توقعت مصادر قريبة من اسواق المواد الغذائية ان تشهد الاشهر القادمة اوضاعا سلبية صعبة لعدد من المستثمرين في قطاع انتاج العصائر والمشروبات الغازية والمياه الصحية عطفا على زيادة حدة المنافسة وكثافة الانتاج المحلي. رغم ان الوضع في شهر رمضان المبارك يحافظ حتى الآن على الاستقرار نظرا لزيادة مستوى الطلب عليها. واشارت المصادر نفسها الى ان اوضاع ما قبل ثلاث سنوات قد تتكرر خلال العام الجاري، حيث عمدت بعض المؤسسات الى تخفيض اسعارها، املا في كسب حصة اكبر من السوق، الذي بات يعاني مما يشبه التخمة والتشبع، وكان سببا ذلك وراء زيادة الحملات الاعلانية والتسويقية التي ضمنت بتخفيضات متنوعة في الاسعار. وافادت معلومات السوق ان رؤوس الاموال المستثمرة في قطاعات (العصائر، والمشروبات الغازية، والمياه المعبأة) تقترب من اربعة مليارات من الريالات في حين يزيد عدد المصانع على 90 مصنعا منتجا، تضخ في الاسواق ما يقارب 7 مليارات لتر سنويا خاصة ان مصانع الالبان نفسها تنتج العصائر ضمن خطوط انتاجها، مما كان له اثر في احداث حالة من الارباك في السوق. وقال بعض تجار المواد الغذائية بالمنطقة الشرقية ان هناك احداثا شهدتها السوق في الآونة الاخيرة ابرزها زيادة مستويات الطلب في السنوات الاخيرة، الذي يقدر بمعدل 3 في المائة سنويا، وذلك نتيجة الزيادة الملحوظة في عدد السكان وزيادة اعداد العمالة الوافدة، فضلا عن ارتفاع حجم السياحة في المملكة خصوصا في مواسم الحج والعمرة.. الا ان هذه العوامل كان يقابلها زيادة ملحوظة في حجم المعروض سواء المنتج محليا، او المستورد الذي يلحظ زيادته في السنوات الاخيرة، خصوصا من الدول العربية المجاورة مثل الكويت ومصر. وتقدر الاحصاءات الرسمية ان انتاج مصانع المشروبات الغازية وحدها في العام الماضي قد بلغ 3 مليارات لتر حيث تستثمر في انتاجها حوالي المليارين من الريالات في حين تضخ مصانع العصائر ما يقرب من هذه الكمية باستثمارات تتجاوز 900 مليون ريال.