تشتت ذهن الصائم في شهر رمضان.. فبرغم من كون هذا الشهر شهر عبادة وفضيلة الا ان الاعلانات عن البرامج والمسلسلات الفضائية اصبحت مذهلة للغاية, ومسيطرة على مخيلة الفرد. وتجبر المسلسلات والبرامج المسلية والمضحكة الشخص على متابعة على الاقل أربعة او ثلاثة مسلسلات.. هذا اذا ما كان جل وقته على التلفاز.. واذكر ان شخصا قام بكتابة جدوله اليومي للتنقل من قناة الى اخرى لكي لا تفوته حلقة من مسلسل, بل انه يقوم بتسجيل حلقة بينما يشاهد حلقة اخرى من مسلسل آخر, نظرا لتعارض الوقت. فبعد مضي الاسبوع الاول من رمضان ظهرت لنا ازدواجية في متعة البصر.. فأبو الطيب المتنبي يغرينا في الوصول الى سر مقتله, وامرؤ القيس يمتعنا بقصائده التي يقذفها على تلك الحسنوات بين يديه, وطاش يحلينا عقب الافطار, وابراهيم نصر يلصق البسمة على شفتينا, وفارس بلا جواد يجذبنا نحو تهديدات اسرائيل وامريكا, وابو رش رش يلهي اطفالنا في القيلولة, وصادوه يكشف لنا خفايا الفنانين, والعطار والسبع بنات, وآخر الفرسان, وثمن عمري, وأين قلبي, وسهم الغدر مسلسلات درامية فاتنة.. هذا بخلاف البرامج في الفضائيات الاخرى. ويبقى السؤال الحائر منذ سنين.. لماذا لا يتم عرض هذه البرامج وتكثيفها سوى في شهر رمضان؟ هل اكتفت المشاهدة في هذا الشهر؟ وهل تعلم شركات الانتاج والقنوات الفضائية ان عرض جميع هذه البرامج في شهر واحد يتسبب في فقدان المشاهد والذي يعتبر المصدر الرئيسي للعرض؟ ولكن فكر المنتجين حول ان الصائم يشعر بخمول بعد ان تتساقط كريات اللقيمات والسمبوسة في جوف معدته.. مما يتسبب في خمول وركود كعامل مساعد للمشاهدة. وهنا قد يجد الشعراء سببا لموت مشاعرهم او اختفاء قصائدهم في هذا الشهر الكريم فارس الهمزاني