الطب الغربي استفاد كثيرا من الطب الشرقي دون الجدل والخلاف بين الممارسين من الطب الغربي والطب التكاملي حول اعتراف ممارسة هذا الطب وصل الى مراحل متطورة لدرجة أن الأطباء الغربيين يؤكدون ويجزمون بان أنواع الطب التكاملي اعطيت انطلاقة مجانية لأنه لم يختبر بشكل صارم بالأبحاث الحالية النظامية والمنهجية. طبعا هذا الكلام بدون أي أدلة او براهين ولكن أيضا قالوا واعترفوا بأن الكثير من ممارسة الطب الغربي لم يختبر بنفس الطريقة. إذا , لو فرضنا أن هذا الأدعاء صحيح , فنحن أي كلا الفريقين قبلنا بأن بعض ممارسات الطب الغربي لم يتم التحقق منها بالأبحاث والدراسات والمحاولات السريرية والأكلينيكية. فلماذا لا يمنح الطب التكاملي نفس الامتيازات ويعترف المجتمع العلمي بان كلاهما سوف يتحسن بمزيد من الأبحاث وللمعلومية فإن الكثير من ممارسي الطب الغربي والتكاملي يرى ان تستمر الأبحاث في مجالات الطب بأنواعه نظرا لأهميته. أن بعض الأطباء الغربيين يتهمون العلاج بالطب التكاملي بأنه يعتمد على النظريات لا على دراسة الحالات المرضية ونقول بأن دراسة الحالات المرضية مشاهدات غير مؤكدة ولا يمكن مراقبتها والتحكم فيها لأنها تعتمد على تقييم الباحث على فهم المجالات ومن ثم يطور خطة لاختبار النظريات. وللأسف أن الأطباء الغربيين أهملوا الحقيقة وفنون وطرق البحث والحقيقة هي أن الكثير من العمل في مجال الطب العربي يبدأ أو يستمر بدمج دراسة الحالات والتي بعضها لا يمكن مراقبتها والتحكم فيها وخلاصة القول بأن الثقة في النظريات غير المختصرة بانه عيب وخلل قاتل وبوضوح يعرض للخطر رصيد الطب الغربي وكل انواع الطب التكاملي بالتساوي. أهمية الأبحاث: نحن نعرف تماما بان الأبحاث في الطب التكاملي ناقصة وغير كاملة وقد نوقش ذلك في مؤتمر عن الوخز بالأبر الصينية في المراكز الصحية عقد سنة 1997 م بأمريكا. ولكي مع هذا فإنك لا تتخيل بأن تجد هذا الكم الهائل من المعلومات بالرغم من غياب وعدم توفر المساعدات والاهتمام بهذا الطب. فالبرغم من وجود بعض المشاكل والتي منها على سبيل المثال الاختلافات في الرسوم التوضيحية فإن الكثير من الأبحاث نجحت في توثيقه كل اصرار وتصميم لكل العاملين في مجال الطب التكاملي وبفعالية الطب الشرقي والصيني والوخز بالإبر الصينية. ومن المؤكد بأننا سوف نرى الكثير من الإبحاث تنشر في المجلات المهتمة بالطب التكاملي بانواعها فقط عندما يكون هناك خبرة أكثر لإجراء اختبارات الطب باستخدام مساعدة ونموذج الطب الغربي وعندما يكون الدعم والتمويل المالي بأعلى المستويات كما في الطب الغربي. طب له اصول وجذور: ان اتهامات معسكر الطب الغربي القائلة أن بعض ممارسات الطب التكاملي طور بغياب الأساسيات , والقواعد كما هو رائج وشائع في الطب الغربي فان الحقيقة غير ذلك , نأخذ مثلا نوعا من انواع الطب التكاملي وهو الأشهر والمعروف عالميا هو الطب الشرقي والوخز بالأبر الصينية فإنه توقع ظواهر فيسلوجية قبل الأف السنين وهي اليوم توصف وتعرف بالطب الغربي رغم أنها شرقية مثال على ذلك , قوانين الدورة الدموية التي وصفت بولبام هارفي في القرن السابع عشر فقد كانت معروفة بواسطة الأطباء الصينيين وبالتأكيد في عهد الامبراطور هان سنة 206 قبل الميلاد الى 220 بعد الميلاد. وأيضا فإن التطعيمات الحديثة اكتشفت بواسطة الصينيين , وليس من قبل الدكتور ادوارد حينز. ولكن الكثير من الطب الغربي نفسه هو نتيجة تقييم طويل ومؤرخ حسب تطوير دراسة المرض العشوائية. وآخر ما توصل له العلم بأن الممارسين في مجال الطب الغربي والنفسي والفيزياء النظرية بدأوا بالتدريج يميزون بدقة لا معة أهمية الطب الشرقي مما اعطاه ولادة جديدة