اهتمت الصحف الاسرائيلية امس الأول بمصير صدام حسين في ضوء الانباء عن اختراق القوات الاميركية للعاصمة بغداد فكتبت معاريف: في تقدير الاوساط الامنية في اسرائيل ان صدام حسين لا يزال حيا، ويتنقل بين مكانين او ثلاثة من اماكنه السرية وسط بغداد، محاولا اعطاء اوامره الى ما تبقى من قواته. واضافت: اجرت وزارة الدفاع الاسرائيلية في الايام الاخيرة تقويمات للوضع، مركزة على امكان ان يكون صدام حسين قد قتل او اصيب او فرّ الى خارج العراق. واحد الاحتمالات التي جرت دراستها ان يكون نجح في الخروج من بلده وانتقل الى سوريا والى باكستان. في هذه المرحلة ليس هناك اي دليل يؤكد مثل هذا الاحتمال. بل على العكس هناك ادلة تشير الى وجوده في بغداد. والتقدير انه موجود في احد المخابىء الاكثر تحصينا، ويغير اماكن وجوده كل ليلة ليضلل الاميركيين. رغم ذلك ليس هناك ما يمنع من ان يكون قد اصيب في احدى الغارات الاميركية، ولكنه لا يزال حيا ويعمل انطلاقا من الاماكن التي يختبىء فيها. وتميل التقديرات الاسرائيلية الى القول ان الصور التي التقطت لصدام الجمعة الفائت وهو يتجول في شوارع بغداد ليست لصدام الحقيقي، وانما لشبيهه. وترى شعبة الاستخبارات العسكرية ان امكان ان يكون صدام قد خرج للتنقل في شوارع بغداد ضئيل جدا، لان ذلك لم يكن ابدا من عادته، وثمة شك كبير في ان يقوم الآن بذلك مع وصول الاميركيين الى بغداد والجهد الذي يبذلونه لمعرفة المكان الذي يختبىء فيه. وفي تعليق آخر للصحيفة كتب عاموس غلبواع ان الاسرائيليين في حاجة لان يتأكدوا ان صدام حسين لم يعد حيا كي يعودوا الى حياتهم العادية، اذ ما دام صدام لا يزال ضمن دائرة الخطر فانه يشكل تهديدا لاسرائيل، وقال: لقد بشّرتنا وسائل الاعلام بأنه منذ اللحظة التي سيشعر فيها صدام بانه محشور وظهره الى الحائط، فسيقرر استخدام السلاح غير التقليدي الذي لديه ضد اسرائيل وضد قوات التحالف. ولكننا نستطيع ان نعرف بصعوبة ما اذا كان حيا او ميتا، فكيف يمكننا ان نعرف ما اذا كان يشعر بأنه محشور وظهره الى الحائط؟ لكن السؤال ليس هنا، وانما هل يملك صدام القدرة على مهاجمتنا والتسبب لنا بأذى جدي؟ لقد صرح ارييل شارون قبل الحرب ان هناك احتمالا يوازي واحدا في المئة ان يقوم صدام بمهاجمتنا، وبازاء هذا الخطر نحن مستعدون مئة في المئة. وبعد سيطرة قوات التحالف على غرب العراق وتمشيط كل الاماكن التي قد يستخدمها لاطلاق صواريخ سكود، يمكننا القول ان نسبة الواحد من المئة قد هبطت الى 0.1 في المئة. لماذا؟ لانهم يقولون لنا انه ربما خبأ صدام في احد الاماكن صاروخا واحدا. وحاول الكاتب ان يتصور الضرر الذي قد يلحقه صاروخ سكود مجهز برأس كيميائي في حال نجاحه في الانفجار داخل اسرائيل: الضرر قد يكون كبيرا، ولكن يبقى ان هذا الرأس الكيميائي لا يزال بدائيا، وينفجر عندما يرتطم الصاروخ بالارض. معظم الغازات قد تتسرب الى الثغرة التي احدثها الصاروخ والقليل منها سينتشر في صورة تؤدي الى اضرار كبيرة. ولكن جميع الابحاث تظهر ان الضحايا التي تقع من جراء انفجار صاروخ كهذا تظل اقل بكثير من ضحايا عملية انتحارية. عن النهار اللبنانية