تواقة لتقديم المساعدة هي الاخرى. وعلى الرغم من تحفظ ألمانيا وفرنسا فإن دول حلف شمالي الأطلسي الباقية تبحث في إمكانية المساعدة في أي حملة عسكرية على العراق من خلال دور داعم. ويقول المحللون إن ذهاب بوش إلى الأممالمتحدة كان بسبب رغبته في جعل الحرب على العراق تكتسب صفة دولية. ويرى مايكل أوهانلون من مؤسسة بروكنغز، إن ذلك يعني أنه حتى لو لم نحصل على قرار ثان من مجلس الأمن الدولي (يخول استخدام القوة) فإننا سنظل في وضع أفضل. أعتقد أننا سنحصل على تحالف جيد. قال بوش ومسؤولون آخرون أنهم يرحبون بمساعدة عسكرية وغيرها من الخارج مشيرين إلى أكثر من 90 دولة تساعد في الحملة على الإرهاب. ولكنهم قالوا مراراً أنهم لن يسمحوا لشركاء الولاياتالمتحدة في التحالف تغيير خططها. وقد اتصلت الإدارة الأميركية بحوالي 50 دولة تسألها رغبتها في المساعدة في عمل عسكري ضد العراق، حسبما ذكر وزير الدفاع الأميركي، دونالد رامسفلد الشهر الماضي. وقال الوزير إن بعض هذه الدول ذكر أنه سيقدم الكثير من المساعدة والبعض الآخر قال إنه سيقدم القليل. كذلك تقول المصادر إن السبب وراء تنامي التحالف هو أن هذه الدول تدرك جيداً أن الولاياتالمتحدة لديها القدرة العسكرية على الاطاحة بالرئيس العراقي. ويقول نايل جاردينر، عضو زائر في مؤسسة كونزيرفاتف هريتيج فاوند يشن إن هناك قبولا دوليا متناميا بأن الحرب مع العراق حتمية. وتريد معظم البلدان أن تظهر بمظهر الداعم للجانب الذي سيربح الحرب.