لأنهم طبقوا معظم النظريات الأساسية للنظام الغربي المحدود. استخدام الأدوية العشبية: شهادة وكلمة حق قيلت وبكل صراحة من قبل الأطباء الغربيين بخصوص استخدام الأدوية العشبية وأشاروا الى ان الكثير من الأدوية الحديثة بدأت بمستخلصات الأعشاب. ولكن يدعون ان تطور الأدوية الحديثة أدى الى عدم الحاجة لاعتماد على طب الأعشاب. واقترحوا الاعتماد على منظمة الأغذية والأدوية للحماية من التلف والخراب بسبب الأدوية غير الخاضعة للتجارب. هذا هو الطب الرئيسي وبإلحاح شديد من قبل الممارسين للطب التكاملي بالمساعدة وتسهيل اجراءات الأدوية العشبية والتي شكلت الكثير منها بالفعل. وبالمقارنة بين الآثار الجانبية التي تسببها الأدوية الكيميائية والأدوية العشبية وجدنا الفرق واضحا. مثال ذلك دواء البنسلين وهو من الأدوية الطبية الحديثة وله خليط من الآثار الجانبية والتفاعلات. فالبحث في مكتبة الطب المحلية في موضوع الآثار الجانبية لتفاعلات الأدوية اوجد أكثر من 525 مقالا. اما البحث في موضوع تسمم تفاعلات الأعشاب فوجد ان هناك ثلاث نشرات فقط. فكل الممارسين من الطب الغربي والتكاملي يعرفون ان الأدوية يجب ان تستخدم بكل حذر وإن الإصابات والوقايات حسب استخدام الأدوية تحدث بدون قصد. فسلامة وفعالية تحضير الأدوية العشبية الطبيعية يجب أن لا يصرف النظر عنها بسهولة فهذه التحضيرات حتى ولو افتقرت للدراسات والتجارب المكلفة فقد تمت الاستفادة منها منذ الاف السنين في الممارسة الإكلينيكية. فإذا كانت المصادر العشبية إحدى مركبات الأدوية الجديدة فليس من المعقول ان نلغي مصدر الأعشاب كمادة أساسية لعلاج الأمراض المهمة. إن طب الأعشاب الصيني له ذرية غير منقطعة من المعلومات ترجع الى كتاب بين كاو BEN CAO أقدم وأكبر مرجع مهم في الأعشاب الصينية ونظرياته ترجع لعمر أكثر من 2000 5000 سنة وعند توفر العلاج بالطب التكاملي للمستخدمين والمستهلكين على شكل منتجات غذائية فنحن نشارك اهتمام جميع الأطباء بفعالية وسلامة المنتج. ولمعرفة سلامة الأدوية العشبية فقد عمل بحث عن المقالات التي تضمنت التفاعلات والآثار الجانبية بعد استخدام الأدوية الكيميائية الخاصة بالنوم والريجيم فوجد حوالي 41 ورقة بينما عدد التقارير التي تستخدم للمستحضرات العشبية وتحتوي على نفس المركب والتاثير وتصنف على أنها بديلة فلم يوجد أي تقرير وبطبيعة الحال فإن الأبحاث لا تستطيع ان تمنع المستهلك من اساءه هذه المنتجات. إذا لا نستطيع ان نخلط بين اعتراف منظمة الأغذية والأدوية ومنتجات النوم والريجيم مع السلامة الملازمة لهذه المنتجات وفي حالة اساءة استخدامها فيجب ان نتوقع أي آثار لها. ايضا يقولون بأن بعض المرضى يستخدمون مركبات عشبية خاصة للنوم والريجيم بدون استشارة الطبيب الغربي. والرد على ذلك بأن هؤلاء الأطباء يتحدثون عن شيء لا يحدث بالواقع. فكم من المرضى يعرفون متى يستدعون الطبيب ومتى لا يحتاجون لاستدعائه. فالأبحاث التي تجري على هذه المنتجات سواء العشبية أو الغربية لن يغير في سلوك المرضى في شيء. فنحن نستطيع دائما إضافة ملاحظة على العلبة التي تحتوي على المنتجات العشبية مثل (إذا استمرت الأمراض والحالة المرضية فاستشر الطبيب) وللامانة نحن لا نعرف إذا كانت هذه الكلمات التي تطبع على العلبة سوف يتبعها المرضى وتنقذ حياة افراد او تمنع أي سوء استخدام للأدوية. في هذه الحالة لا توجد مشكلة في وضع قوانين لتنظيم تعليب المنتجات العشبية ولكن لا تستطيع ان تضمن أن هذا الأجراء وحده سوف يمنع أي شيء من اساءه استخدامه. تفوق الطب التكاملي: أن الاعتقاد الخاطئ لبعض الأطباء الغربيين هو أن ممارسة انواع الطب التكاملي غير معقول غير