هناك أمور تساعد على حفظ كتاب الله @ هل يجب استقبال القبلة عند التلاوة؟ ينبغي استقبال القبلة, لأن تلاوة القرآن عبادة, والعبادة يستحب فيها استقبال القبلة فإذا تيسر هذا فهو من المكملات وإذا لم يستقبل القبلة فلا حرج في ذلك. @ هل القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب؟ نرجو الإفادة؟ أما من جهة قراءة القرآن في غير الصلاة فالقراءة من المصحف أولى, لأنه أقرب إلى الضبط إلا إذا كانت قراءته عن ظهر قلب أحفظ لقلبه وأخشع له فيقرأ عن ظهر قلب. وأما في الصلاة فالأفضل أن يقرأ عن ظهر قلب وذلك لأنه إذا قرأ من المصحف فإنه يحصل له عمل متكرر في حمل المصحف وإلقائه وفي تقليب الورق وفي النظر إلى حروفه, وكذلك يفوته وضع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر في حال القيام, وربما يفوته التجافي في الركوع والسجود إذا جعل المصحف في إبطه, ومن ثم رجحنا قراءة المصلي عن ظهر قلب على قراءته من المصحف. هذا وبعض المأمومين نشاهدهم خلف الإمام يحملون المصحف يتابعون قراءة الإمام وهذا أمر لا ينبغي لما فيه من الأمور التي ذكرناها, ولأنه لا حاجة بهم إلا أن يتابعوا الإمام. نعم ولو فرض أن الإمام ليس بجيد الحفظ وقال لأحد المأمومين: صل ورائي وتابعني في المصحف إذا أخطأت فرد عليه فإن هذا لا بأس به. @ سؤال حول قراءة القرآن الكريم يقول: أحاول قضاء وقتي في قراءة القرآن الكريم, ولكنني أتلعثم كثيرا في قراءته وعندي كثير من الأخطاء في القراءة فهل علي اثم في ذلك؟ وأيضا أثناء قراءتي القرآن الكريم والأحاديث والأدلة, تخرج تلك الأجهزة المعلقة في جسمي لقضاء حاجتي عن طريقها تخرج عن مكانها فأضطر لإعادتها بيدي وبعد ذلك أحاول رفع المصحف الشريف, أو تطبيقه فهل أنا آثم بذلك؟ أما قراءة القرآن الكريم تقرأ القرآن على حسب حالك ولكن إذا كان عندك خطأ في القراءة فإنه يجب عليك أن تعدلها وأن تطلب ممن هو أحفظ منك للقراءة وأتقن أن يعدل لك القراءة وتتعلم عليه ما يلزم إذا أمكن ذلك, وإذا لم يتمكن ذلك فإنك تقرأ على حسب استطاعتك, ولو مع المشقة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) فلا تترك القراءة ولكن مهما أمكنك أن تصلح أخطاءك فإنه يجب عليك ذلك. أما من ناحية مس المصحف فلا يجوز لك إلا من وراء حائل وأنت على هذه الحالة التي تذكر أن الحدث يخرج باستمرار ومن غير شعور منك لأن المصحف لا يجوز أن يمسه إلا الطاهر ولكن عليك أن تتلقى القراءة من غيرك وأن تستمع إلى من يقرأ أو تتخذ من الأشرطة المسجلة من القرآن الكريم والمصحف المرتل وما تسمع منه القرآن الكريم وتستفيد منه, هذا الذي أراه لك. أما مس المصحف فلا يجوز لك وأنت على هذه الحالة, ولكن لا بأس أن تقرأ ما تحفظه من السور, ولا بأس أن تذكر الله عز وجل, بأنواع الأذكار الواردة, ولا بأس أيضا أن تقرأ الأحاديث النبوية, إنما الذي يمنع هو مس المصحف بدون طهارة وإذا مسست المصحف من وراء حائل فلا بأس بذلك. @ هل تصح قراءة القرآن وأنا مضطجع على السرير وإذا كانت لا تصح فما تفسير الآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)؟ قراءة القرآن من المضطجع لا بأس بها سواء كان مضطجعا على السرير أو على الأرض. لا بأس بذلك فيتلو الإنسان القرآن على أي حال كان. قائما أو قاعدا أو مضطجعا. وسواء كان متوضئا أومحدثا حدثا أصغر. إذا كانت القراءة عن ظهر قلب. أما إذا كانت القراءة من المصحف فإن المحدث لا يجوز له مس المصحف حتى يتوضأ. والحاصل أنه لا مانع من قراءة القرآن على أي حال ما لم يكن الإنسان على جنابة فإذا كان الإنسان جنبا فإنه تحرم عليه تلاوة القرآن حتى يغتسل. وكذلك الحيض والنفاس يمنعان المرأة من القرآن إلا في حالة الضرورة كخوف نسيانه. @ أنا شاب عاقل والحمد لله, ولكن عندي مشكلة وهي: أنني أحفظ آيات من كتاب الله أو أجزاء ثم لا ألبث أن أنساها فهل علي إثم في حفظي لآيات الله ثم نسيانها؟ ينبغي لمن حفظ شيئا من كتاب الله أن يتعاهده بالتلاوة لئلا ينساه كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم, وأما إذا نسيه فإن كان ذلك بسبب آفة أصابته فأضعفت ذاكرته فلا إثم عليه, وإن كان نسيانه نتيجة تفريط فلا يبعد القول بتأثيمه, لأنه لم يعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم وإرشاده, ولأن هذا يدل على عدم الرغبة والعناية بكتاب الله عز وجل. @ حفظت من القرآن الكريم جزأين وكلما حفظت سورة نسيت بعض الآيات من السورة التي حفظتها قبلا فأفيدوني بشيء فيه دواء وشفاء من هذا الداء الذي هو النسيان جزاكم الله خيرا؟ أولا: عليك بحسن النية في تعلمك القرآن الكريم. وثانيا: عليك بالإكثار من تلاوة القرآن الكريم فإن القرآن الكريم كما يبين النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى تعاهد وكثرة قراءته لأنه أشد تفلتا من الإبل في عقلها فيحتاج منك إلى تعاهد وكثرة تلاوة فإذا حفظت سورة فأكثر من تلاوتها وترديدها إلى أن تثبت ولا تنتقل عنها إلا إذا أتقنت حفظها. فالحاصل: أولا: يجب عليك إحسان النية والعمل بما علمك الله, والله تعالى يقول:(واتقوا الله ويعلمكم الله). ثانيا: عليك بكثرة التلاوة. ثالثا: عليك بإتقان الحفظ بحيث لا تنتقل من آية إلى أخرى, ومن سورة إلى أخرى إلا بعد إتقانها وثباتها في ذاكرتك. @ من حفظ شيئا من القرآن الكريم ثم نسيه هل عليه إثم في نسيانه هذا؟ من حفظ القرآن الكريم فإنه ينبغي له العناية بتلاوته واستذكاره واستحضاره لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على تعاهد القرآن وأخبر أنه أشد تفلتا من الإبل في عقلها فلا يجوز لمن حفظ القرآن أن يتساهل في شأنه حتى ينساه, لأن ذلك يدل على عدم رغبته في الخير, وعدم اهتمامه بكتاب الله, فمن حفظ القرآن أو حفظ شيئا منه فقد أوتي نعمة عظيمة وخيرا كثيرا فلا ينبغي له أن يفرط بهذه النعمة وبهذا الخير العظيم بل يتعاهده بالإكثار من تلاوته حتى يبقى في حفظه وينتفع به, مع ما في التلاوة من الأجر العظيم, وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة, والحسنة بعشر أمثالها ولا أقول : ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف ميم حرف), وأيضا في تلاوة القرآن تأثير على القلب بالخضوع والخشية والخوف من الله سبحانه وتعالى. وفيه زيادة في الفقه والعلم وبصيرة لمن تدبره فتلاوة القرآن فيها مصالح عظيمة فلا ينبغي للمسلم أن يفرط في هذا الخير العظيم والنعمة الكبرى التي من الله تعالى بها عليه. أما إذا نسيه لآفة أصابته في حفظ لا لتفريط وقع منه فهو معذور شرعا. @ ورد في الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر أعظم من رجل حفظ آية ثم نسيها) أو كما قال صلى الله عليه وسلم فما معنى هذا الحديث؟ أنا لا أعرف هذا الحديث ولم أطلع عليه ولكن النسيان على قسمين: الأول: إذا كان ذهولا أو بسبب مرض أصاب الإنسان فهذا لا يؤاخذ عليه. الثاني: إذا كان بسبب الإعراض عن تلاوة كتاب الله فهذا يؤاخذ عليه لأنه نسيه بسبب الإهمال. @ رجل يقول: انه يحاول حفظ القرآن لكنه لا يتمكن من قراءة التفسير لظروف عمله هل يستمر بالحفظ فقط؟ لا بأس بذلك فليس من لوازم الحفظ أن تقرأ التفسير بل إذا أمكن أن تحفظ وأن تقرأ التفسير فهذا شيء طيب وإذا لم يتيسر فإنك تحفظ القرآن أولا وإذا تيسر الأمر وسنحت الفرصة فإنك تقرأ التفسير بعد الحفظ فالجمع بين الحفظ والتفسير أكمل إذا تيسر. أما إذا لم يمكن قراءة التفسير ولم تتمكن إلا من الحفظ فإنك تقتصر على الحفظ وتحفظ القرآن ثم بعد ذلك تقرأ التفسير وفي كلا الحالتين لابد من العمل بالقرآن فإنه لا يكفي الحفظ ومطالعة التفسير بدون عمل. @ ما نصيحتكم للشباب في أسهل طريقة لحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى؟ القرآن ميسر وسهل الحفظ قال الله تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) والشأن هو عزيمة الإنسان وصدق نيته فإذا كان لديه عزيمة صادقة وإقبال على القرآن فإن الله ييسر له حفظه ويسهله عليه. وهناك أمور تساعد على حفظه كتخصيص وقت مناسب في كل يوم تحضر مع مدرس القرآن في المسجد والحمد لله المدرسون اليوم كثيرون ولا تجد حيا من الأحياء إلا وفيه من يدرس القرآن وهذه فرصة عظيمة ما كانت موجودة في الزمان السابق فعلى الأخ أن يختار اية حلقة من الحلقات أو أي مدرس من المدرسين ويلازم الحضور معه يوميا إلى أن يكمل القرآن. وأيضا عليك أن تكثر من استعادة ما قرأت مرة ثانية وثالثة وحتى يثبت في قلبك وذاكرتك وعليك العمل بكتاب الله فإنه أعظم وسيلة لتعلمه قال تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم).