رائع ان نجد مساحة لدور المرأة في المجتمع الخليجي والعربي من خلال الدراما والاجمل الا يكون هذا التواجد ثقيلا وهنا لمحة سريعة عما قدمته شخصيات نسائية هذا العام فقد انتهت المسلسلات الرمضانية أخيرا قبل ايام وهنا يبدو دورنا الى فرز صارم لكل ما قدمته المرأة في هذه الاعمال ككاتبة او ممثلة , حيث لمعت اسماء وسقطت اخرى من خلال اعمال عربية فكتابة المرأة للمسلسلات التلفزيونية ظاهرة رائعة لكن ما نقف عليه هو كمية الحزن (والبكاء والعويل والنواح) فلو القينا الضوء على الكاتبة المبدعة (فجر السعيد) التي تتحفنا في كل سنة في استثمار نجاح للعام السابق بتقديم عمل في غاية التشويق وانا اشهد بأن لديها قدرة على احتباس انفاس المشاهدين وتركهم يترقبون المشهد تلو الآخر ولكن فجر (زودتها حبتين) من خلال عملها الأخير, فمشاهدتها للافلام (الهندية) اثرت على فجر في اغلب مشاهد المسلسل فجاءت على هذا النحو فنرى شخصية (أم فواز) امرأة دفعت عمرها ثمنا لأخ لا يستحق وذلك في مسلسل (ثمن عمري) وحينها كنت افكر في تغيير المحطة لمتابعة مسلسل آخر وهو (حكم البشر) للكاتبة وداد الكواري وتبدأ (أم ماجد) بتقطيع قلوبنا من ظلم ابناء زوجها لها ولأبنائها وطرحت هنا وداد قضية زواج ابن البلد بزوجه ثانية عربية اجنبية وينجب منها ويتركها بعد وفاته الى ابنائه من زوجته الاولى, ليبدأ الصراع والظلم والخير والشر وفيلم الهندي يبدأ مرة ثانية فأقرر الا اشاهد عملا تكتبه امرأة لان بصراحة (دمهم ثقيل ويجيبوا الغم واحنا موناقصين) وكأن الجميع اتفق على ان الشخوص التي تعيش في المجتمع لاتكتمل صورتها الواقعية الا بعدد علب المناديل التي نستخدمها في وقف سيل الدموع المنهمر من مشاهدي هذا المسلسل واخيرا اقرر ان اغير المحطة هذه المرة (عناد بس لهالة بنت سرحان) فاذا (بالريموت) هذه المرة يجد مسلسلا سوريا (الفصول الاربعة) تكتبه بالمناصفة (ريما ودلع) فهما ارجعتا الامور الى نصابها فهما يجيدان كوميديا المواقف غير المبتذلة المفارقة العجيبة ان هذه الاعمال تقوم ببطولتها المرأة وهنا نستعرض معا اداء كل من النجمة : يسرا وسيدة الشاشة الخليجية : حياة الفهد والفنانة القديرة : سميرة احمد والرائعة سعاد عبدالله فقد نجحوا بلا استثناء جميعا وقد اسعدوا المشاهد العربي, وقد شعرنا مع هذه الاعمال بأننا اصبحنا شخصية من تلك الشخوص التي تجري في الاحداث مما زاد من ارتباطنا بها وفرحنا في بعضها وبكينا في بعضها الآخر. ويرجع هذا الى ان فناناتنا فعلا قد وظفن جميع طاقاتهن الفنية لخدمة هذا الدور المكتوب لكن هناك أمر اثار استغرابي وهو دور الفنانة القديرة (سميرة أحمد) فشخصيتها جاءت مكررة لدورها في مسلسل (امرأة من زمن الحب) مع فارق بسيط هو لون الشعر لكن نفس الشكل العام ونفس الاداء وقصة الشعر وتقارب في عدد من سمات الشخصية. وما كان واضحا ابداع الفنانة يسرا في مسلسل (اين قلبي) الذي يعتبر من انجح المسلسلات الرمضانية على الاطلاق ولا نرى يسرا قد اعادت نفسها لا في مسلسلاتها السابقة (اوان الورد) ولا في مسلسل (حياة الجوهري) وهنا تتضح قدرة يسرا على الفصل بين الشخصيات وهذا ما ينطبق تماما على الفنانة حياة الفهد في مسلسل العام الماضي (حكم الزمن) حيث فصلت هذا الدور وحتى السمات الشخصية جاءت مختلفة.