الدولفين ،تاكوما، وسبع البحر ،كيه ، دوغ، الحمامة ، هاري، والدجاجة ،فريدم، اضافة الى الارنب ، روجر، هي حيوانات دخلت ميدان العمل العسكري ولعبت ادوارا كطلائع المحاربين دونما حاجة الى خوذة او ان تمتطي مروحية اباتشي او حتى دبابة. ففي ميناء "ام قصر" وبعد ان تقدمت سفن التحالف المحملة بشتى انواع العتاد العسكرى كانت مجموعة من الدلافين وسباع البحر تباشر أعمالها كطلائع حرب في الوحدة الثالثة المتنقلة والمضادة للالغام حيث قامت بمسح شامل للمياه المحيطة بالميناء تحت اشراف وحدة الضفادع البشرية الخاصة قبل رسو سفينة "سير غالاهاد" البريطانية. وقال الباحث في معهد الكويت للابحاث العلمية سلامة العبلاني أن الدلافين حيوانات ليست فقط ذكية جدا ويضاهي ذكاؤها قردة الشمبانزي الاقرب الى الانسان من حيث الذكاء وانما هي من الحيوانات التي تتمتع بميزة خاصة لا تتوفر عند أي من الحيوانات الاخرى وهي تحديد المواقع بالصدى أي أن لها قدرة استخدام ترددات الصوت لتحديد مواقع الاجسام في الماء. وأكد الباحث الدكتور العبلاني ان هذه الحيوانات تملك حساسية غريبة ومحيرة لتحديد مواقع الألغام أو الأجسام المعدنية كالغواصات الغارقة داخل المياه بكافة انواعها سواء كانت صافية او يصعب داخلها الرؤية فهي تتمتع بحدة البصر كما ان نسبة الخطأ ضئيلة جدا وتكاد لا تذكر مضيفا بانها تحس بالخطر قبل وقوعه وتنبه من حولها عن طريق حركات واصوات معينة. وأوضح ان القوات الاميركية استخدمت هذه الحيوانات بشكل عسكري رسمي في بداية الثمانينات ابان الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي وكان ذلك لتحديد موقع طائرة /اف 14/ سقطت في بحر الشمال وكانت تحمل صاروخ /فينكس/ ذا تقنية متطورة جدا ويعتبر من الاسرار المتقدمة آنذاك. وأضاف بأن جهود البحرية الاميركية كانت مستنفرة للوصول الى هذا الصاروخ قبل ان يصل اليه الروس وكانت هذه أشهر حادثة استخدمت فيها الدلافين المدربة واستطاعت العثور على الصاروخ. وتابع الدكتور العبلاني قائلا طور الامريكان الاستفادة من قدرات هذه الدلافين عن طريق تثبيت كاميرات حساسة ودقيقة جدا وثلاثية الابعاد على زعانفها وذلك لنقل صورة حية واضحة وملونة الى مراكز القيادة على ظهر البارجة او المدمرة التي تقوم هي الأخرى بالتحكم بالكاميرات وبالصورة ولقياس المسافات التي تتواجد فيها هذه الألغام وتوصيلها الى الضفادع البشرية المنتشرة على البارجة. ومن الحوادث الموسفة التي شاركت فيها الدلافين حادثة طاقم الغواصة كورسك الروسية والتي فشلت فيها المحاولات لانقاذ من داخلها لانها سقطت على اعماق سحيقة جدا. وأكد الدكتور العبلاني ان هذه الحيوانات لها اعماق معينة لا تتجاوزها ولا تستطيع الوصول اليها وذلك نسبة الى تكوينها وانسيابها الجسماني. يذكر ان هذه الدلافين مدربة على ان لا تحتك جسديا او تلمس هذه الاجسام وان لا تقترب منها وتترك مسافة تتراوح بين 20 الى 50 متر ولكن ما يميزها عن سباع البحر انها تملك خاصية الاستدلال بالصدى تفتقر لها جميع الحيوانات الأخرى. وأوضح أن سباع البحر تستخدم لرشاقتها في السباحة حيث تثبت عليها كاميرات خاصة لتقدم مسح شامل هي الأخرى في المناطق غير العميقة وعلى مقربة من السطح لانها تغوص على أعماق اقل من الدلافين كما ان لها القدرة على ان تتحرك على الشواطيء وبين الصخور وفي الاماكن التي يتعذر على الدلافين الخوض فيها. وفيما يتعلق بالطيور والارانب قال الدكتور العبلاني أنها استخدمت منذ القدم للاستدلال على الغازات السامة واستخدمت بشكل واسع جدا في القرن ال 19 وبداية القرن الماضي خاصة في اوروبا وامريكا والمكسيك حيث كان عمال المناجم دائما يحتفظون بعصافير ومنها الكناري والحمام داخل المناجم داخل اقفاص. وأضاف تكون هذه الطيور برفقة العمال المتقدمين في الخطوط الامامية وبمجرد انبعاث غازات سامة من جيوب ارضية اثناء عملية الحفر في المنجم مثل غاز الميثان أو أول اكسيد الكربون فانها تتأثر بسرعة وفي وقت زمني قياسي وتموت مختنقة حتى ولو كانت هذه الغازات بتركيزات قليلة جدا قد لا توثر على الانسان ولكن لفرط حساسية جهازها التنفسي الذي تملكه مما يمثل انذارا لهولاء العمال فيهرعون خارج المناجم. وتمتلك العصافير والحمام والدجاج والارانب مثل هذه الحساسية المفرطة دون غيرها من الحيوانات الاخرى كالماعز والحمير والغنم التي لا تتأثر بهذه الحساسية تجاه هذه الغازات ولذلك استخدمت في طلائع الوحدات للكشف عن وجود غازات او ملوثات في الاجواء. وعن الكلاب البوليسية أوضح الدكتور العبلاني أنها معروفة بتفوق وحساسية ودقة حاسة الشم التي تعادل أضعاف مضاعفة من الحساسية لدى الانسان حيث تدرب على ان تدمن رائحة البارود والمتفجرات وتستخدم في الكشف عن وجود متفجرات او ألغام وتعمل بمسح كامل لبعض المناطق المشكوك فيها قبل الدخول اليها. وتمنى الدكتور العبلاني أن لا تنفق هذه الكائنات المسالمة بنيران الحرب وخاصة انها تلعب دورا انسانيا كبيرا.