تعيش عائلات الاستشهاديين الفلسطينيين مآس انسانية عميقة، فلا يكفي ان تصبح الام ثكلى بل تصبح مشردة وبدون بيت في خطوات العقاب الجماعي التي يفرضها الجيش الاسرائيلي بهدم بيوت واعتقال ذوي منفذي العمليات العسكرية. وقالت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى جنين ان تمام حسن ابو روب (60 عاما) والدة يوسف محمد طالب ابو روب (20 عاما) احد منفذي الهجوم المسلح على مدينة بيسان ليل الخميس الماضي اصيبت بجلطة قلبية على اثر سماعها نبأ استشهاد ابنها وان وضعها الصحي سيء للغاية. ونفذ عضوان من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح يوم الخميس عملية هجومية مسلحة في بيسان كل من عمر محمد عوض ابو روب (19 عاما) ويوسف محمد طالب ابو روب (20 عاما) وقتل ستة اسرائيليين في الهجوم فيما اصيب عشرون آخرون. ومنفذا الهجوم هما من بلدة جلبون قضاء جنين وعلى حدود الخط الاخضر الاسرائيلي وكانت البلدة تخضع للسيطرة الامنية الاسرائيلية طوال الوقت. وقال زياد ابو روب احد اقربائهم ان تمام ابو روب (ام يوسف) عند تلقيها نبأ استشهاد ابنها يوسف من زوجها واحد ابنائها ، اصيبت على الفور بجلطة قلبية نقلت على اثرها الى مستشفى جنين. واضاف زياد قامت قوات الجيش الاسرائيلي صباح الجمعة بهدم بيتها بالديناميت واعتقال زوجها وابنائها الثلاثة. في رد انتقامي على تنفيذ الهجوم. وقال احد الاطباء المشرفين على حالتها ان وضعها صعب ونخشى ان تصحو وتعلم ان زوجها وابناءها معتقلون وان بيتها هدم ما يشكل خطورة على حياتها. وأدانت القيادة الفلسطينية في بيان رسمي عملية بيسان وعبرت عن استنكارها القاطع للعمليات والتفجيرات التي استهدفت المدنيين. واكدت عدم علاقة حركة فتح او اي من مؤسساتها بهذه العملية وقدمت القيادة تعازيها لأسر الضحايا.واوضح بيان القيادة ان الهجوم لا يخدم القضية الفلسطينية العادلة للشعب الفلسطيني بل انه يلحق افدح الضرر فيها ويعزز دعاة الحرب والتطرف والاستيطان في اسرائيل. واوضح زياد ابو روب ان محمد عوض ابو روب (55 عاما) والد منفذ العملية الثاني عمر ابو روب يعمل عاملا في احد المصانع في الخضيرة في اسرائيل، وينام في المصنع الاسرائيلي لصعوبة تنقل العمال. واضاف زياد قدم محمد ابو روب صباح الجمعة الى بلدة جلبون من مكان عمله بعد ان علم نبأ استشهاد ابنه عمر يوم الخميس ووجد بيته مدمرا بالديناميت من قبل الجيش الاسرائيلي وعلم باعتقال ابنيه ونقل الى المستشفى في حال الخطر. وقالت مصادر طبية في مستشفى جنين ان محمد عوض ابو روب وصل الى المستشفى في وضع خطر بعد اصابته بانفعال عصبي . واضاف المصدر وضعه الان مستقر ولكنه لا يزال تحت المراقبة. واعلنت مؤسسة القانون ان عدد البيوت والوحدات السكنية التي هدمتها قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال شهرين من 28 اغسطس حتى 28 اكتوبر 2002 بلغ 73 وحدة سكنية وشردت 79 عائلة من هذه البيوت.