اكد خبراء عسكريون باكستانيون ان التدخل الذي تقوده الولاياتالمتحدة في العراق يمكن ان يواجه حرب عصابات دموية تشبه الفخ الذي وقع فيه الاتحاد السوفياتي في افغانستان. واشارالمحلل في شؤون الدفاع الجنرال المتقاعد طلعت مسعود ان الاميركيين يمكن ان يتورطوا في العراق ويواجهوا حرب عصابات مكلفة لا نهاية لها. مبينا حتى اذا تمكنوا من احتلاله فانهم يمكن ان لا ينجحوا ابدا في تحقيق اهدافهم العلنية والسرية. معتبرا ان وضعهم في العراق يشبه وضع السوفيت الذين طردوا من افغانستان بعد حرب عصابات استمرت عشر سنوات. وقال اذا واصل العراقيون مقاومتهم بطريقة غير عسكرية مباشرة وخسائر بشرية كبيرة في الجانبين، فان الولاياتالمتحدة ستدخل بذلك حرب احتلال طويلة من المستحيل ان تنتصر فيها. من جهته رأى الجنرال حميد غول الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الباكستاني ان استراتيجية الرئيس العراقي صدام حسين في الجمع بين حرب العصابات والحرب التقليدية تشكل فصلا جديدا في تاريخ الحروب. واوضح ان صدام حسين لم يضيع وقته خلال 12 سنة منذ انتهاء حرب الخليج (1991) التي قام تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة خلالها بطرد القوات العراقية من الكويت بدون ان يمضي في خطة لطرد صدام حسين من السلطة. واضاف غول (غادر منصبه على رأس جهاز الاستخبارات في اكتوبر 2001) انه قام بانشاء قوات غير رسمية هي فدائيو صدام والحرس الجمهوري وعبأها ودربها وجعل منها قوة تتمتع بكفاءة عالية. واوضح ان الفدائيين ينتمون الى عشيرة صدام نفسها ويشاركون تماما في النظام ومدفوعون باعتزازهم باصولهم العشائرية. ورأى ان المخططين العسكريين الاميركيين استهانوا بالعراقيين لذلك شهدت العمليات الاولى حالة ارباك معتبرا انه خطأ استخباراتي جسيم اسوأ من الخطأ الذي لم يسمح بمنع اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 . ورأى غول ان الحرب يمكن ان تغرق الاميركيين في حرب عصابات طويلة الامد. وحذر من الصيف الطويل والحار في العراق الذي سيزيد من الصعوبات التي تواجهها الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وقال ستكون رحلة طويلة وشاقة بالنسبة لهم الا اذا اختاروا سياسة الارض المحروقة ودمروا القرى والطرق. و قال الرئيس السابق لمعهد الدراسات الاستراتيجية الجنرال المتقاعد كمال متين الدين ان الشعب مختلف مع صدام حسين لكن المسألة متعلقة الآن بقوات اجنبية تحتل ارضه. واضاف ان المقاومة التي ابداها الفدائيون حتى الآن ضارية جدا وهم مستعدون للموت، مشيرا في الوقت نفسه الى عدم التكافؤ بين الطرفين. وقال ان قوات التحالف ستنتصر في المعركة لكنها لن تنجح في غزو قلوب العراقيين.مبينا ان الشعب لا يحب ربما صدام لكنه لا يقبل بالولاياتالمتحدة بديلا. واشار متين الدين الى ان الحرب لا تتمتع باي شعبية وافقدت الولاياتالمتحدة المكانة التي اكتسبتها في حربها ضد الارهاب بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر. واضاف ان خطط الولاياتالمتحدة وضع العراق تحت قيادة عسكرية اميركية بعد الغزو غير مقبولة من الشعب العراقي. واوضح مسعود اعرف انهم اعدوا هذه الخطة منذ ثلاثة اشهر ودربوا المعارضة في المجر على طرق ادارة مرحلة ما بعد صدام حسين وحتى وزعوا حقائب في الحكومة، لكن العراقيين لن يقبلوا بهم وسيكونون مثل كرزاي في اشارة الى رئيس الحكومة الانتقالية في افغانستان حميد كرزاي الذي يواجه اتهامات بانه عميل للاميركيين.