أن الحقيقة تقول أن النظام الطبي لهذا الطب مطور جدا فالطب الصيني مثلا تطور عبر قرون من المشاهدات السريرية والممارسة. فالبرغم من استخدامه لأدوات مختلفة تماما عن التي تستخدم في الطب الغربي فإنه طور نظاما علاجيا كبيرا واستمر يقدم عناية صحية الى نسبة كبيرة من سكان العالم. والكل يعرف بكل وضوح أن الشعوب التي تنشد العناية بالصحة انجذبت الى الطب التكاملي والبديل والتي من ضمنها الطب الصيني بالرغم من انهم لا يعترفون بذلك الانجاز من الممارسين من الطب الغربي وسبب هذا الانجذاب هو ان هذا الطب يكون اكثر علاقة بين المريض والممارس ولأنه اكثر فعالية والحصول على نتائج جيدة لحالات مرضية كثيرة ولم يحصلوا عليها عند العلاج بالطب الغربي. المشكلة الرئيسية مع الطب الغربي هي إذا لا توجد مشكلة باثولوجية فمعناها أنه لا توجد مشكلة مع المريض ولكن يبقى الشخص مريضا. وقد تفوق الطب الصيني على ذلك وهو شرح الكثير من الحالات الطبية ومن ثم تشرح علامات واعراض المرض. ولهذا الكثير من الأفراد الذين ليسوا مرضى حسب الطب الغربي فراجعوا اخصائيي الطب الصيني وتماثلوا للشفاء وحسب قوانين الطب الصيني ان الطبيعة لها دور مهم بينما القوانين لأنظمة الطب الأخرى بمركز على القسم الذي يعتمد على معرفة تطوير هذا النظام ان المعرفة الشخصية للمرضى هي عامة فنحن كلنا لدينا خبرة بذلك ولكن نحن كلنا نحتاج الى عناية صحية. بينما ملائمة الطب الغربي للعلاج هو بعد عمل الأبحاث الغربية فليس من الضروري أن يعتقدوا ان الطريقة الوحيدة للفعالية هو علاج المرضى. نحن نتفق ان مزيدا من الأبحاث مطلوبة في العلاج بالطب البديل والتكاملي ولكن يحب ان نذكر بأنه صعب ان نضع شهودا عندما ننظر خلال الميكروسكوب. الطب بين الماضي والحاضر: أبو قراط هو أبو الطب أتى من سلالة من المعالجين وهو الأول الذي فصل اسباب الأمراض الروحية عن الأسباب الجسمانية لعلاج الأمراض وأن هذا هو سبب عظمته والتي استمرت عبر التاريخ ودونت في أمهات الكتب. وإذا كان لنا أن نحترم أبو قراط فلابد لنا ان نحترم مدرسيه والمرضى الذين عالجهم وشفوا على يديه فهذا المعالج من الطراز البدائي هو الذي غزا العالم بشكل خرافي. فهو يشبه تماما العالم شن نونج أبو طب الأعشاب الصينية. فهو مؤلف كتاب بين كاو BEN CAO أقدم أشهر موسوعة لطب الأعشاب الذي قال ان الأنواع العالية والكبيرة من الأدوية تساعد الانسان ليحقق وينجز تفوقه والنوع الوسط يساعدهم لتغذية حياتهم الحقيقة والنوع المنخفض يعالج الأمراض الجسمية هذه إحدى الفلسفات الذي يعتمد عليها طب الاعشاب الصينية والتي يجب ان تبقى ثابتة خلال الزمن. الأبحاث تجعل النظرية الطبية مقبولة من ناحية احصائية ولكن ماذا عن المريض في المرحلة النهائية من مرض السرطان الذي يستمر في استخدام العلاج بالأعشاب والإبر الصينية؟ هؤلاء ربما تتحسن نوعية حياتهم بشكل كبير , فإن الكائن الحي سوف يموت ولكن الذي يستقبل العلاج سيحصل على وقت اطول وأكثر بإذن الله وتغيرات كبيرة في الصحة العاطفية لا يستطيع أحد إحصاءها. والحقيقة أن الطب بكل أنواعه مؤثر ناجح في علاج المعاناة واعادة الصحة. ومهما كان الاختلاف بيننا فيجب ان نحدد العلاج الذي يستحق ثقتنا. فإذا استمرينا باستخدام مقياس واحد طبقا لقياس الطب والدواء فسوف ننبذ الأدوات المهمة في كمؤسساتنا الطبية والعلاجية. فلا يوجد أي امتطاء او ركب مجاني فالطب التكاملي بأنواعه والطب الغربي موجودان لأنهما يعملان ويساهمان في صحة وسعادة وعلاج المرضى. @@ د. ابراهيم عبد الوهاب الصحاف اخصائي علاج الآلام والوخز بالأبر الصينية فوائد العسل اكتشفها العشابون الطب الغربي لا يتعارض مع العلاج بالاعشاب