الموقف واضح.. هناك سيطرة من القوات الامريكية والبريطانية على الجبهة الجنوبية خاصة مدينة ام قصر التي اعلنت القوات البريطانية انهاء المقاومة النظامية والشعبية فيها.. اما عن البصرة فما زالت دفاعاتها تقاوم القوات الامريكية وتلحق خسائر فيها كذلك الفاو.. وفي مدينة الناصرية لاحظنا انها ضربت على مدار يومين بالمدفعية في محاولة لفتح طريق جديد للقوات الامريكية غرب الفرات وذلك بواسطة الفرقة الثالثة والفوج الاول فرسان مدرع بعد ان نجحوا في السيطرة على احد الجسور في المدينة الاستراتيجية التي تقع على نهر الفرات ومنه تستمد اهميتها.. ان الفرقة الاولى المشاة بحرية مع القوات البريطانية استطاعت ان تزحزح القوات العراقية من اطراف الناصرية واجبرتها على الانتقال لمواقع اخرى.. وتتركز استراتيجية القوات الامريكية على فتح محورين شرق وغرب الفرات بواسطة قوات فرقتين للوصول إلى بغداد التي سوف تواجه مقاومة شديدة من القوات العراقية ويضيف ان الطبيعة تدخلت لوقف سير العمليات العسكرية وتقدم القوات نحو بغداد بعد العواصف الرملية التي تعرض لها العراق مما اثر على المدرعات والدبابات وباقي القوات خاصة القوات الجوية ونقل القوات المحمولة جواً من الفرقة 101 التي قل دورها بسبب مشاكل العاصفة الرملية التي ادت إلى فقد طائرتي هليكوبتر. ان الايام القادمة سوف تشهد بدء العمليات العسكرية الحقيقية بين قوات الحرس الجمهوري والقوات الامريكية البريطانية ويستشهد بالمعارك التي دارت امس الاول بين احدى فرق المدنية العراقية التي تدافع عن كربلاء والقوات الامريكية التي اوقعت خسائر كبيرة من الجانبين ويتوقع ان تركز القوات الامريكية في المستقبل على عمليات القصف الجوي بعد انتهاء العاصفة الرملية حتى تتمكن من مواصلة قواتها وتقدمها. وقد تغيرت الخطط الامريكية التي كانت تركز على الجبهة الشمالية.. الا انها تغيرت الان بعد قيامها بسحب الفرقتين اللتين كانتا في تركيا وانتقلتا بحراً إلى الجنوب العراقي.. مما افقد القوات الامريكية ضربة رئيسية ستؤثر على سير العمليات وتخطف الضغط على القوات العراقية في الشمال وسيلقي العبء على القوات الخاصة في الشمال والتي اندمجت مع الاكراد مع القيام ببعض العمليات التأمينية.. وحول اخطاء القوات بعد 6 ايام من العمليات قال ان الطائرات الامريكية تفتقد لشفرة التعارف مع بطارية الباتريوت مما ادى إلى قصف طائرة امريكية اف 16 لاحدى البطاريات. ان القوات العراقية تقابل في ظروف معينة حيث لا يوجد غطاء جوي لصالح القوات البرية التي من المفترض ان تقوم بالمناورة والهجمات المضادة.. واصبحت كل العمليات ثابتة وان هذه القوات تعتمد على تنشيط الكمائن والعمل خلف خطوط العدو مع وجود سيادة جوية امريكية بريطانية ويؤكد اللواء الهواري ان القوات الثابتة على المدى الطويل ستنهار حيث يسهل اختراقها بفعل الاسلحة التكنولوجية الحديثة وضعف الامدادات وتعويض الخسائر ويوضح ان كثرة تشكيلات القوات العراقية إلى قوات حرس جمهوري ونظامية وقوات بعثية وغيره لا تشكل عنصر ضعف فكل فرع اهدافه وادواره المكلف بها التنسيق بينهم. ان المدن لا تسقط الا بالسيطرة الكاملة والقضاء تماماً على أي مقاومة داخلها وهذا لم يحدث في الحرب الحالية سوى في مدينة ام قصر التي سيطرت عليها القوات البريطانية بعد 6 ايام من القتال. *خبير استراتيجي