أكد عدد من الباحثين ان لمركبات الأغذية دورا في تغيير المزاج وقد تجد المرأة نفسها مدفوعة بيولوجيا لالتهام وجبات دسمة او غنية بالسكر لا لشيء سوى محاربةالاكتئاب الموسمي الذي يصيب البعض خلال فصل الشتاء. وقد توصل علماء التغذية والنفس البشرية الى القول بان (سعادة الإنسان من ملعقة طعامه) وذلك بعد تتبع أثر المأكولات في تنسيق أوامر الدماغ وتعديل افرازات الجسم الهرمونية نحن بناء تركيبة كيميائية معقدة تنتقل تأثيراتها الى جميع أعضاء الجسم ثم الى النوازع النفسية لتحقيق السعادة او الكآبة. وأضاف الباحثون : إن الشوكولاتة ترفع المعنويات بسبب احتوائها على مادة (سالسولينول) التي تسرع عمل الانزيمات المضادة للاكتئاب. كما ان الشاي والقهوة يحفزان النظام العصبي بسبب الكافيين. وقد شملت الدراسة التي تناولت قرابة الستين نوعا من المرسلات العصبية التي تعمل استنادا الى وجود كل نوع من المركبات الثلاثة وهي: الدوبامين والنورادرنالين والسيروتونين. وقد اثبتت الدراسة ان التوازن الهرموني للجسم يعتمد على التوافق التام بين الدوبامين ذي القدرة الكبيرة على التحفيز والنورادرنالين الذي يديم حركة أجهزة الجسم والسيروتونين الذي يتولى دور الكابح. بينما تؤدي زيادة افرازه الى تعزيز مشاعر الاكتئاب التي تتحول الى المزاج العدواني في حالة تواصلها بينما توازن هذه المادة في الجسم يشعر بالارتخاء والرضا ويدفعه للنوم العميق. كما ان نقص افراز النورادرنالين يؤدي الى تدهور المزاج وهبوط الحالة النفسية واضطراب النوم والتوتر والاكتئاب بينما يؤدي نقص الدوبامين الى قلة التركيز الذهني وتراجع المبادرة الذاتية والاندفاع نحو العمل والانجاز. يذكر ان هرمون السروتونين لا يوجد في الغذاء مباشرة إلا ان السمك والأرز ولحم البط والتين والسكريات تسهم في انتاجه في الجسم. أما النورادرنالين فمادته الأولية هي حمض أميني لا ينتجه الجسم بشكل مباشر بل يمكن الحصول عليه من الأغذية كالبيض وفاكهة البحر والحليب والجبنة. نقص بعض المواد وتأثيراتها نقص الحديد يؤدي الى اختلال التركيز وعدم القدرة على التذكر. نقص الزنك يؤثر في حاسة الشم. اختلال نسبة الاحماض الدهنية يؤدي الى ضعف البصر. وجهة نظر يتجه علم النفس الى ان استهلاك أنواع محددة من الغذاء تحت تأثير تفصيلات الخارطة النفسية التي يضعها الدماغ لتلك الفترة. وهذه الخارطة متغيرة فالحامل معرضة بشدة لنقص حمض الفوليك وهذا ما يعرضها للوحام الذي يشير ضمينا لهذا النقص الذي يمكن تداركه بتناول الفراولة وغيرها من الفواكه الموسمية وغير الموسمية. عموما فان السكريات والدهنيات تثير المزاج المشاكس الذي يمكن تعديله بتناول الفواكه التي تتكفل إنزيماتها بتعديل مسببات الإثارة.