أبرز مشاركون فى ندوة دولية حول الصحراء امس دور الصحراء الكبرى في تونس فى الحوار الثقافى والحضارى وازدهار السياحة بين الشعوب في المنطقة والعالم. وكانت الندوة بعنوان (الصحراء صلة بين الشعوب والثقافات) قد عقدت ضمن اطار فعاليات مهرجان الصحراء الدولى الجارى بدوز فى الجنوب الصحراوى التونسى حاليا. وأوضحت الباحثة الجزائرية مليكة حشيد فى محاضرة القتها بعنوان الثراء العرقى والثقافى للصحراء الوسطى ان الصحراء استقطبت عبر عصور التاريخ العديد من الشعوب الذين مهدوا لظهور سكان افريقيا الحاليين. وقالت ان هذا الامر هو ما جعل سكان افريقيا الشمالية وافريقيا الجنوبية خليطا عجيبا من السكان البيض والسود والمهجنين يتقاسمون ارضا واحدة لكن تتلاقح وتندمج فيها اللغات والاديان والعادات والتقاليد والفنون. وتحدث الباحث التونسي المختص فى الجغرافيا الاقتصادية احمد السماوى خلال الندوة عن السياحة الصحراوية بين الخيال والواقع وأبرز اهمية الدور الذى تلعبه الصحراء منذ منتصف القرن العشرين فى ازدهار الحركة الثقافية والاقتصادية والسياحية. واشار الى ان الصحراء التونسية تؤمن حاليا حوالى 20 الف مكان عمل له علاقة بالزراعة والصناعات التقليدية وقطاع الخدمات اضافة الى انتقال حوالى 650 الف شخص سنويا عبر الصحراء التونسية بهدف السياحة واكتشاف خباياها واوضح الخبير التونسى ان قرب الصحراء من بلدان شمال افريقيا ومن ثم من حوض البحر الابيض المتوسط واوروبا يمثل عاملا اساسيا فى ازدهار السياحة الصحراوية. وكان وزير السياحة والتجارة والصناعات التقليدية التونسى المنذر الزنايدى قد اكد خلال افتتاح فعاليات المهرجان امس الاهمية التى توليها تونس للسياحة الصحراوية. يذكر ان الجنوب الصحراوى التونسى يشهد في هذه الفترة من فصل الشتاء ومع بداية العطلة المدرسية الشتوية سلسلة من المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية الشعبية بهدف تطوير السياحة الصحراوية التى تستقطب سنويا الاف الزوار والسياح وتستعد واحة توزر فى الجنوب الصحراوى ايضا لاقامة المهرجان الدولى للواحات الذى ستنطلق فعالياته يوم 28 ديسمبر الجارى لتستمر حتى يوم 31 منه بعد ختام مهرجان دوز في 24 ديسمبر الجارى. على صعيد متصل اكد مدير المهرجان الدولى للواحات التونسية بتوزر عبد الرزاق شريط ان السياحة الصحراوية تمثل حاليا 5 فى المائة من اجمالى السياحة التونسية. وذكر ان دراسة يابانية تتوقع ان يحتل المنتج السياحى الصحراوى حوالى نصف القطاع السياحى العالمى حتى عام 2016 لتتساوى السياحة الصحراوية تقريبا مع السياحة الشاطئية. واشار شريط الى ان العديد من السياح الاوروبيين يتوافدون بشكل متزايد على الصحراء فى فصل الشتاء.واوضح انه خلافا للسياحة الشاطئية المقتصرة على فصل الصيف فان السياحة الصحراوية تمتد طوال السنة. وتوقع ان يتوافد على المهرجان الدولى للواحات المقبل بتوزر فى الجنوب الصحراوى التونسى بين 15 الف و 20 الف زائر وسائح من بينهم حوالى 10 الاف اجنبى.