يأتي علينا العيد هذا العام ونحن لا نستشعر بهجته ولا نحس بفرحته لاننا مجروحين مكلومين مكبلين بأغلال وقيود, نشعر باننا عار علينا ان نقيم الافراح والليالي الملاح ونحن نطالع في كل يوم وليلة عبر الفضائيات شهيدا من اخواننا واخواتنا في الاراضي الفلسطينية المقدسة السليبة, تنهمر عليهم الصواريخ من السماء كالمطر من آليات ثقيلة متغطرسة باطشة لا قبل لهم بها, لا يمر يوم دون ان يسفك دم وان تترمل زوجة, وتثكل ام, وييتم طفل, ويفقد الوطن رمزا من رموزه وعزيزا من ابنائه, وبطلا من ابطاله, وساعدا من سواعده التي تبني, لا يمر يوم دون ان يبكي الطفل والشيخ والولد وقد تحجرت الدموع في المآقي فأبت ان تنهمر لوعة وأسى وحسرة على قلة حيلتنا وضعف قوتنا وهواننا على الناس, لا يمر يوم دون أن يهدم بيت أو تجرف أرض أو يحرق زرع أو تقلع شجرة أو يعربد متغطرس لا يمر يوم دون ان يجوع طفل وان يؤسر شاب وان يحجز كهل, لا يمر يوم دون ان يتفنن المغتصبون بافكارهم العدوانية المريضة في محاولة كسر ارادة ابناء الوطن باقامة الحدود والحواجز وتقسيم الاراضي وخلق مناطق عازلة تمنع المقيمين من العبور عبر المعابر. ولكن كل هذا لن يزيد الابطال الا صمودا وشجاعة وقدرة واصرارا على مواصلة التحدي, وسيظل المستعمر لارضنا ومقدساتنا جبانا يتلفت حوله مذعورا من الحجارة وهو يملك السلاح, لان الحق بحجر اقوى من الباطل بمدفع, ولن يموت حق وراءه مطالب, فلا حياة بلا كرامة ولا عيش في حياة ذليلة, وستظل هذه الامة تعيش وتنمو وتنجب اطفالا هم بمثابة قنابل موقوتة في وجه المستعمرين واعوانهم, قتل بالامس محمد الدرة, واليوم ولد من جديد اخ له يحمل نفس الملامح والصفات ليؤكد على ان القضية لن تموت والحياة مستمرة والوجود الفلسطيني مؤكد والام الفلسطينية الولود قادرة على ان تدفع بابناء جدد يمثلون وقودا (ديموغرافيا) يحقق الغلبة في النهاية للحق على الباطل. تحية لكل مجاهد وشهيد في ارضنا السليبة آثر الشهادة على الحياة الذليلة وجاد بنفسه وروحه من اجل ابناء الوطن واعلاء لكلمة الله الحق وفداء لمقدساتنا تحية لكل امرأة وام فقدت طفلا او زوجا او اخا شهيدا واحتسبته عند الله الخالق. وكل عام وانتم بخير.. تأملات ايمانية لم الحكم والاتهام على فعل اشياء تخرج عن نطاق المألوف الى نطاق اللامألوف هل ادرك من يتهمك بالجنون وذهاب العقل جميع الاسرار التي تحيط بالنفس البشرية ليفسر هذا الشكل من السلوك بهذه الصفة ولماذا يجزم المرء ويحكم على اشياء لا علم له بها ولا يراها وكأنه خبير فيما تحمله النفس البشرية من اسرار؟ اوليس من الممكن ان يتحدث المرء مع شخص لا نراه امامنا ويرانا ويسخر مما نحن فيه من جهل؟ ان هذه الاشياء حدثت من قبل وربما تحدث حولنا ونحن لانراها او ندركها لان قدرتنا على الاحساس بها وكشفها اضعف من التعرف عليها فهي خفية للبعض لا يشعرون بها وقد اختص الله بعض البشر على مدار الزمن ببعض الصفات الخارقة والقدرات الخاصة التي لا نملك الا تصديقها لانها ظاهرية لنا نراها رأى العين رغم انك لا تقدر على فعلها ولو لم تكن ظاهرية للعين لاتهم من قام بها بالجنون والتجربة خير دليل وبرهان فمن الناس من يرى على البعد الذي لا يدركه بصر بشر مثل زرقاء اليمامة والبعض الآخر له القدرة على اشعال الحريق في الشيء الذي يمعن النظر فيه ومن له القدرة على تحريك سيارة بشعر رأسه والبعض الآخر يمكنه ان يفتت الحديد بين اناملة الى قطع متناثرة وقد يقبض البعض على الجمر المتوهج دون ان تتأثر ايديهم والبعض الآخر غذاؤهم من قطع الزجاج المهشم وبرادة الحديد التي لا تتأثر امعاؤهم ومن يستجب للنصيحة عبر الحواجز (سارية الجبل) وهي مايطلق عليها صفة الشفافية وهي انك ترى على البعد مالا يراه غيرك وتدرك مالا يفهمه غيرك وتشعر بمالا يشعر به غيرك. ومنذ مائة عام على الاكثر كان مجرد التفكير في رؤية مايحدث في النصف الآخر من الكرة الارضية في نفس لحظة البث يعد خارقا للعادة ولا يصدق ولكنك الآن ترى وتشاهد اكثر منه دون ان تتأمل او تشغل بالك في التفكير لانها اشياء مادية ملموسة تمارسها فما كان خارقا بالامس اصبح عاديا اليوم وما كان بالامس معجزا اصبح اليوم مألوفا لذلك تبقى الكثير من الظواهر التي تبدو لك غامضة لانك لا تقوى على تفسيرها حتى يتحول عنها الغموض وتبدو امامك عارية ظاهرة جلية. لقد اودع الله اسرارا في جسم الانسان والكون مازال العلم المحدود بمنأى عنها ولم يكشف بعد اسرارها والعقل البشري محدود الادراك فالعلم الذي يحتويه قليلا (وما اوتيتم من العلم الا قليلا..) الآية وهناك الكثير من الخفايا التي لم يصل عقل الانسان الى ادراكها وكشفها او تصديقها لانهااكبر من قدرته على استيعابها وربما في المستقبل القريب تتكشف الكثير من الحقائق التي تميط اللثام عن هذه القدرات الخفية الخارقة التي نجهل الكثير عنها ونحن في حاجة الى كشفها وعندئذ ربما نضحك على انفسنا حينما نتذكر اننا كنا نضحك على شخص كان يضحك مع نفسه لانه كان يضحك مع شخص موجود بيننا ولكننا لا نراه.