هنالك مسلسل دراماتيكي عالمي لم يتوقف منذ مئات السنين ويدور حول إحدى عجائب الدنيا السبع, وإذا كنا قد تعودنا على أن أبطال المسلسلات والأفلام دائما هم من الممثلين المشاهير إلا أن هذا المسلسل قد اوجد نوعا من العدالة الإعلامية.. إذ أن الأبطال هم علماء الآثار والمعماريون والمهندسون إضافة إلى بعض المرتزقة واللصوص, وعلى الرغم من أن هذا المسلسل يعني الأشقاء (المصريين) أكثر من غيرهم إلا أن علماء كثيرين من مختلف الأعراق والجنسيات شاركوا في أحداثه المثيرة للجدل, ما قصدته ليس مسلسل (رأفت الهجان) ولا (ليالي الحلمية) ولا (الحاج متولي) إنما هو مسلسل اكتشاف النظريات التي تفسر طريقة بناء الأهرامات في مصر القديمة, وكل حلقة من حلقات هذا المسلسل الذي يبدو أنه لن ينتهي قريبا.. تكون أكثر إثارة للجدل من سابقاتها, كان أحد أغرب التفسيرات لطريقة بناء الأهرامات ذلك الذي أشار إلى ان هناك (كائنات غريبة قادمة من الفضاء) سبقتنا علميا بآلاف السنين وقد استوطنت كوكب الأرض في فترات قصيرة ثم قامت ببناء الأهرامات في مصر وفي المكسيك وعادت أدراجها إلى الفضاء. آخر النظريات عن طريقة بناء الأهرامات في مصر قدمها قبل أسابيع قليلة كيميائي فرنسي يدعى (جون دافيدوفتس) ويشير الى أن بناء الأهرامات قد حدث في زمن لم تكن توجد فيه عجلات ولا برونز ولا حديد, ولذلك فهو يؤكد أن أحجار الأهرامات لم يتم نحتها أو جرها على بكرات بواسطة الرجال كما يؤكد علماء المصريات.. وإنما تم صبها في قوالب في موقعها كما يفعل بالأسمنت في هذا العصر, ويستشهد بأن هذه الطريقة تعتبر أكثر اقتصادا في الأيدي العاملة إضافة إلى أن مادة الكلس متوافرة في ذلك الوقت بكثرة في منطقة الجيزة في مصر. هذه النظرية الجديدة قد تكون مقبولة مبدئيا لحين بحثها وتدقيقها أو على أقل تقدير إلى أن يتم بث الحلقة المقبلة من هذا المسلسل المتواصل, أنا شخصيا أتقبل هذه النظرية بشكل مبدئي لسببين بسيطين, الأول أن الأحجار المستخدمة في هرمي خوفو وخفرع وكما هو معروف أحجار كلسية, أما السبب الثاني فهو أن هناك دلائل عديدة تشير إلى أن قدماء المصريين قد برعوا في الكيمياء وعمليات خلط وصب الخرسانة التي نعرفها في هذا العصر إنما تتم وفق قواعد ونسب وإضافات كيميائية محددة, وليس أدل على براعة المصريين القدماء في حقل الكيمياء من مقدرتهم المذهلة على تحنيط أجساد ملوكهم وبقائها سليمة منذ آلاف السنين.. @@ المهندس علي السواط