كلنا نؤمن بالقرآن لكن قلة قليلة تتدبر آياته، ففي القرآن المجيد نجد هذه الآية: «ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ». إنها قاعدة عظيمة في التغيير خاصة اننا في بداية عام جديد. إن التغيير ضرورة تقتضيها الحياة، يقول الشاعر.. إني رأيت وقوف الماء يفسده...إن سال طاب وإن لم يجر لم يطب والأسد لولا فراق الغاب ما افترست...والسهم لولا فراق القوس لم تصب والتبر كالترب ملقى في أماكنه...والعود في أرضه نوع من الحطب ولو عدنا إلى الآية السابقة لوجدنا التغيير ينبغ من ذواتنا وعقولنا ومن أفكارنا، نحن الذين نحدث التغيير.. لو تغيرتَ لتغيرت حياتك والأشياء من حولك!! ابن نوح.. قرر هذا الابن ألا يتغير.. مع أنه ابن أكبر داعية في التاريخ، وكذا أبو لهب قرر بمحض إرادته ألا يغير دين آبائه وأجداده بل قاوم التغيير مع أنه كان أقرب الناس لأعظم شخص في التاريخ!! لكن في المقابل آسيا قررت أن تتغير رغم صعوبة بيئتها وكونها امرأة لأكبر مجرم في التاريخ!! وطالما أننا نستقبل عاماً جديداً.. لم لا يكن هذا العام فتحا جديدا لك على المستوى الشخصي!! جرب فالحياة تجارب.. أهل الباطل يجربون ويتنقلون بين شواطئ ظلماتهم وهم على خطأ فما بالك وأنت تعيش عصر أصح الأديان وتتلو أعظم الكتب! تبدأ أولى خطوات التغيير بإحسان علاقتنا بالله تعالى .. ما أعظم هذا الحديث القدسي: إذا تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة». عود نفسك في كل يوم أن تفتح نافذة طاعة وتغلق باب معصية! والخطوة الثانية .. علاقاتك مع الآخرين تفقدها.. اقفل أبواب الحسد والكراهية وعامل الناس وتدرب وتعلم فنون التعامل مع الآخرين وتسامح مع الجميع! تدبر هذا الحديث: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء». والخطوة الثالثة.. الصحة تاج على رؤوس الأصحاء.. لنتعلم الثقافة الصحية تلك الثقافة التي ترشدنا إلى الغذاء الصحي، وإلى حماية أجسامنا من «فيروسات» الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، وكل ما يستهدف أبداننا ويؤثر على رشاقتنا!! والخطوة الرابعة .. أوضاعنا الاقتصادية.. لنحارب الإسراف الذي فتك «بجيوبنا»، ولنضع حداً للكماليات التي أرهقت كواهلنا، فغلاء الأسعار يحتم علينا أن ننظر إلى ممارساتنا، والتدبير نصف المعيشة كما قال عليه الصلاة والسلام. والخطوة الأخيرة.. لا تنس ذاتك.. اقرأ أي شيء.. استغل النت في البحث والتنقيب عن المعلومة.. هناك دورات متخصصة وعامة تعلم ما تحتاج إليه!