بدأت الحياة تدب تدريجيا أمس الاحد في جامعة بابل (100كلم جنوببغداد) اهم جامعات الجنوبالعراقي التي فتحت ابوابها امس الأول السبت. وقال الدكتور جعفر عبد الامير الياسين مساعد رئيس الجامعة لوكالة فرانس برس ان حوالي ثلاثة الاف طالب من بين8500 عادوا الى الدراسة بعد حوالي40 يوما من الانقطاع وسجل في اليوم الاول قدوم حوالي الف وخمسمائة طالب. واضاف انه تم تعليق العديد من اللافتات في بغداد ومدن الجنوبالعراقي لابلاغ الطلاب والاساتذة بعودة الدراسة مشيرا لعودة غالبية هيئة التدريس وأنه تم استخدام وسائل النقل التابعة للجامعة وايضا الحافلات الخاصة والعامة في تأمين النقل للطلاب. تضم الجامعة ثماني كليات علمية وادبية وانسانية و600 مدرس ويدرس بها اضافة للطلاب العراقيين طلاب من عدة اقطار عربية. واضاف جعفر ان الجامعة تعرضت للنهب والتخريب وسرق منها سجاد ومكيفات وثلاجات ومدافىء كهربائية وحطم اثاثها، معربا مع ذلك عن ارتياحه "لكونها لم تحرق كما حدث مع بعض الجامعات الاخرى". واوضح انه يجري تأمين الرواتب من المحافظة من قبل شخص عراقي اسمه اسكندر دون مزيد توضيح. واضاف انه بعودة الدراسة "فسيتم تمديد السنة الدراسية لشهر حتى لا يخسر الطلاب سنتهم" متوقعا انتظام الدراسة بالجامعة انطلاقا من السبت القادم. وعن التغيير في مناهج ومواد الدراسة بعد الحرب قال "نعتقد ان التغيير سيطال فقط مادة الثقافة القومية التي تتعلق بحزب البعث ومقولات صدام حسين لارتباطها بالنظام السابق" مبينا ان مدرسيها هم من كوادر حزب البعث وان هؤلاء لم يعودوا الى مزاولة التدريس في الجامعة. وفي ساحة الجامعة وقف طلاب مبتهجين لاسقاط تمثال من النحاس لصدام حسين واكبت وكالة فرانس برس انزاله وسط تكبير الطلاب واستغرابهم من بقائه قائما رغم عمليات النهب والتدمير. غير ان ابتهاج الطلاب بدا اقل بوجود القوات الامريكية واعرب بعضهم عن "الاسف" لعدم وقوع "مقاومة اشد وحرب طويلة ضد الامريكيين" لانه "يبدو انه حدثت خيانات" كما قال غازي (24 سنة) الطالب في كلية التربية. واضاف ان العراقيين "سيمهلون الامريكيين فترة محددة واذا لم يفوا بوعودهم ويغادروا البلاد فسيكون من حق كل مواطن عراقي مقاومتهم".وقال ادريس (24 ساعة) ردا على سؤال كيف ترى المستقبل؟ بلهجته العراقية "اذا كان هناك مستقبل" قبل ان يضيف "اذا ظل الاحتلال الامريكي فسنكون فدائيين لتحريرالعراق". واوضح الطالب ردا على سؤال لماذا لم تقاوم اذن مع جيش صدام؟ "حرب صدام لا تعنينا انها حرب شيطان ضد شيطان". اما وسن ابراهيم(23سنة) التى تدرس الانجليزية فقالت "من الصعب تصورالتخلص من صدام" قبل ان تضيف "كل ما اريده هو انهاء السنة الدراسية وعودة الامور الى طبيعتها".